"قصة تبحث عن تعليق" باب جديد ينضم إلى الورشة.. سننشر فيه القصص بدون تعليق د. سيد البحراوي، وسننتظر منك أن تعلق برأيك على القصة.. وفي نهاية الأسبوع سننشر تعليقك بجوار د. سيد البحراوي؛ حتى يستفيد كاتب القصة من آراء المتخصصين والمتذوقين للقصة القصيرة على حد سواء.. في انتظارك. "الغريق" إلي سحرة وغموضة أتطلع، يطالعني الأفق وكأنه ليس بعده دنيا، أركل أمواجه فتلسع قدمي كألف سوط.. وثمة موجه تلاحق أختها لتدركها إلا أنها تسبقها إلي الشاطىء لتعانق حبات الرمل الذى إشتاقت إليه، ثم تنحسر مفسحه الطريق للتي تليها . أعشق ذلك السحر وهذا الغموض .. أتطلع إليه بالساعات أناجيه وصوت تكسر الأمواج على الصخور يجيبني .. دموعي تخونني فتنساب على الرغم مني لتلتقي بالأمواج التي كونتها دموع الحيارى على مر العصور .. أنحني أحاول أن أمسك بموجه قادمه ، فتحت ذراعي وشمرت عن ساقي وخضت الموج لإستقبالها ، ظننت أني أستطيع !! قمت من وسط المياه مبلل الثياب مبلبل الفكر ، لطمتني فألقتني ولم تعرني أدني إهتمام ( تماماً كما فعلت هي ) عصرت قلبي قبضة أشد بروده من ماء البحر الذي أنا فيه ، تلفت حولي لم أجد إلا البحر أمامي .. ثمة صوت ينادي هل هو حقيقه ؟؟ لا يوجد أحد بجواري فمن أين هذا الصوت ؟ إنه يزداد قوه ، إنه صوته !! أجل صوته ، صوت البحر العميق الرخيم الذي يناديك .! ماذا يقول ؟ لا أعلم ولكنه يتغلل في أعمق أعماق قلبي ليهتك أستار نفسي ويدمر كل الحواجز التي أقمتها للنجاة منه ، حذروني فلم أسمع .. الصوت يزداد قوه ، والنفس تزداد ضعفاً .. أتطلع إليه أجد أناس يصارعونه فيصرعهم أهذا حقيقة أم وهم ؟ من أين جاءوا؟ ومتي ؟ بثياب متباينه لا رابط بينها إلا المصير الذي لاقاه أصحابها والذي جاءوه بأقدامهم .. أدرت ظهري له وهممت بالإنصراف ، إزداد الصوت قوة ورقه تلفت ورائي فرأيت في قلب الموج عرش على الماء وفوقه فاتنه إحتجبت الشمس من حسنها ، تنادي بإٍسمي ! قطعاً أصابني الجنون ولكن أي جنون أجمل وأرق من هذا !! صوتها يجذبني كالمسلوب عقله، أحاول المقاومه فيزداد الصوت رقه وعذوبة ، هناك شعور يسيطر على نفسي ألا سبيل للمقاومة .. نزعت ثيابي وعدت أدراجي لأرتمي في أحضان الموج .. تبتسم لي وتناديني بإسمي من أين عرفته لا أعلم !! أقترب منها ولكن موجه لطمتني فقلبتني على ظهري ضربت الماء بذراعي دون جدوى نظرت فوجدتها تغوص في قلب البحر والشمس تتبعها !! هممت أن أناديها ولكني لا أعلم حتي أسمها .. الشمس تغرب بإلحاح والموج يزداد ظلاماً والاذرع تزداد مصارعه للموج.. ومن قلب القلب تنطلق تنهده حاره وحسره تملأ الحلق، فبعد النهايه أدركت متأخراً أني لا أجيد السباحة !!!!!!! .
أسعد
التعليق: قصة جيدة.. يتلاقى فيها الوهم مع الحقيقة لتجسيد لحظة أزمة نعرف جميعاً أنها قاسية، لكن التركيز على الجانب الوهمي وعدم الاهتمام بالمعاناة الداخلية للراوي قلّلت من عمق القصة. والأخطاء اللغوية قليلة. د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة