أنا مريت بعلاقات حب كتيرة بس فشلت، وأخيراً ارتبطت بزميلي في الشغل واتخطبنا، بس أنا علشان تجاربي السابقة أحيانا باشك فيه، وخصوصا إنه كان خاطب بنت عمته. أنا عارفة إنه كويس وبيحبني ونساها، بس أنا من جوايا بتضايق لما باعرف إنه راح في الشارع اللي هيا ساكنة فيه، وللعلم إنه جاب شقته في نفس الشارع اللي فيه عيلته كلها، وده بيضايقني. المشكلة التانية إني أعلى منه بكتير مركز في الشغل لدرجة إني أعلى من مدير مديره وحتى مرتبي أعلى منه، وقبل ما نتخطب لبعض أنا سألت زمايلي ومعظمهم عارضوا؛ لأن من وجهة نظرهم إني أعلى منه اجتماعيا، وثقافيا، وماديا بكتير، بس أنا شايفة إننا متفاهمين جدا جدا لأبعد الحدود، وأنا بحبه بس حتى بعد الخطوبة زمايلي ما زالوا بيرموا بالكلام عليّ إني غلطت غلطة كبيرة وهاندم عليها طول عمري. nancy لدينا هنا مشكلتان يا عزيزتي.. الغيرة والتردد: فلنتناول أولاً الغيرة.. أنتِ تغارين من علاقة خطيبك بابنة عمته, ولكِ عذرك, ولكن كون بينهما صلة قرابة يجعله أحيانًا مضطرًا للتواجد في نفس الأماكن معها سواء في الزيارات أو المناسبات العائلية أو غيرها من ظروف تجمع الأهل والأقارب, بالتالي فإن عليكِ مراعاة البُعد الأسري للأمر وتكييف نفسك عليه كيلا تعذّبي فتاكِ بإعادة تشكيل علاقاته العائلية، وما قد يكون لذلك من آثار سلبية على علاقة أسرته كلها بباقي عائلته. ووجود شقتكما المستقبلية في الشارع الذي تقطنه عائلة فتاكِ لا أرى بأسًا به, بل لعل ذلك أفضل لكي تكون تحركاته العائلية أمامك وتحت عينيكِ مما يعني مزيدًا من اطمئنانك وراحة بالك, خاصة مع وجود الغيرة كعنصر قوي -كما أرى-في شخصيتك. وطالما أنكِ تثقين به وبحبه فلِمَ الإفراط في غيرة لا مبرر لها؟ ثانيًا: مشكلة التردد.. أنتِ مترددة جدًا بشأن علاقتك بخطيبك ومدى نجاح ارتباطكما, وإلا لم تكوني لتشغلي بالك بهذا الشكل بمسألة الفارق الاجتماعي والمادي بينكما. أنا لا أنكر أهمية الفوارق الاجتماعية وتأثيرها على العلاقات وضرورة مراعاتها, ولكن ما دمتِ -أنتِ الفتاة ذات الخبرة والعلم- قد مضيتِ قدماً في مشروع ارتباطك بخطيبك، فهذا يعني أنكِ مقتنعة من الناحية العقلانية بأن الفوارق بينكما لن تؤثر على علاقتكما. فلماذا إذن تنغصين حياتكِ بإعطاء أذنك وعقلك لمن يلومونك وينذرونك سوء العاقبة؟! وأي بأس في أن يكون راتب زوجك -مستقبلاً- أقل مِن راتبك أو أن تكون درجته الوظيفية أدنى؟ ألا يأتي التوافق والتفاهم في المقام الأول؟ وهما موجودان بشهادتك, ولله الحمد. أعتقد أن تلك المشكلة تحتاج منكِ حسمًا قويًا وسريعًا لها, وهذا بأن تبادري فور صدور أي تلميح أو تصريح باعتراضات زملائك أو معارفك على خطبتك بأن تطلبي من صاحب التلميح -ومن الجميع-بحزم أن يتوقفوا عما يفعلون، وأن يحترموا أنكِ اتخذتِ قرارك كفتاة عقلانية ناضجة متعلّمة تعرف ماذا تفعل, وبهذا فستتخلصين من "وجع الرأس" ومن ذلك "الزن على الودان" الذي قيل إنه أمرّ من السحر. عزيزتي, أنتِ مرتبطة برجل محترم بشهادتك, وتحبينه ويُحبّك ويوجد بينكما تفاهم كبير, فلا تجعلي الغير وكلام الآخرين ينغصان عليكِ حياة واعدة بالسعادة بإذن الله تعالى.. واجعلي حبك وتمسّككِ بخطيبك درعًا واقيًا من تلك المنغصات.. هكذا يفعل المتحابون حتى تستمر الحياة بسلام بإذن الله.. وفقك الله.. تحياتي،،،،