أنا باشكر الموقع الغالي اللي فعلا من خلاله بنقدر نتوصل لحل المشكلات، وشكرا للقائمين على الموقع الرائع. أنا كنت طرحت قبل كده مشاكل ليّ.. أنا كنت بحب واحدة ولما خطبت بعدت عن البنت دي؛ أولا علشان تعيش حياتها، ثانيا إني خاطب وماينفعش؛ لأن ده ممكن يحصل لخطيبتي، والحمد لله ربنا كرمني بإنسانة جميلة ومتفهمة. أنا عايش في الخليج وبانزل شهر واحد في السنة، طبعا كله بابقى مع خطيبتي.. الأيام دي لما سافرت بقت المشاكل تكتر بيننا، يعني أقدر أوصفه بعدم الاهتمام، المشكلة فيّ؛ أنا كنت متعود منها على الاهتمام والاتصال دايما بيّ والاطمئنان لما كنت في مصر. لما سافرت وبدأت دراستها انشغلت عني، وهي معاها عذرها علشان الدراسة، بس أنا مش باقدر أقنع نفسي بكده، بقيت أختلق المشكلات ليها، يعني بقيت أقول لها إنتي مابقتيش بترني عليّ ليه ولا رسايل، وتقريبا بنتخاصم كل أسبوع، بس نتخاصم يوم واحد، وأنا اللي أكلمها تاني لأني عارف إني مزودها، بس أنا عايزها تهتم بيّ، خصوصا إني تركت موضوع البنت دي، فمحتاج رومانسية أكثر. على الرغم إني هنا في شغلي ممكن أتعرف على بنت و10 كمان، بس أنا باراعي الله سبحانه وتعالى، بس هي معذورة لدراستها، إحنا بنتكلم كل يوم، باحاول أقول لها نتكلم يوم ويوم علشان نكسر الروتين ده تزعل وتقول لي إنت زعلان ومش عايز تكلمني، وبقيت مش بارتاح إلا لما ألاقيها تعيط، لما بقت عادة فيّ. تاني حاجة إحنا جوازنا المفروض بعد سنة ونصف، أنا جاهز للزواج من الصبح بس بأجل علشانها هي، وكمان أنا عايزها تبقى معايا هنا، يعني مانبعدش عن بعض.. بيدخل الشيطان من مداخله ويقول لي إنت ممكن تتعرف على بنت عندك وعيش حياتك معاها، بس الحمد لله أنا مرّيت بتجربة بتاعة البنت اللي عرفتها وربنا يسامحني عليها، مش عايز أكررها.. أرجو الإفادة، وأرجو من سيادتكم الرد.
q.m
مرحبا بك وشكرا على صراحتك في عرض المشكلة، فأنا متيقنة من أنك إذا قرأتها، بعين وروح وعقل غير عقلك فستصل إلى نفس النتيجة التي توصلت أنا إليها، لكن اعذرني إذا قلت لك إن أول شيء لمسته في شخصيتك هو الأنانية. طبيعي جدا أن تترك أول فتاة ارتبطت بها في اللحظة التي فكرت في فتاة أخرى، أقصد حتى قبل الخطوبة، احتراما لذاتك قبل أي شيء آخر، فالإنسان السوي الذي يحافظ على حدود ربه لا يخطر في باله أن يرتبط بفتاتين في نفس الوقت. أما بالنسبة إلى خطيبتك فقد ساءني جدا عدة جمل، إن دلت على شيء فتدل على أنك ترتبط على أساس الإعجاب وشغل الحياة وربما التغيير، أو نتيجة لسيطرة فكرة "أنا ماتجوزش واحدة ارتبطت بيها ارتباط مش رسمي"، وليس الاقتناع بأن هذه هي الإنسانة التي ستملأ عليك حياتك وتغنيك عن نساء العالم. "ممكن أتعرف على بنت و10 بس باراعي ربنا"، أعتقد إنك سافرت أساسا بحثا عن باب رزق يمكّنك من إتمام الزواج بالإنسانة التي وثقت فيك وفي دينك وأخلاقك، لم تسافر للبحث عن الرومانسية وإثبات أنك شهريار. "نكسر الروتين"، عجيب أمرك؛ في البداية تذمرت من انشغال خطيبتك بدراستها، على الرغم من اعترافك بأنها إنسانة على قدر من الحب والمسئولية وتستحق منك التقدير، والآن تستهين بمشاعرها وارتباطها بك وتقول روتين، ماذا ستفعل إذن حينما يكون روتين حياتك أن تحكي لها كل صغيرة وكبيرة، وتسمع لشكواها وتخفف عنها آلامها وبعدك عنها؟! "وبقيت مش بارتاح إلا لما ألاقيها تعيط، لما بقت عادة فيّ"، بالله عليك ماذا تسمي هذا الشعور الغريب، ألهذه الدرجة بلغ بك حد الاستهانة بمشاعر وكبرياء الفتاة التي ستكون أما لأبنائك. ولماذا هذه الرغبة الانتقامية منها؟ هل لأنها سبب في بعدك عن حبك الأول؟ أم لأنها وثقت فيك؟ ربما لأنها إنسانة عاقلة ولم تقصر في دراستها بدعوى الحب الأفلاطوني الذي يشغلها عن حياتها ومستقبلها! آه لأنها إنسانة تعرف حدود دينها وما يجب وما لا يجب، وليست كالفتيات اللاتي تفكرن في الارتباط بهن، فتيات "مش نكديين" حديثهن منحصر في عبارات الحب والهيام لا المسئولية والطموح والمستقبل! "يدخل الشيطان من مداخله ويقول لي إنت ممكن تتعرف على بنت عندك"، ليس الشيطان وإنما هي نفسك الأمّارة بالسوء، نفسك التي تتوق إلى حياة العزوبية غير المسئولة، التي لا تفرّق بين الفتاة المهذبة المحترمة التي يحول دينها ورجاؤها بينها وبين أن تكون زوجة صالحة دون التحدث في التفاهات. وما هي مواصفات الفتاة التي يحدثك بها الشيطان؟ وهل تتفق مع هدفك وطموحك في السفر والغربة؟ أم أنها مجرد تمضية وقت وكسر للروتين ولحاجز الملل؟ نصيحتي لك أن تصلّي قبل أي شيء وتستغفر الله كثيرا عن ذنب التفكير في خيانة خطيبتك التي وثقت فيك هي وأهلها الذين أرادوك ابنا لهم، ثم تصلي صلاة استخارة بنيّة أن تكمل هذه الزيجة وأن الفتاة ستكفيك عن بنات حواء، أم أنها مجرد محطة تقف فيها فترة السفر وتستبدلها بأخرى في لحظة. تذكر دائما وأبدا أنك كما تدين تدان، وأنك إذا أردت لنفسك الخير لا بد أن تتمناه للآخرين، وأولهم زوجة المستقبل، حتى إذا كانت خطيبتك أول إنسانة ترتبط بها، فلا بد من تحكيم عقلك ورجولتك في الاعتراف بخطئك في الاختيار إذا أردت النظر إلى أخرى، فالرجل الحق لا يحتكم إلى نفسه الأمّارة بالسوء أو إلى شيطان يدمر حياته وحياة من حوله. أشعر جدا بما تعانيه في غربتك من وحشة واحتياج إلى المشاعر الحقيقية، لكن هذه المشكلة لا يمكن حلها إلا بالمسارعة بإتمام الزواج بإنسانة صالحة تقيك شر نفسك. الروتين يمكن كسره بتغيير نمط الحياة بشكل عام، بتغيير أساليب التفكير، بالطموح وتحديد الأهداف، بالرومانسية الراقية التي لا تتخطى حدود الله، بل تكون دافعا لإتمام الزواج. الفتاة -بارك الله فيها- ليس عليها غبار، وجّهها توجيها رقيقا لا تتجاوز فيه حدود الله وحدود الأدب والذوق، عتابا لا يجعلها تنفر منك بقدر ما يجعلها تنتبه لخطئها.. إن كان موجودا.