السلام عليكم.. أنا مش عارف أحدد أعمل إيه.. أنا بحب واحدة وهي بتحبني أوي ومتفقين على الزواج.. بس إزاي وأنا لسه مخلص كلية وشاب، وعلشان أجيب فلوس فين وفين بقى.. المهم أعمل إيه؟ اتعرفت على أجنبية وكده وعايز أسافر معاها.. وأنا مش عايز أقول لحبيبتي إني مسافر مع أجنبية.. بجد مش عارف أعمل إيه أقول لها ولا لا؟؟ طيب لو قلت لها رد فعلها هيكون إيه؟ هتفهمني إزاي؟ أنا بجد رايح علشانها أتغرب وأتبهدل علشانها بجد.. أعمل إيه؟؟؟؟؟ O.
الأخ العزيز
من الواضح يا صديقي أنك اخترت أسهل الطرق لحل مشكلتك عن طريق الهروب من الواقع والسفر مع صديقتك الأجنبية كي تتجنب مواجهة ظروفك مهما كانت سيئة. بل إنك قد قررت هذا دون اكتراث لحق خطيبتك وشريكة حياتك في المستقبل باعتبار ما كان مقدرا له أن يكون؛ حتى أنك بخستها حق معرفة ما تخطط له لمستقبلكما سويا. وبالتأكيد فإنه لا أحد سواك؛ حتى أسرتك يعلم عن هذا الأمر شيئا.
بغضّ النظر عن صحة أو خطأ ما نويت الإقدام عليه من الهروب مع تلك السيدة التي تكبرك سنا بكل تأكيد؛ وإلا فلماذا تقبل بك دون سواك من بني بلدها. فأنت بكل صراحة تساوم على شيء جميل في حياتك مقابل المال في صفقة سيكون الخاسر الأكبر فيها هو أنت؛ ستخسر حبك وشبابك وكرامتك واحترامك لذاتك بعد أن قبضت مقابلا لكل هذا. ستخسر والدك ووالدتك -التي سينفطر قلبها- اللذين ثابرا وتعبا ليصنعا منك الرجل الذي أنت عليه، وكان حلمهما أن تكون إلى جوارهما في يوم لابد وأن يحتاجا إليك فيه. ولن تقدر كم تساوي تلك اللحظات التي تبقى فيها إلى جوارهما إلا بعد فوات الأوان.
لنفترض سويا أن ذلك السيناريو قد سار وفقا لما تخطط له وهو أنك ستهجر الجميع وراءك ضاربا بكل شيء عرض الحائط بعد أن تقبل هذا العرض المهين وتبيع نفسك بخسا لتلك السيدة. هل ستعطيك بعض المال أم إنك ستعيش بما ستمنّ به عليك لتبقى دائما في حاجة إليها. وإذا حدث وكان وأنجبت منها أبناء هل تضمن أن يكونوا لك اسما ودينا أم سيكونون لوالدتهم. وهل تعلم أنك لو فكرت بالزواج من أخرى (خطيبتك مثلا) وأنت لا تزال مع تلك الأجنبية؛ أنها ستطالبك بالتعويض قبل أن تطلقك وتسلبك كل شيء حتى أبناءك؛ وربما ينتهي بك المطاف في السجن إذا ما بقيت داخل حدود بلدها.
صديقي.. أعتقد أن الصورة واضحة تماما أمامك والقرار الآن بيدك وحدك. وفيما يتعلق بخطيبتك، ينبغي عليك التخلي عن هذه الأنانية؛ فيتعين عليك إعطاؤها حق تقرير مصيرها واختيار سيناريو آخر لحياتها بعد أن قررت تغيير أو تدمير ما كنتما تحلمان به سويا، ووأدت تلك الذكريات في مهدها. عليك أن تحلها من كل ارتباط جمعكما سويا حتى تلك اللحظات السعيدة التي انقضت وأنتما تفكران في مستقبلكما سويا.