شعار أطلقه أنا خديجة عمر كلماوية أصيلة، أطلقه لأني سئمت، قصدي زهقت أيوه زهقت من سلبيتنا، وزهقت من وقوفنا زي ما إحنا، لأ ده إحنا كمان بنتأخر، طبعا كلكم مستغربين ومش عارفين أنا بتكلم في إيه؟ طب ركزوا معايا بس وانتوا تفهموا. كام مرة بنتكلم عن البلد ومشاكلنا المادية وغيرها؟ كتير طبعا، زي مشاكل العنوسة والبطالة وأمراض كتير، تايفويد وإنفلونزا خنازير وطيور و بلهارسيا، تلاقي صاحبك بيقولك أنا عندي أسافر وأغسل صحون برّه مصر، ولا إني أقعد هنا، إيه اللي وصل شبابنا لكده؟ أنا معاكم إن مشاكلنا كتير، وخليتنا كارهين حتى نفسنا، بس مش لدرجة إني أتبهدل برّه بلدي، رغم إني ممكن أتبهدل في بلدي، ولكن مع الفارق، هنا هتبهدل بمزاجي وبخدم أولاد بلدي، بدل ما أخدم الغريب. ولكن العُرف السائد أنا إزاي أغسل صحون وأطباق، وإزاي أبيع جرائد، وإزاي أنزل أنضّف الشارع، ده مش مستوايا والناس تقول عليا إيه؟ وأصحابي يقولوا عليا إيه؟! رغم إنك لو برّه مصر، هتعمل كل ده و من غير ما تخاف من كل الاعتبارات السابق ذكرها! وبالإضافة لكل ده، الإهانة والعنصرية والتفضيل اللي طبعا ممكن تلاقيهم في دول كتير! يعني لو نظرنا نظرة جدية لمعنوياتك هنلاقيها محطمة وده طبعا لاحساسك دائما بالنقص، حتى لو كان العائد المادي يفوق عائدك المادي في بلدك، فالمادة وإن كانت من أهم الحاجات، ولكن المعنويات والحالة النفسية جزء لا يتجزأ منها، وعلشان كده كان لازم أتكلم مع الشباب وأعرف إيه اللي مخليهم بيفكروا كده، وهل عندهم استعداد للتغيير؟ وبما إن رمضان شهر كريم وشهر صوم وعمل وعبادة، فهل عندعم استعداد يعملوا حاجة ولو ساعتين يوميا ولا لأ؟ مصطفي ماهر: بالنسبة لموضوع الشغل والبهدلة فى مصر، ماحدش بيقدر جهد الشغل، خاصة الشغل البسيط، كمان الطموح بيكون ضعيف قوى، أما بره مصر الموضوع بيختلف لأسباب، أولها إن الغرض من السفر مش البهدلة، بس لو سافرت وملاقتش شغل، معنديش مانع أتبهدل شوية لحد ما أستقر وأكون قدرت ألاقي شغل مناسب، كمان برّه مصر ماحدش عارفنى، يعنى كانى إنسان جديد لسه الناس بتعرفنى، فهيكون عادى فى البداية إنى أغسل أطباق، وأنا فعلا اشتغلت وغسلت اطباق فى مصر، بالرغم من إنى كنت فى مدرسة لغات ودخلت كلية كويسة ومن أسرة كويسة وثقافتى مش قليلة، لكن كنت حابب أجرب واشتغل كده، لكن اتصدمت بالظلم، لما اشتغلت 12 ساعة وكان المقابل 4 جنيه، يعنى أقل من المصروف اللي باخده وأنا قاعد فى البيت، حسيت وقتها بظلم كبير، وإن ماحدش بيقدر التعب وأعتقد إن ده سبب رفض الشغل البسيط في مصر. خديجة(أنا): مصطفي أنا معاك إن برّه بيقدروا أكتر من هنا 10000 مرة، بس يا مصطفي الدنيا برّه مش حلوة قوي كده زي ما بنشوفها في الأفلام! بالعكس ده أكتر البلاد الديموقراطية في العالم بتلاقي فيها عنصرية لجنس أو لون أو دين، طبعا مش كلها، بس موجود، فهل هتقبل ده؟ غير إن مفيش ضمانات، وفلوس إيه قدام الإهانة اللي إنت هتستحملها؟ وعلى فكرة يا مصطفي، إنت مثل حلو أوي، أنا بجد مبسوطة جدا انك اشتغلت قبل كده، ومافكرتش في اعتبارات المنظر ومركزي وقيمتي، على عكس ناس كتير أوي، وصحيح إن 4 جنيه دي لا شيء وإهانة، بس على الأقل ماحستش بغربة أو نقص زي بره، ولقيت اللي تشكي له همك. مهاب حسين : فيه كمان نظرة مجتمعنا لبعض الوظائف، إحنا هنا عاملين تقسيمة حلوة أوى "شغل محترم - شغل يقل القيمة" بره -على ما أسمع وأشوف فى الأفلام- مفيش الكلام ده، الشغل شغل، مادام بيقضى احتياجاتك ومرتاح نفسيا فيه، عشان كده أنا مش هيهمنى أعمل أى عمل كويس، طالما بلاقى فيه تقدير لتعبى، عشان عارف إن الناس بتبص لي باحترام، نظرة الناس مهمة جداً طالما إحنا لسه عايشين وسطيهم. خديجة عمر (أنا): أنا معاك يا مهاب إن نظرة المجتمع مهمة، بس المهنة شريفة ولا بياع مخدرات ولا حرامي؟ فنظرتك قدام نفسك أهم كتير طول ما إنت شايف إن إنت صح وراضي ومقتنع باللي بتعمله، لو حد معارض دلوقتي ألففففففف هيقلدوك. هدير عزت محمد: إحنا شايفين ظلم فى مصر، والشغل حاليا معاك واسطة هتشتغل، مامعكش مش هتشتغل، بقت مهزلة ومفيش حد قادر يوفر لنا فرص عمل تناسب كلياتنا للأسف، وبالنسبة للشغل برّه، فأكيد يبيقى فيه إهانة وغربة، بس فيه كمان مقابل مادى، ممكن الواحد يستحمل عشانه، لكن هنا، لا مقابل مادى ولا أي حاجة وإهانة كمان!! للاسف بلدنا مش قادرة تعرف قيمة شبابها، لكن بره عارفين قيمتنا، وبتلاقى دايما المصريين متفوقيين فى عملهم فى الخارج. خديجة عمر : هدير أنا معاكي إن الشباب مش واخد حقه، بس فيه اعتبارات غريبة مسيطرة علينا (منظري هيبقي إيه، مستوايا هيبقى عامل إزاي قدام الناس) بس أنا مش معاكي في موضوع تقبل الإهانة مقابل المادة ده، لأن مفيش أي حاجة في الدنيا تخلي الإنسان يتحمل إهانة، نظرا للونه أو لجنسيته أو دينه (حاجات ماينفعش تتمس). محمود الحجار: الشباب بيرفضوا الشغل البسيط، لعدة أسباب، أولا الشغل البسيط بمرتب بسيط مش هيكفى أى حاجة، ثانيا ثقافة الشعب لسه ما اتغيرتش، ده اللي بيقول إنه موظف، مابقتش تفرق موظف فين ولا إيه، المهم موظف ده معناه إنك غلبان وأقل من الباقى! وبصراحة رغم إننا من الشعوب الفقيرة فى العالم، إلا إننا طبقيين جدا!! خديجة عمر: المشكلة برضه فينا، ووافقتني الرأي نسمة عبد العظيم بتأييدها، حيث قالت: لما تتبهدل فى بلدك بتبقى فيه حاجات كتير بتهون عليك، على الأقل إنت فى وسط أهلك وأصحابك، والبهدلة دى هى اللي بتأهلك إنك تشتغل شغل محترم برّه مصر. محمود رضا: بصي، بالنسبة لي مش عدم انتماء، بس خلاص أنا عرفت البلد دى، وعرفت إن الواحد ممكن يشغّل فلوسه فيها، وتزيد، ده لو عرفت تعمل فلوس أصلا، لأنك لا هتعرف تعمل، ولا حد هيحترمك فيها، طول ما إنت صغير، فناخدها من قاصرها ونطلع برّه، نقعد قد ما نقعد، ولما نعمل المبلغ اللي يكفينا نبقى نرجع. خديجة عمر: محمود رضا، عاوزة أقولك إن طول ما جواك إحساس النجاح، وطول ما عندك ثقة في قدراتك، يبقى هتنجح، ومن غير ما تطلع برّه، والدليل: رجال أعمال كتير، كانوا مقاولين وباعة متجولين في البداية، وبعدين بنا كرمهم، وأنا واثقة ومتأكدة إن الانتماء جواك وجوا كل واحد فينا. أمهد فابريجاز: يا خديجة المشكلة إن الواحد أول ما يشتغل، بيبقي عايز مرتب كبير، فبيقرر يسافر برّه رغم إنه بيدفع فلوس كتير عشان ياخد التأشيرة، وممكن يعمل بالفلوس دي مشروع. وعلى فكرة، المرتب اللي بياخده من برّه عادي، بس عشان الاقتصاد عندنا تعبان فده بيفرق، وصدقوني كل الفلوس متساويش حاجة قدام الغربة والبهدلة، مفيش أحسن من القعدة في بلدك، مع أهلك وناسك، بس تتحمل وتقتنع برزقك اللي ربنا قاسمهولك. خديجة عمر: أولا شكرا على الرد، وأنا شايفة إن هنا فيه فرص كتير، بس اللي يدور ويتنازل شوية و ان زي ما فيه بطالة هنا، فيه نسب بطالة عالية جدا بره، وبالتالي الأولوية عمرها ماهتكون غير لأبناء الوطن، وإن كان غير ذلك فهيبقى عن طريق إذلال المهاجر، يبقى ليه من الأول؟! محروس: للأسف المصرين أصبحوا بيتسولوا العمل فى الخارج، بس خلى بالك إن ظروف البلد هى السبب فى التفكير ده. بس أرجع وأقول إن إحنا اللي لازم نغير من ظروفنا، ونبقى مبدعين ومش كسالى، ونحاول نخلق لنفسنا فرصة فى بلدنا، بدل ما ندور على الحل الأسهل، والتعب والبهدلة فى الخارج، لأن بلدنا أولى بينا طبعا، رمضان هو رمضان شهر لن يتكرر ويا رب يعيننا على الطاعة وننول الغفران إن شاء الله. ودي كانت نهاية حواري مع الشباب، وعن نفسي هاخد خطوة إيجابية، بالرغم من إني زعلانة من البلد قوي، بس بحبها، وخصوصا إن رمضان شهر كريم وبيشجع على الشغل، و هبدأ بدار مسنين، واللي عاوز يشاركني أنا مستنياه، و بكره هنعلى، طول ما إحنا مؤمنين بالصح، ومؤمنين إن بلدنا بتتغير بإيدينا.