السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معلش أنا هاطوّل شوية عليكم.. أنا عندي 22 سنة وعايشة بره مصر بقالي أكتر سنة مع أهلي من وقت ما اتخرجت من الجامعة كان عندي طموح كبير وحاجات كتير كان نفسي أعملها في مصر بس أنا بنت واحدة على 3 ولاد، وطبعا ما ينفعش أكون لوحدي في بلد وأهلي في بلد تانية. سافرت مع أهلي بعد إنهاء دراستي الجامعية بتفوق والحمد لله، ومن وقتها ما أنجزتش أي شيء، وده طبعا غصب عني لأني في بلد عربية ومش مسموح للبنت الحركة بحرية طبعا فيها، ولأنها مش بلدي باخاف أتحرك كمان. اتقدم لي ناس كتير كويسين الحمد لله أنا على قدر من الجمال والتدين، ومستونا كويس ماديا واجتماعيا بس أنا رافضة الارتباط نهائي؛ لأني مش عايزة أتجوز خالص، ودي المشكلة اللي بيني وبين أهلي دايما من زمان، بالذات ماما بس مش عارفة أرضيها إزاي. أنا نفسي أكمّل دراسة وأشتغل كويس، وأثبت نفسي وأحقق أحلامي، ونفسي إن شاء الله أتبنى طفل يتيم أو أكتر على قد ما أقدر.. بحب أكون مع الأطفال وأساعد المحتاجين بس أهلي عايزيني أفكر في نفسي.. وأنا بحب كل اللي حواليا، وباساعد كل الناس بس في نفس الوقت عايزة أرضي أهلي طبعاً، وهما مش راضين باللي أنا بافكر فيه.. أنا مش حابة أرتبط نهائي، عايزة كل دنيتي تكون للي حواليا، ومش محتاجة أي شيء من الدنيا؛ لأني بإذن الها مستنية أجري في الآخرة هل أنا صح أم خطأ؟ shi سوف أبدأ معك من حيث انتهيتِ وهي الآخرة، الآخرة التي وعد الله فيها عباده الصالحين بجنات عدن التي تجري من تحتها الأنهار، هو الله نفسه الذي تسعين إلى رضائه بكل السبل الممكنة من خلال تلك المشاعر الرائعة الفياضة على كل من حولك، ورغبتك الصادقة في أن تساعدي كل من هو في حاجة إلى مساعدة. هو الله نفسه الذي أمرنا بالزواج ووصفه بأنه نصف الدين هل تعلمين لماذا وصفه الله بأنه نصف الدين؟ وصفه بذلك لأنه يقينا من الفتنة ويساعدنا على تركيز كل طاقتنا وانتباهنا في عبادة الله، والعمل من بعده، وبالتالي إعمار الأرض، ومساعدة الناس كما تبغين، ولكن بدون الزواج يمكن أن تحدث الفتنة، وأنا لا أشينك -معاذ الله- بأنك أهل لهذه الفتنة، ولكن يجب أن تعلمي في الوقت ذاته أنه لا أحد كبير على هذه الفتنة، والملائكة أنفسهم استكثروا على بني آدم دورهم في عمارة الأرض؛ لأنهم خطائون بطبعهم. هذا هو الجانب الإلهي في الزواج، أما الجانب الإنساني فأنا شخصيا لا أجد أي تعارض بين الزواج وما تريدين أن تفعليه وتساعدي به الآخرين ولكن الأمر يحتاج منك بعض الوقت لانتقاء شخص على نفس قدر تدينك وصفاء نفسك ورغبتك في مساعدة الآخرين، وبالعكس بدلا من أن يكون مطبا يعوقك عن مواصلة طريق الخير سيكون سندا لك يدفعك للأمام عندما تتكاسلين أو ينشط الشيطان في إعاقتك. فالزوج هو ذلك الوعاء الروحي والعاطفي الذي تختبئ داخله الزوجة وقت الأزمات، وهو الكلمة الطيبة التي تسمعها وقت الوجع، وهو الحائط الذي تستند عليه ويستند عليها في المستقبل، عندما يأخذ منكما العمر أكثر مما أعطيتموه، فهو سكن ومودة ورحمة كما قال الله عز وجل الذي تَسَعُ رحمته بني آدم جميعا وتفيض.. فهل من بعد علمه علم؟ هل من بعد قوله قول؟ ورغم كل هذا فأنا لا أطلب منك الزواج ابتداء من الغد فلتأخذي وقتك وتتأني في اختيار شريك حياتك كما تريدينه، لكن إلغاء الفكرة من تفكيرك بالأساس أمر ليس صحياً وليس دينياً وليس فيه رحمة من إنسانة يبدو من رغبتها في مساعدة كل من حولها أنها تشعُّ رحمة، فكوني رحيمة بنفسك مثل رحمتك بغيرك. وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه.