هو نجم استطاع أن يحقق نجومية كبيرة في وقت قصير، وأصبح واحداً من أهم جانات السينما.. قرر في الفترة الأخيرة أن يغير جلده، ويبتعد عن الأدوار الرومانسية التي تميّز بها.. وهذا التغيير بدأ من فيلم "خيانة مشروعة" مروراً ب"الريس عمر حرب" انتهاءً ب"السفاح" الذي يُعرض حاليا في دور العرض.. إنه النجم هاني سلامة. أولاً 1000 مبروك على فيلمك الجديد "السفّاح"؟ ميرسي ليكم، باشكركم جداً ويارب الفيلم يكون عجبكم. حدثنا عن فيلم "السفاح" وما الذي جذبك لقصة الفيلم؟ "السفاح" قصة مثيرة ومأخوذة عن رواية حقيقية شغلت الرأي العام في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، والذي جذبني للقصة أنها شكل جديد أقدمه، والشخصية التي أقدمها شخصية مركبة وصعبة، وأنا أعشق تمثيل هذه النوعية من الأفلام، وبالرغم من أن كلمة سفاح صعبة ودائماً مرتبطة بالخروج من العشوائيات وبؤر الإجرام؛ فإن الغريب في هذه القصة أن هذا الشاب ولد وتربى في بيئة صحية وتعلم في مدارس يدخلها أبناء الطبقة العليا في المجتمع، وتركيبة وجهة زي ما بيقولوا (ابن ناس) وهذا يجعل الكل يحترمه، لكن حياته تبدلت، وهذا ما أثار فضولي الفني لأقدم هذا الفيلم. وبرغم أن البعض نصحني بألا أقدم هذه النوعية من الأفلام حتى لا يكرهني الجمهور إلا أنني حينما قرأت السيناريو جلست أفكر في شيء واحد وهو كيف لشاب ابن ناس أن يتحول بمقدار 180 درجة، وما الأسباب التي دفعته لذلك؟ فهل الإنسان مجرم أم تجبره الظروف على سلوك طريق آخر، ثم هل بعدما تحول إلى قاتل تغيرت سلوكياته مع أبيه وأمه أم ظل كما هو، هذه التساؤلات كنت أقولها لنفسي يوميا، ولذلك عقدت جلسات عمل مكثفة مع المؤلف والمخرج؛ وذلك لمناقشة كل شيء في شخصية "مراد"، ثم قمنا جميعا كأسرة الفيلم باستشارة طبيب نفسي متخصص للوقوف على طبيعة سلوكيات هذا الشاب ومتى يغضب وكيف يعود في نفس اللحظة، وما الأشياء التي تثيره، وتجعله لا يشعر بما يفعله، وهل هو فعلا في قمة وعيه أثناء ارتكابه عمليات القتل أم يتحول لشخص آخر؟ وبالفعل عند دراسة نشأة الشخصية وجدنا أنها خرجت من بيت طبيعي لكن به مشكلة وهي انفصال الأب عن الأم، وهو ما أثر بالسلب على شخصية الولد وأصيب بعقد كثيرة يتم طرحها داخل أحداث الفيلم. كيف كان استعدادك لتقديم شخصية السفاح؟ قرأت عنها الكثير واستعددت لها شكلياً ونفسياً أيضا، فمن حيث الشكل حاولت البحث عن مظهر جديد يناسب الشخصية وطباعها، كما أنني عشتها بكل تفاصيلها النفسية حتى أكون مستعدا لكل مشهد قبل الوقوف أمام الكاميرا، وهذا الدور من أصعب ما قدمت وبذلت فيه جهدا كبيرا، هي شخصية مرهقة جدا لأنها مركبة ومعقدة وفيها جميع التناقضات، وأنا في الحقيقة كنت أشعر أحيانا بالتعاطف مع شخصية مراد؛ لأنه حرم من حنان أهله نتيجة للتفكك الذي حدث لأسرته وهو صغير، لكن في نفس الوقت كنت أرفض أن يتعامل بأسلوب القتل الذي سلكه مع كل من يعارضه. ولكنك في أحداث الفيلم تزوجت نيكول سابا وهذا يعد شيئا غير منطقي وبعيدا عن الأحداث في الواقع؟ كما قلت لك شخصية مراد شخصية مذبذبة ومضطربة وبداخله شحنات كثيرة من الحب والعطف والكره، وللأسف لا يستطيع ولا يعرف كيف يخرجها؛ لأنه يشعر بوحدة داخلية ولا يجد من يفهمه، وعندما أقام علاقة مع سيدة متزوجة، لم تكن بدافع رغبة بقدر ما كانت بدافع إحساس بالحب والأمان الذي يفتقده، وهنا شعر بأنها تمتلك كل شيء داخله، فحاول أن يغير من سلوكه حتى يعيش باقي أيامه بشكل طبيعي، لذلك عندما انفصلت حبيبته عن زوجها لم يفكر ولو للحظة في الأمر بل تزوجها على الفور، وهذا يفسر لك تصرفاته. حدثنا عن مشهد انكسار السفاح في مواجهة القيم والمبادئ التي تمثلت في شخصية الفنان نبيل الحلفاوي؟ هذا المشهد بالتحديد يبين الكثير مما يدور في نفسية مراد، ويعتبر مشهدا صادما للسفاح، وهو فعلا لحظة انكسار للقاتل؛ لأنه اصطدم بشخص مليء بالقيم والمبادئ والوطنية التي تمثلت في العالِم -والذي جسده الفنان نبيل الحلفاوي- الذي فضل مصلحة وطنه برغم تهديده بقتل ابنه، وفي هذه اللحظة تغيرت شخصية السفاح، واحترم العالِم البروفيسور؛ لأنه في داخله كان يبحث عن مثل أعلى يحتذي به؛ لأنه في الأصل إنسان قبل أن يكون سفاحا. وهل قمت بالتدريب على الأكشن؟ أنا قمت بالتدريب على الأكشن لمدة ثلاثة أشهر، خاصة أنني قدمت في الفيلم مشاهد مطاردات وقتل وضرب بالنار، وأنا لم أكن أعلم كيفية الضرب بالمسدس، ولذلك تدربت مع أحد الأشخاص وكان التدريب صعبا جدا لأنني "أشول" وكل شيء أعمله بيدي الشمال وقد أصبت أكثر من مرة أثناء تصوير الفيلم ولكن الحمد لله أنه أعجب الجمهور. يقال بأن الفيلم يتضمن العديد من المشاهد المثيرة التي تجمع بينك وبين نيكول سابا فما تعليقك؟ من قالوا بأن هناك مشاهد ساخنة في الفيلم لم يشاهدوا الفيلم أصلا، وكل مشهد في الفيلم موظف بشكل طبيعي ومهم ضمن الأحداث ولا توجد مشاهد مفروضة على العمل لمجرد الإثارة؛ لأننا لا نقدم فيلم مقاولات. وأنا ضد أن يتم "حشر" مشاهد ليست ضرورية في أحداث الفيلم لمجرد الإثارة. تردد أن هناك اعتراضات من أسرة السفاح على الفيلم؟ هذه التفاصيل لا تخصني بشكل مباشر كبطل؛ لأن هناك منتجا ومؤلفا ومخرجا هم المسئولون، وأنا مسئول فقط عن دوري وإن كنت أرى أن الاعتراضات على الفيلم مبالغ فيها، فنحن لا نسيء لعائلة السفاح وإنما نقدم قصة شغلت الناس لفترة طويلة وأظن أن أسرته بعد أن تشاهد الفيلم ستتفهم الموقف. في الفترة الأخيرة لاحظنا أن هناك اتجاها لتقديم أفلام دموية مثل "السفاح" وفيلم "إبراهيم الأبيض" و"المشتبه" فهل هي موضة أم مجرد صدفة؟ هي ليست موضة والسينما دائماً تعبر عما يحدث في المجتمع، وعن الواقع ورغم أنه لا يوجد اتجاه متعمد لتقديم موجة من أفلام أكشن هذا الصيف، لكن العنف وقضايا العنف والقتل زادت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة في المجتمع، ولذلك بدأت السينما تهتم به أكثر، كما أنني أحب أن أوضح أن فيلم السفاح من وجهة نظري الشخصية ليس فيلما دمويا بل هو فيلم أكشن ودرامي ورومانسي في نفس الوقت. لكننا لاحظنا أنك اتجهت مؤخرا إلى تقديم الشر في أفلامك وابتعدت عن تقديم الأدوار الرومانسية التي اشتهرت بها؟ أنا لا أحب أن أكرر نفسي، فأدوار الشر التي قدمتها في الثلاثة أفلام الأخيرة لا تشبه بعضها إطلاقا فالشخصيات مختلفة وبعيدة تماما عن بعضها، وقبل هذه النوعية من الأدوار قدمت أدوارا رومانسية وكوميدية واجتماعية وبالتالي فأدوار الأكشن والشر تعتبر نوعاً من التجديد في أفلامي حتى لا أحصر نفسي في أدوار معينة، والفنان الموهوب يقدم أي دور. ولكنك في هذه الأفلام لم تكن بطلا بمفردك.. بل كانت كلها أفلام جماعية؟ أنا لست ضد البطولة الجماعية؛ لأن الفيلم بشكل عام لا يقوم على ممثل واحد، والنجوم في العالم كله يقدمون بطولات مشتركة.. كما أن هذا لا يقلل مني أبدا ففيلم "الريس عمر حرب"، وفيلم "خيانة مشروعة" من أجمل أفلامي، وحققت نجاحا كبيرا جدا.. وهذا النجاح بصراحة لم ينسب لأي بطل من أبطال هذه الأفلام بل نسب للمخرج خالد يوسف أكثر مما ينسب لأي من أبطاله، لكن أحب أن أوضح أيضا شيئا هاما وهو أنني كنت البطل الأول في هذه الأفلام مع احترامي لباقي نجوم العمل. ظهرت في الآونة الأخيرة إشاعة تفيد بأنك على خلاف مع المخرج خالد يوسف ولذلك لم يعد يرشحك لأفلامه فما حقيقة ذلك؟ هذا الكلام بصراحة سخيف جدا وأنا لا أعلم من السبب من ورائه وليس معنى أنني قدمت مع خالد يوسف أفلاما فيصبح فرضا أن أكون بطلا لكل أفلامه، وخالد يوسف مخرج له خبرته ورؤيته وأحب التعاون معه وأفلامي معه كلها حققت نجاحاً كبيراً، وأنا واثق أنه في أي وقت يجدني خالد يوسف مناسبا لدور في فيلم له سيرشحني فورا، وليس معنى عملي في "السفاح" مع سعد هنداوي أن هناك خلافا مع خالد يوسف. هل أصبحت تدقق في اختياراتك بعد أن أنجبت وأصبحت أبا؟ طبعا.. أصبحت أكثر إحساساً بالمسئولية حتى في اختياراتي الفنية، فأنا أريد أن تكبر ابنتي مريم فتجد في مشوار والدها أعمالا تفتخر بها.. والحمد لله أن رزقني بها فهي أجمل شيء في حياتي كما أن الأبوة إحساس رائع. هاني سلامة: تعاطفت مع "السفاح" بشكل كبير! * كلام في الفن اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: