قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء إن السلطة الفلسطينية لن تسمح لحركة حماس بالمضي في إقامة "إمارة إسلامية ظلامية" بقطاع غزة، واتهم عباس -في كلمة له خلال زيارته حرم الجامعة الأمريكية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية- حركة حماس باستخدام أزمة تقرير جولدستون؛ للتهرب من الحوار الوطني الفلسطيني وجهود مصر لتحقيق المصالحة الوطنية. وقال: "يبحثون دوما عن الأسباب والذرائع للتهرب من الحوار.. حماس تنطلق من اعتباراتها الحزبية ولا تهدف للحوار والمصالحة"، وأضاف: "نحن في المقابل نقول لهم وللعرب والمسلمين والعالم وخاصة في الشقيقة مصر إننا مع الوحدة الوطنية والحوار دون أي تحفظات؛ لأن هذه الوحدة أثمن من أي تحفظات حزبية أو فئوية". ورفض عباس -الذي يتزعم حركة فتح- اتهامات حماس له وللسلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع إسرائيل في الحرب التي شنتها تل أبيب خلال الفترة من 27 ديسمبر حتى 18 يناير الماضي على قطاع غزة، وقال إن السلطة حذرت قيادة حركة حماس في غزة ودمشق مرة وثانية وثالثة من استعداد إسرائيل لشن هجوم على قطاع غزة في ظل حديث الصحف الإسرائيلية عن تكثيف الاستعدادات الإسرائيلية لهذا الهجوم. وأضاف: "أقول للمرة الأولى إن قيادة حماس هربت إلى سيناء بسيارات الإسعاف خلال الحرب وتركت شعبا يذبح، ثم يقولون إنهم يقاومون، أما اليوم فهم يقاتلون أي شخص يريد أن يقاوم تحت اسم التهدئة التي وقعوها مع إسرائيل". وقال إن التقرير هو أول تقرير دولي يحشر إسرائيل في الزاوية، مشيراً إلى أن حماس كانت رفضت التقرير وهاجمت رئيس اللجنة القاضي ريتشارد جولدستون بشدة كونه من أصول يهودية. وأضاف أن الحركة عمدت إلى استغلال التقرير من أجل التهرب من الحوار الوطني والمصالحة وتختلق الذرائع؛ لأنها مرتاحة في إمارة غزة، متسائلاً إن كانت الحركة توافق فعلاً على مضمون التقرير وما جاء فيه من اتهامات لها كما لإسرائيل. وكانت حماس التي تسيطر على قطاع غزة طلبت من مصر تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الذي كانت القاهرة دعت إلى أن يكون في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وبررت حماس طلبها بالاحتجاج على موقف السلطة الفلسطينية بطلب تأجيل مناقشة تقرير جولدستون الخاص بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وما أثاره ذلك من توتير للساحة الفلسطينية. عن وكالة الأنباء الألمانية