«كوبا؟ تشافيز رئيس فنزويلا؟ بوتين رئيس روسيا؟ لا إنه محمد مرسى رئيس مصر».. هكذا بدأ إليوت أبرامز مقاله بعنوان «حرية الصحافة فى مصر تعود إلى الأيام القديمة السيئة»، على موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى، ينتقد فيه التحقيق مع الإعلامى الساخر باسم يوسف بتهمة إهانة الرئيس، ومع صحيفة مستقلة بتهمة نشر أخبار مزيفة. أبرامز قال إنه على ما يبدو أن نظام مصر الإخوانى الجديد يتبع خطوات حسنى مبارك وكل حاكم ديكتاتور آخر. مضيفا أن الولاياتالمتحدة غائبة بشكل كبير. «فإذا كان مرسى يكرر أسلوب مبارك، إذن نحن، نتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان التى يمارسها النظام الحاكم فى مصر، إذا كانت الحكومة تتبع مسارا مقبولا فى السياسة الخارجية».
ووصف أبرامز ذلك ب«الحماقة المضاعفة»، حيث يعرف الأمريكيون ما الذى أدى إليه تصرفهم هذا فى عهد مبارك: إلى استيلاء إخوانى بسبب أن قوى الاعتدال كانت ضعيفة جدا لتمنع حدوث ذلك. وتابع: «علاوة على ذلك، مرسى مثل مبارك لم يقدم لنا أى أفضال بسياسته الخارجية، يقول ويفعل ما يعتقد أنه ضرورى لتقدم مصالح حزبه وبلده».
أبرامز أضاف أنه لن يصبح حليفا لإيران أو يعلن الحرب على إسرائيل إذا أدان الرئيس أو وزيرة الخارجية الأمريكية انتهاكات حرية التعبير هذه. وقال: «صمت أمريكا أصم، والبيانات التى تلقيها وزارة الخارجية أو المتحدثون الرسميون باسمها لا تكسر حاجز هذا الصمت بأى طريقة مجدية. الاتحاد الأوروبى يتصرف مثلنا تماما».
أخيرا طرح أبرامز اختبارا صغيرا للتوضيح: «ألق نظرة على بعض الأساليب المستخدمة أخيرا حول خطط البناء الجديد فى المستوطنات الإسرائيلية فى القدس من قبل الولاياتالمتحدة: («محبطة جدا، استفزازية، مضادة لقضية السلام»)، أو من قبل الاتحاد الأوروبى: («نعارض بشدة، ينتابنا القلق الشديد، نشعر بالفزع الشديد»)». مضيفا: «لنر الآن كم البيانات المشابهة لتلك حول اعتداءات الحكومة المصرية على حرية الصحافة».
من جانبها، قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية فى تقرير بعنوان «بالنسبة للمتهكمين المصريين، سلطة مرسى ليست أضحوكة»، إن باسم يوسف هو أحد أهداف محاولات الحكومة المصرية لإسكات منتقديها.
ورأت الصحيفة أن استغلال المحاكم المتزايد لإسكات المنتقدين والكوميديين والمعارضين بدا اتجاها واضحا فى مصر، والدستور الجديد جعل هذا أسهل كثيرا مما سبق. متابعة أن أحد مكاسب الثورة المصرية بات تحت التهديد، وأن كثيرين من الذين فى السلطة حاليا مرتاحون لذلك. أما مجلة «فرونت بيج» الأمريكية فعلقت بأنه من الأسهل أن تكون جون ستيوارت فى أمريكا، وأن الحياة ليست جيدة مع جون ستيوارت المصرى الذى يعانى من مأزق حاليا لأنه من غير القانونى السخرية من قائد الإخوان الجديد. أضافت المجلة أن باسم يوسف أكثر مرحا من ستيوارت لأنه يتحدى الطغيان الحقيقى. بينما قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إن التحقيق مع باسم يوسف إشارة أخرى إلى أن مرسى ربما لا يكون الرئيس الديمقراطى الذى طالما تمناه ثوار مصر.