اتخذت حملات مقاطعة اللحوم أشكالاً ووسائل وشعارات ومسميات مختلفة للإعلان عن وجودها وحشد الناس للاضراب عن شراء وتناول اللحوم، ولكن مع اقتراب عيد الأضحي تسقط تلك الشعارات، وتتوقف تلك الحملات، فلا صوت يعلو فوق صوت اللحمة ورغم ذلك فإن بعض التيارات تفضل استمرار تلك الحملات لمواجهة المبتزين والجشعين من التجار والجزارين. المصري اللي علي حق.. يقول للحمة لأ شعار إحدي الحملات التي تدعو لمقاطعة اللحوم علي مستوي جميع المحافظات مستخدمة في ذلك المنشورات المطبوعة ومخاطبات الاتحادات الطلابية وأمناء المرأة بالأحزاب.. كادت أن تؤتي بنتائج لولا قدوم عيد الأضحي المبارك هذا ما أكده محمود العسقلاني منسق حركة مواطنون ضد الغلاء التي أعلنت عن ضرورة مقاطعة المواطن المصري للحمة لافتًا إلي أن اللحمة واحدة من الأسباب التي تؤدي لأزمات عديدة للمواطنين قد تدفعهم للدخول في أزمات مالية في مقابل توفيرها للأسرة ويدلل محمود العسقلاني علي نتائج الحملة بانخفاض أسعار اللحوم بشكل ملحوظ في ثلاث محافظات مختلفة قاطعت اللحوم ففي الأقصر بعد أن كانت أسعار اللحوم تتفاوت ما بين 28 و30 جنيهًا ارتفعت إلي أكثر من 43 جنيها وحينما قاطعها المواطنون انخفضت أسعارها فوصلت إلي 35 جنيها للكيلو، كما تراجعت أسعار اللحوم في أسيوط فانخضت من 48 جنيها إلي 40 جنيها فقط وكذلك الحال في الاقاليم التي اتبعت سياسة المقاطعة، وعن أهداف الحملة يقول تستهدف الضغط علي جزاري المواشي، إلي جانب الاستفادة من تطبيق ثقافات جديدة منها المقاطعة للسيطرة علي أسعار السلع الاستهلاكية والتموينية، واتخدت حملة المصري اللي علي حق.. يقول للحمة لأ شعارات أخري متمثلة في لا لجشع الجزارين ولحمة إيه أم خمسين جنيه، مش هنموت لو قاطعنا اللحمة. ويضيف أنه بحلول يوم 20 من الشهر الحالي ستنتهي المقاطعة جزئيا احتفالا بقدوم الأعياد ولكنها ستستمر بعد العيد تحجيمًا لأسعار اللحوم وبدائل اللحوم الحمراء.. هي الأسماك واللحوم البيضاء. ولم يقف الأمر عند المطبوعات بل امتدت دعوة المقاطعة إلي الإنترنت فظهرت مجموعات اطلقت علي نفسها مقاطعي اللحوم تدعو لتجنب الجزارين ومقاطعة اللحوم البقرية بأنواعها. كثير من المواطنين تابعوا تلك الحملات ووجدوا أنها تعبر عن واقع يعيشونه ولكنهم لا يستطيعون الاستغناء عن تناول اللحوم خاصة مع اقتراب عيد الأضحي، وأكد كثيرون أن غلاء أسعار اللحوم الحمراء لا يمكنهم من تناولها شهورًا طويلة وبذلك يكونون قد حققوا الإضراب عن المقاطعة جبرًا وليس طواعية.. ورأوا في حملات المقاطعة تضامنًا من القادرين فشعروا بذلك أن حالهم لا يعبر عن أفراد بل مجتمع يشعر بفئاته الدنيا ويقدر أحوالهم. د.حسن هيكل -الخبير الاقتصادي- يوضح أن مبررات ظهور حملات المقاطعة يتلخص في الارتفاع غير المبرر لأسعار اللحوم والتي عاني منها المواطن خلال شهر رمضان وما بعده إذ ارتفعت أسعار اللحوم 7 جنيهات للكيلو الواحد وهذا الارتفاع الجنوني في الأسعار يعكس استغلال الجزارين للمناسبات لرفع الأسعار علي حساب المستهلك، فمن المعروف أن أسعار الأعلاف العالمية انخفض إبان الأزمة العالمية وبالتالي فلا حجة تبرر للجزارين رفع أسعار المواشي بسبب الأعلاف.. كما كان الحال في السابق.. والحل يكمن في حملات الإضراب عن اللحمة أو عودة مشروع البتلو وإحيائه من جديد فقد كان السبيل الوحيد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم، وقد حقق المشروع بالفعل قبل توقفه نتائج مبهرة تمثلت في تحقيق 100٪ من حجم الاستهلاك ونسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي من اللحوم ل40٪. من جانبه، يؤكد د.محمد عرفة، أستاذ الأغذية بقسم التغذية وعلوم الأطعمة جامعة حلوان، أن حملات الإضراب عن اللحمة مفيدة صحيا لمن هم فوق سن الأربعين، أما من هم دون تلك المرحلة العمرية فلا ينصح بالمقاطعة التامة للحوم، فالبروتين الحيواني يحتاجه الإنسان لبناء خلايا الجسم للنمو خاصة في مرحلة الشباب.. كما أن اللحوم مصدر أساسي للبروتين الحيواني الذي يساعد في سير العمليات الحيوية داخل الجسم.