* لا أعرف كيف أدخل إلي مشكلتي منذ البداية ولا منذ توقفت الحياة علي كلمة من زوجي.. انتظرها كنتيجة الثانوية العامة وكلي خوف من المستقبل المجهول. الحكاية هي طمع زوجي الذي ظهر منذ البداية ولكنني اعتقدت انه شأن طبيعي يصيب كل العرسان فعندما جاء ليتقدم إليَّ ونتفق علي اتفاقات الزواج بدأ يطالب بأشياء المفروض ان يأتي بها هو ومع اقتراب موعد الفرح تنصل مما يجب عليه مما دفع والدي لشراء هذه الأغراض بدافع ألا أحزن وألا أشعر بأن هناك ما ينقصني. تزوجت ومرت الشهور الأولي وكأننا لسنا عروسين.. ففي كل لحظة يقول كان يجب ان تأتوا بكذا وكذا.. ولماذا كنتم تطلبون كذا.. قلت له في لحظة غضب لقد دفعنا أكثر منك وكأنني بائرة وأنت أتيت لانقاذي فقال وأليست هذه حقيقة.. سيدتي عندما تزوجته كان كل عمري 29 عاماً فقط.. غضبت وخاصمته يومين ولم يعتذر وضغطت عليَّ أمي أن أصالحه حتي لا نستمر في نكد وبعدها بدأت أمور صغيرة تؤكد لي أنه طامع بنا.. فبعد زواجنا بستة أشهر فسدت الأجهزة الكهربائية نتيجة زيادة في التيار الكهربائي دمر الثلاجة والتليفزيون معاً وكلما طلبت منه الاستعجال في شراء الثلاجة يقول ليس معي الآن وأنا أعرف وعلي يقين أنه معه.. مما اضطر والدي لأن يشتريها لي.. ولم يحرك زوجي لسانه بكلمة شكر لوالدي وكأن هذا واجب عليه. بل قال بمنتهي البجاحة ولماذا لم يشتر التليفزيون أيضاً.. بل لماذا لم يشتر ثلاجة كذا مع أن الماركة التي اشتراها والدي أفضل عشر مرات من التي كانت موجودة وأغلي.. وحتي الآن لم يشتر التليفزيون.. وكان والدي يريد ان يشتريه حتي لا أشعر بالملل فقلت لوالدي بل اقسمت عليه ألا يأتي به.. لأنني لست رخيصة أو عروساً "ببلاش" ورغم أنه معه نقود إلا انه لا يريد شراء التليفزيون وينتظر أن يشتريه والدي.. ليس هذا فقط بل بعد الحمل وأثناء المتابعة كانت أمي التي تذهب معي وهي التي تدفع للطبيبة ولا يفكر يوماً ان يعطيني نقوداً لذلك وعند الولادة تأخر عليَّ مما جعل والدتي تدفع التأمين للمستشفي الذي سألد فيه والتأمين غالباً يكون مبلغ الولادة كاملاً ولم يفكر في رده لأمي رغم أنني طلبت منه ذلك مرات عديدة وأقسمت أمي ألا تأخذه وقالت هذا هدية الولادة.. هذا هو زوجي رغم انه يملك المال والحمد لله. في المقابل هو ليس بخيلاً فهو يشتري للبيت كل شيء من المأكل وغيره وبشكل ممتاز وإذا جاء أحد لزيارتنا فهو يحتفي به ويصر علي ان يكون الضيف في قمة السعادة ويأكل ويشرب ويرسل لشراء الطعام ان لم يكن البيت به ما يليق.. هذا التناقض يصدمني في زوجي مما دفعني للشجار معه لأنني طلبت التليفزيون الذي لم يأت ولكنه قال لي لماذا لا يحضره والدك؟ مما جعلني أقول له أنت طامع وليس لك حل فغضب مني وقال لولا الطفل لقمت بتطليقك فوراً.. حملت ابني وعدت إلي بيت أهلي ولم يأت ليأخذني منذ شهر تقريباً.. أنا لا أعرف كيف أتصرف.. هل أطلق الآن ومعي طفل لم يتجاوز عاماً.. وكيف أفصل ابني عن أبيه.. ولماذا يفعل ذلك وأي تناقض هذا في شخصه.. أنا حائرة لأنني بصراحة ورغم عيبه الشديد.. أحبه ليس فقط لأنه والد ابني ولكن لانه الرجل الأول في حياتي ولأن به خصالاً كثيرة جميلة إلا الطمع هذا.. أرجوك ساعديني ماذا أفعل؟ بدون توقيع ** صديقتي نصف الحل لأي مشكلة هو ان نعرفها ونعرف حدودها وزوجك شخص طبيعي به حسنات وعيوب.. له عيب واحد الطمع في أهلك وباقي مميزاته تؤهله لأن يكون زوجاً مناسباً لك هذا علي حد علمنا بما قلته في رسالتك إذن.. كلما كان العيب واضحاً وأمكننا التعامل معه كلما وصلنا سريعاً للحل. قد يكون زوجك يعلم بقدرة أهلك المالية ومدفوعاً من قبل أحد مستشاريه من الأهل أو الأصدقاء بأن عليهم ان يدعموك بالمال وقد يكون زوجك قليل الخبرة في هذا ويظن ان هذا نوع من الشطارة.. وقد ساعده أهلك علي ذلك فكلما تأخر هو في شراء شيء قاموا هم به وهذا يغذي طمعه ويجعله يطلب المزيد.. فأنتم لا تقاومون هذا الطمع ولا ترفضونه مما يجعله يشعر أنه حق مكتسب له ولكن لو وقف سيل الاستنزاف عند أول مبادرة منه بالكسب علي قدر ما يستطيعه لما استمر هذا حتي الآن. لذلك أقول لك عودي إلي بيتك كما تركته وقد أهنته وأهانك فلا تعطي للأمر مساحة حتي لا تخسري حياتك وعليك وأنت معه ان تقزمي هذا العيب فيه بالكلمة الحلوة والمعاملة الحسنة.. كأن تقولي له مثلاً عندما تطلبين منه شيئاً ويحيله إلي أسرتك.. وهل أنا في رعايتهم أو تحت ولايتهم الآن.. لي زوجي وأنت رب هذه الأسرة وهذا واجبك أنت.. سأصبر حتي يكون معك المال لكن لن نطلب من أحد شيئاً فلا أريد ان ينظر إليك أحدهم نظرة يستقلك فيها. بمثل هذا الكلام الذي يوجه عقله إلي دوره وبدون إهانة له ككلمة أنت طامع سيعرف بالتدريج انه خطأ والذي يعزز ذلك انه كريم كما ذكرت.. المهم ان يساعدك والدك علي ذلك بعدم الاستجابة الفورية لهذا الابتزاز العاطفي والمادي.. عودي إلي بيتك ولا تستلمي لفكرة ان هناك عيباً في زوجك فكلنا عيوب المهم كيف نتعامل مع هذه العيوب ولتحمدي الله أنه عيب مرئي ومعروف ويمكن علاجه بشيء من الصبر لانه طمع عرضي وليس في كل شيء ولك تحياتي.