يتهمني عدد من الأصدقاء بخيانة الثورة لو اتخذت قراري بمقاطعة انتخابات الإعادة؛ لأننا الآن في موقف تاريخي بين مرشح محسوب على نظام مبارك وآخر محسوب على الثورة. ولكل هؤلاء الأصدقاء فكلا المرشحين عندي متساويان؛ فكلاهما طعن الثورة؛ فالمرشح الأول المحسوب على النظام السابق حاول طعن الثورة في وجهها وحاول إجهاضها، ويعلن دوما أنها لم تكن ثورة، بينما المرشح الآخر ينتمي لجماعة طعنت الثورة في ظهرها وخانتها، وحاولت الوصول لأغراضها الشخصية على حساب جميع الشهداء والمصابين. ضميري الثوري -إن سمحتم لي بأن أطلق عليه هذا اللفظ- يمنعني من أن أعطي صوتي لأي شخص من الاثنين، ولن أسرد تفاصيل عن الفريق أحمد شفيق؛ فجميع الثوريين يعلمون ما الذي فعله ولن نتكلم أكثر عن هذا الأمر. لكن الفصيل الثاني وهو جماعة الإخوان المسلمين قامت بخيانة الثورة عدة مرات، أول مرة حينما ذهبت للواء عمر سليمان لتتفاوض معه باسم جميع من كانوا في الميدان، وكأنهم وكلاء عنهم ومعهم بعض الأحزاب المعارضة الوهمية.. هذه الخيانة هي الأولى في تاريخ الثورة في حين كنا نقتل ونموت في قلب الميدان. هذا الفصيل نفسه هو من ترك الثوار يواجهون الموت في أحداث محمد محمود الأولى بحجة الانتخابات البرلمانية، تاركين الشباب يموتون معتمدين على أن الشعب المصري ينسى. هذا الفصيل هو نفسه الذي صفق حينما تمّ اتهام الثار بالخيانة في قلب مجلس الشعب، وتركوهم يواجهون الموت واعترضوا على وصفهم بالشهداء. هذا الفصيل هو نفسه الذي طالب بفحص السجلات الجنائية للشباب الذين ماتوا في قلب الميدان، ومن يثبت وجود سوابق جنائية له لا نحسبه من الشهداء. هذا الفصيل نفسه الذي جمع أنصاره ليقفوا ويحموا مجلس الشعب حينما كانت هناك مظاهرات معارضة لبعض ممارسات المجلس الذي يمثلون أغلبية برلمانية فيه. هذا الفصيل الذي اتهم شباب الأولتراس بإثارة البلبلة واتهامهم بكل شيء مخجل ومشين، في حين كانوا شبابا مكلوما بموت أصدقائهم. هذا الفصيل هو الذي تراجع في قراره بعدم الدخول بمرشح رئاسي قاسما ظهر الثورة بدخول مرشحهم، لائمين مرشحي الثورة على خوضهم الانتخابات الرئاسية والآن يطلب منهم التوحد معه. هذا الفصيل هو أول فصيل خان الثورة لصالح مصالحه الشخصية، فكيف يطلب مني أي عاقل أن أنسى دماء أصدقائي وأعينهم التي فقدوها، ويحاول أن يطلب مني أن أنتخبه لأجلهم، كيف يطلب مني من خان الثورة أن أعطيه صوتي وأن أعتبره مرشحا ثوريا. أنا آسف ولكني لا يمكن أن أعتبر المرشح محمد مرسي مرشحا للثورة، ولا فصيل الإخوان المسلمين فصيلا ثوريا يواجه فصيل الفلول، أنا مقاطع لانتخابات الرئاسة؛ لأني ثائر ومكاني هو ميدان التحرير؛ لأن الثورة لا يجب أن تسمح بما يحدث.. ما يحدث الآن هي محاولة تشويه الثورة والالتفاف عليها، ولن أقبل أن ألوث يدي باسم أي شخص من كليهما. أنا آسف، ولكني لا أعرف ما الذي أقوله لأصدقائي المصابين في أحداث محمد محمود أو الشهداء الذين ماتوا حين تخلى عنهم الإخوان المسلمين ومرشحهم، اعذروني لو قلت لكم إن انتخاب أي شخص من الاثنين هو خيانة للثورة.. هذا رأيي وأنا أثق به ولن أتراجع عنه.