أنا امرأة متزوجة وعندي طفل، من أول يوم خطوبة، وهناك خلافات بيني وبينه، وعندما اعترضت وحاولت فسخ الخطبة اتهمني أبي بأني ظالمة وسوف ينتقم مني الله إذا تركته، وبالفعل عدلت عن قراري وأعطيته فرصاً أخرى، وفي كل مرة أعود لنفس القرار وأتذكر كلام أبي فاسكت وأعدل عن قراري، وكانت أمي تصبّرني "سوف يتغير بعد الزواج". وبالفعل تزوجنا، وكالعادة في بداية الزواج أحسست أني كنت مخطئة؛ حتى مر أول شهر، وبدأت تتضح لي شخصيته الحقيقية؛ إنسان كذاب، لا يحترم الكبير، يريد أن يقطعني عن أهلي، وزي ما بيقولوا قلبه أسود، لا ينسى بسهولة أو لا ينسى أبداً، لا يتحمل المسئولية، يريد أن يحملها عنه أهلي أو أهله، يمكن أن يختصم مدى الحياة. بعد ولادتي مباشرة تركني عند أهلي بسبب خلاف دار بيني وبينه بسبب مكان العقيقة، ولم يسأل عني أو عن الولد حتى يومنا هذا، ابني عنده 11 شهر، وطبعاً بعد ده كله أنا أريد الانفصال، والمشكلة إن بعد كل ذلك والدي يرفض فكرة الانفصال، ووالدي سافر للخارج بعد زواجي بأسبوع، وسوف يرجع لأرض الوطن إن شاء الله بعد أسبوع، وأنا أنتظر معركة طاحنة؛ فماذا تفعلون لو كنتم مكاني؟! donia
صديقتنا العزيزة ما أسهل أن يتخذ المرء قراراً بالانفصال ليريح نفسه وقلبه.. ورغم أنه أبغض الحلال إلى أن الله أحله عندما نستنفد كل سبل الإصلاح وسبل التواصل.. فها أنت فعلت كل ما عليك تجاه بيتك وحياتك وطفلك حتى تتحملي وتحمّليه معك ما سيلاقيه وهو بعيد عن أبويه؟ لقد كان قرارك أول الخطوبة هو الانفصال؛ ولكن حديث والدك أثناك عنه واستمر الزواج.. ولو أنك كنت مقتنعة تمام الاقتناع لكان إصرارك أقوى من توعّده لك بانتقام السماء.. ولكن هناك عدة نقاط ملحوظة بدت في سياق حديثك: أولا: رأي والدك أن في تصرفاتك معه وطلب الانفصال نوع من الافتراء على ما يراها نعمة أنعم الله بها عليك.. وربما في هذا شيء من الصواب! ثانياً: قولك إنه يريد قطعك عن أهلك.. وربما أنك تبالغين في وصلك لهم وتضعينهم قبله في ترتيب أولوياتك؛ ما يجعله يشعر بالغضب الدائم ويتصرف معك بشكل يشعرك بالإهانة. ثالثا: رأيك أنه لا يحترم الكبير، وقد تكونين أنت السبب في هذا من كثرة ذكرك للكبير وكأنك تريدين وضعه فوق رأس زوجك فيلقي به في الأرض! رابعاً: اختلافكما حول مكان العقيقة؛ مما يشير إلى رغبتك أن يكون كل شيء في بيت أهلك؛ وكأنه ليس له بيت أو أهل هو الآخر.. اسمحي لي أنا لست مرتاحاً للدوافع التي وراء كل هذا العنف وهذه التصرفات؛ إلا أن يكون لك يد ودخل كبير في كل هذا.. هو تزوجك واختارك من بين كل من رآهن.. إذن؛ فهو يريدك؛ فهل أنت تريدينه؟ إن المرأة كما علمنا نبينا الكريم هي جنة البيت وناره؛ فإن شئت حولت بيتك لجنة، وإن شئت أشعلت فيه النيران. وتذكري أن لطفلك عليك حقاً.. فراجعي نفسك وحاولي أن تري أخطاءك، وألا تلقي باللوم عليه في كل شيء فيضلك الشيطان عن سواء السبيل وتكون الكارثة على طفلك بسبب عنادك وضيق أفقك وعدم سعة صدرك.. وليتربى طفلكما بينكما كي لا يشعر باليتم في حياة أبويه.. تخلّصي من العناد والشعور بالندية والرغبة في كسر زوجك أو الخلاص منه.. واتق الله في نفسك، ودافعي عن بيتك من شر الشيطان الذي يسعى للتفرقة بين كل زوجين يرحمك الله. وكفي عن وضع أهلك فوق رأسه وأشعريه أنه هو الأول قبل أهلك وطفلك.. فربما -وفي الغالب- هو يحبك؛ ولكنك لا تشعرينه بحبك، وكل ما يفعله هو صرخات احتجاج تأخذينها منه وتحسبينها عليه، ولن يكون خاسراً في النهاية سوى أنت.. فأنت ستكونين المسئولة عن هدم البيت فوق رءوس الجميع.. افعلي الحسنى سيحسن إليك وسامحيه، واطلبي منه أن يسامحك، وستجدين الخير كله بإذن الله، ولا تضعي أبيك أمام زوجك؛ وإلا لن تجدي إلا الهدم والدمار. أعانك الله وشرح صدرك وملأ عليك وجدانك بالتسامح والرضا.