أنا فتاة عندي 25 سنة.. متخرجة من كلية خدمة اجتماعية.. مخطوبة لشاب أحبه وهو أيضاً؛ ولكن قبل الخطوبة تعرّف على فتاة أكبر منه بخمس سنوات وليست متعلمة وظروفها الاجتماعية صعبة، وللأسف أخطأ معها؛ وذلك بعد أن حدثت نفس الغلطة معي من قبل؛ ولكن تمّت خطبتنا ووعدني بانصلاح حاله. وهذه الفتاة أصرّت على الاستمرار معه؛ رغم معرفتها إنه خاطبني؛ وذلك كان تحدياً منها بأن تأخذه قبلي؛ أي أنها سهّلت له للغلط لتفوز بالتحدي. وهو الآن لا يعلم ماذا يفعل معها، ويريد أن يجمع بيننا خوفاً من الله.. وأنا لا أعلم ماذا أفعل بعد ذلك؛ مع العلم أن ظروفه المادية لا تسمح بزواجنا بسهولة.. فما بالك عندما يجمعني مع الأخرى.. ماذا أفعل؟ وماذا يفعل؟ rosy دعيني أقول إنني لن أنشغل بما يفعل هو ولا بما تفعل الأخرى؛ بل ما يشغلني هو ما ستفعلينه أنت؛ فأول ما لفت نظري؛ هو أنك قُلتِ إنه أخطأ معك ولم تقولي أخطأنا معاً؛ فما حدث بينكما يا عزيزتي هو خطأ مشترك، ومسئولية مشتركة تتحملين فيها كما يتحمل؛ ولكن ما حدث قد حدث. والآن يجب أن تفكّري هل يجب أن تدفعي حياتك ثمناً لمثل ذلك الخطأ، وتُتْبعيه بسلسلة من الأخطاء؟ أم عليك التوقف عند هذا الحد ومتابعة حياتك وتحمّل ثمن الخطأ الأول؟ فالزواج قرار كبير ومهمّ لا يجب أن يُبنى على أساس خاطئ؛ كأن يكون مجرد تصليح لخطأ آخر. الآن دعينا ننظر لشخصية هذا الرجل الذي تُفكّرين في الزواج منه: أولاً: لقد مارس الجنس مع فتاتين دون زواج في مجتمع يحرّم ذلك ويرفضه، ثم خطب إحداهما واستمر مع الأخرى، والآن يودّ الزواج من كليهما خشية من الله؟ ألا تجدين ذلك غريباً؟ وأين كانت خشيته تلك -عزيزتي- وهو يقوم بذلك الفعل ويجهّز له؟ وما معنى أن يقول إن الفتاة الأخرى قد سهّلت له الغلط؟ أهو فاقد الأهلية والإرادة؟ ولماذا اجتمع معها في الأساس في مكان مستور سمح لهما بتلك الأفعال؟ اسمحي لي أن أقول إن عذره أقبح من ذنبه، وكان أوْلى به أن يعترف بخطئه منذ البداية ويتزوجها؛ بدلاً من توريطك في مثل هذا الموقف وتحميل المسئولية كلها للفتاة الأخرى والتي وإن كانت قد حاولت إغواءه؛ فقد لاقت منه التجاوب والترحيب بدليل ما حدث بينهما. هي أصرّت على الاستمرار معه، وهي سهّلت له الخطأ.. ما هذا الكلام؟ وكيف تتقبلينه زوجاً يتحمل مسئولية بيت وبناءه، وهو لا يستطيع تحمّل التحكّم في تصرفاته ومجريات حياته؟ كما أنك تقولين إنه مادياً لن يتحمل فتح بيتين؛ فكيف يفكّر في الجمع بينكما؟ وهل ستتحملين وتقبلين أن تبدئي حياتك مع زوجة أخرى؟ هل هذا هو الرجل الذي تتمنيه، بعيداً عن مشاعر الحب المتأججة الآن، والتي سريعاً ما تهدأ بعد الزواج لتجدي نفسك باقية مع عيوبه وأعبائه وزوجته الأخرى؟ يا عزيزتى لابد أن تسألي نفسك تلك الأسئلة وتجيبي عنها، وإن كانت الإجابة بالسلب؛ فلابد أن تقرري هل الزواج الآن بالنسبة لكِ مجرد سَتر لما حدث؟ وإن كان كذلك؛ هل ستستمرّين فيه أم أنك ستُطلّقين بعد فترة؟ كنت أود أن تشرحي لي ظروفك العائلية وعقلية أهلك ومدى تفهّمهم؛ ففي تلك المواقف المعقّدة يكون تدخّل الأهل ووقوفهم بجانبك سَنَداً هاماً؛ فهل تستطيعين مصارحتهم وتحمّل التأنيب واللوم إلى أن تَصِلي للمسامحة والمغفرة, أم أن ذلك بعيد كل البعد عن تفكيرك؟ وبغضّ النظر عن كل تلك الأسئلة التي لن يجيب عنها غيرك؛ فإنني لا أشجّع ارتباطك بذلك الشخص الذي لا يحترم حرمة ولا يتحمل مسئولية، والأسوأ أنه يدّعي التديّن والخوف من الله ويتّخذه ذريعة لظلم فتاتين استباحهما؛ متناسياً ذلك الخوف وذلك التديّن، وحمّلهما المسئولية متنصّلاً منها. وأشجّعك على مصارحة أهلك بالوضع كله ليتخذوا الموقف المناسب، وأن تحتملي غضبهم؛ وذلك أمر أنت أجدر بتقييمه، كما آمل أن تتوقّفي عن التفكير له وفكّري لنفسك. استقوي بالله وتفاءلي به خيراً؛ فالخطأ وارد، والله يغفر الذنوب جميعاً لمن يتوب ويرجع إليه؛ فلا تجلدي نفسك؛ ولكن أرجوكِ ألا تطيلي الخطأ، ولا تضيّعي بقية حياتك في الخطأ، ولا تربطي مصيرك بمن لا يستحقّ، فقط لأجل ذلك الخطأ. وأتمنى أن تراسلينا بمستجدّات قصّتك وأي استفسارات أخرى أو تفاصيل أكثر، وأسأل الله أن ييسر لك ويهديكِ لما فيه الخير.