السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحب أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع الجميل. مشكلتي هي ببساطة أن الناس أصبحت مادية جداً جداً؛ ولكي أوضح الأمور اسمحوا لي أن أعرّفكم بنفسي: أنا مهندس عمري 28 سنة، أعمل في شركة مرموقة براتب جيد والحمد لله، يشهد لي الجميع بالتدين والكفاءة وحسن الخُلُق. المشكلة تتلخص أني تقدّمت لخطبة أكثر من فتاة ويتم رفضي للآتي: 1- مغالاة في طلب الشبكة التي وصل ثممنها إلى أكثر من 35000!! أي والله. 2- الشقة؛ مع أني أمتلك شقة في مدينتنا؛ ولكن الحُجة أن الشقة بعيدة عن والديْ العروس؛ مع العلم أني أملك سيارة. 3- الحب قبل الارتباط والخطوبة والزواج؛ وهي دي الموضة يا شباب، يعني لازم نعرف بعض الأول، ونحب بعض، وبعد كده تعالَ كلّم بابا؛ يعني أنا غلطان إني جيت من الباب أو إني باتقي الله وما ليش علاقات مع البنات. حد يقول لي العيب فيّ أنا ولا في الناس ولا في مين؟ Eng .a
للأسف العيب في الناس مش فيك، العيب في الناس لكن مع الوقت أصبح هذا العيب شائعاً جداً جداً؛ لدرجة أنه أصبح صواباً زائفاً وتبدّلت الحقائق فبات الخطأ خطأك أنت. الجشع أصبح هو اللغة الرسمية لكثير من الأُسر المصرية، سكتت لغة الأخلاق وتكلمت لغة المال، أصبحت الفتاة هي كارت الائتمان الذي سيجلب لهم ما يريدون من الزوج (الزبون أو الشاري)؛ سمه ما شئت. هذا هو الواقع بكل قبحه، لا يدَ لنا فيه ولا يمكننا تغييره بين عشية وضحاها؛ ولكن يجب علينا أن نتعامل معه بنفس مفرداته دون تنازل منا. اثبُت على موقفك، ولا تبِعِ الله كي تشتريهم، هم الخاسرون وأنت الرابح، هم الضائعون وأنت المهتدي.. إن العبد إذا ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه. ولكن يجب عليك عندما تتقدم لأي بيت ألا تُفرِط في إظهار علامات يُسرك المادي؛ لأن من شأن ذلك أن يزيد من تطلّعات هذه الأسرة فيما يمكن أن تقدمه بحُجة أنك تستطيع ولديك القدرة لمالية على استيفاء هذه الطلبات. ثانياً: حاول أن تنتقي البيوت التي تدخلها بشيء من العناية، والسؤال عن النسب قبل محاولة التقرّب إليهم؛ حتى لا تتعرض لصدمات من هذا النوع. ثالثاً: لا تجعل تكرار هذه الطلبات من أكثر من أسرة يردّك عن موقفك ويجعلك تستجيب لعملية الابتزاز المسماة زوراً وبهتاناً بالزواج؛ بل هي عملية بيع رخيصة لابنتهم؛ فلا تكن جزءاً من هذه النخاسة. كل ما عليك الآن هو الانتظار دون التسليم، سوف تجد في هذا العالم بالتأكيد الفتاة الصالحة والبيت الصالح الذي يتحدث بلغة الدين والأخلاق، وتخبو لديهم لغة المال؛ لأن دنيانا إلى الزوال بكل ما فيها من مال وغيره. أَرْضِ الله على حساب الناس يرضَ الله عنك ويُرضي عنك الناس