"لو لم نقاطع اللحوم فسوف تزيد أسعارها لتصل مائة جنيه للكيلو، ولن يستطيع تناولها سوى أصحاب الملايين"؛ هذا هو صوت مواطن مصري غلبان لا يزيد راتبه عن ثمن 10 كيلو لحمة بعد أن وصل ثمن كيلو اللحمة إلى 50 و60 جنيه؛ لذلك قامت حركة "مواطنون ضد الغلاء" بقيادة حملة لمقاطعة للحوم تستمر إلى ما قبل عيد الأضحى بأربعة أيام تحت شعار (المصري اللي على حق.. يقول للحمة لأ). وتستهدف الحملة مواجهة الزيادة الجنونية في أسعار اللحوم والتي تأتي مع قدوم عيد الأضحى المبارك لأسباب تعود إلى جشع التجار وتقصير الحكومة في استيراد كميات كافية من اللحوم. من جانبه ناشد محمود العسقلاني -المتحدث باسم حركة "مواطنون ضد الغلاء"- في بيان أصدرته الحركة، جميع وسائل الإعلام وجمعيات حماية المستهلك والأجهزة المعنية بالترويج لحملة مقاطعة اللحوم، لإجبار الجزارين على تخفيض الأسعار. وأضاف العسقلاني: "أمامنا فترة كافية قبل قدوم العيد يمكننا أن نقاطع شراء اللحوم بشكل كامل، ولدينا بدائل متمثلة في اللحوم البيضاء والدواجن والأسماك والتي يقل الطلب عليها في مثل هذه الأيام، وقد يستغل أصحاب مزارع الدواجن زيادة الطلب فيقومون بزيادة أسعارهم، وهو ما يقتضي منا كمستهلكين أن نستهلك الدواجن مرتفعة السعر حتى يرتدع الجزارون، ومن ثم نقوم في وقت لاحق بتنفيذ المقاطعة على الدواجن؛ حتى يدرك الجميع أننا –كمستهلكين- لن نقبل بالجشع وزيادات الأسعار غير المبررة؛ خاصة وأن أسعار الأعلاف التي كانوا يبررون بها رفع الأسعار انخفضت عالميا إلى ما يقترب من 45%، وهو الأمر الذي يجعلنا نؤكد بأن هذه الارتفاعات غير مبررة ونابعة من جشع ونهم في جمع الأرباح. وأعرب العسقلاني عن أمله أن يستجيب المواطنون لدعوة المقاطعة حتى يُفَعّل هذا السلاح القوي في مواجهة الغلاء والجشع؛ موضحا بأن ثقافة المقاطعة أصبحت من العلم العام في الدول الأوربية والتي تستغله كسلاح تهدد به التجار والمنتجين. وأشار العسقلاني إلى أن الكتاب والمثقفين والأدباء والفنانين والشخصيات العامة يمكنهم المساهمة في نشر ثقافة المقاطعة، معربا عن أمله في أن تتضامن النخبة المصرية بما فيها النخبة الحكومية مع الدعوة، وأن يقوموا بدورهم في قيادة الأمة.