مشكلتي أنني أحببت فتاة حبا كبيرا، ووعدتها بالزواج، وأخبرت والدتها بذلك، وذلك بعد تخرجي، وطوال شهرين من اعترافي لها بحبي كنا نكلّم بعضا يوميا ونتقابل كلما أمكن. لكن المشكلة أني بعد فترة شهرين أحسست بجفاء من ناحيتها، عندما حاول أن أكلمها تليفونيا لا تردّ عليّ، إلا بعد محاولات عديدة، وتتعلل بأسباب عديدة أيضا..
كما أنها تكلمني ببرود وكأني أجبرتها على أن تكلّمني.
ماذا أفعل؟؟؟
هل هي تحبني أن لا أم إنها كانت فترة ومضت لحالها؟؟ بصراحة لا أدري.
وإذا كانت تحبني فماذا أفعل لأزيد حبها لي مع مرور الأيام حتى بعد أن أتزوجها؟ إنني في حيرة من أمري....
بالمناسبة أنا عندي 20 سنة طالب بكلية الطب سنة 3 وهي أصغر مني بعام في كلية الإعلام.
أريد أن أعرف حقيقة حبي لها؛ هل هي تحبني أم لا؟ وكيف أعرف؟؟
o.f
صديقي العزيز... جميل أن نحب والأجمل أن نتحمل مسئولية هذا الحب، ونغلّفه بوعود وعهود نقطعها على أنفسنا، وسنحاول أن نقوم بتنفيذها بالفعل، ولكن يجب أن نفكّر في قدراتنا والظروف المحيطة بنا، وهل ستمكّننا من تنفيذ هذه الوعود والعهود أم لا؟ قبل أن نقطعها على أنفسنا وقبل أن نتحمل مسئوليتها.
قد تكون صغير السن، ولكنك كبير بحبك وكبير بما تصنعه إذا كنت على هذا القدر من الوعي والمسئولية، ولكن ضعْ نفسك في مكانها ومكان والدتها، هل تصدّق أن تدوم العلاقة لمدة أربع سنوات كاملة، وهل ستكون العلاقة طوال هذه المدة بنفس الثبات والقوة طوال هذه الفترة؟ وحتى تستطيع التقدّم لها -بعد تخرجك- والخطبة والاستعداد للزواج ثم الزواج؟
صديقي، إنها رحلة طويلة، أكبر من كلمة "بحبك" أو وعد الزواج، رحلة تحتاج إلى حركة وأحداث ومواقف حقيقية؛ لأن الحياة لن تنتظر أحدا، والإنسان منا يتطوّر ويتغير على مدار الزمن، وخاصة في عصر السرعة الذي نعيشه.
راجع موقفك في العلاقة، وفكر في كل شيء، ضع خطة لمستقبلك، فلتكن لعشر سنوات قادمة، وضع خطة أخرى لحبيبتك، وضع في حسبانك القيام بخطوات من وقت لآخر، تُشعرها بالتغير والتطور في علاقتكما.
أنت تسأل هل تحبك فتاتك أم إنها فترة ومَضت؟ وسأقول لك إن الحب ليس حدثا، مثل أي حدث يومي، الحب مثل البناء، كل يوم تضع فيه طوبة.. ربما تكون تحبك، ولكنها مازالت في البداية وتفكر في المستقبل وتقلق، ومن حقها أن تفكر وتقلق، وربما تكون لا تحبك! الطريقة الوحيدة لكي تعرف هي أن تسألها.. وهذا هو الحل الأفضل من وجهة نظري.
أما إذا كانت تحبك وأنت تريد أن تزيد حبها لك، فإذن كما قلت لك؛ ابنِ حبك كما تبني بيتك ونفسك وجسمك.. ضع خطة ومن وقت لآخر، ضع طوبة جديدة في بناء علاقتكما، وفكّر في تدعيم علاقتك بها، والتعارف بين الأسرتين، ولو استطعتَ يمكنكما أن تتمما خطبتكما قريبا، بشرط أن تتم ترتيبات الزواج بعد تخرجكما، وهكذا.. وربنا معاك.