رغم دعوتي للجلوس في مقدمة المسرح إلا أنني قررت كالعادة التربع في الصفوف الخلفية، ذلك لأنني على يقين من أن جرعات الوجع الذي ستحمله مسرحية (المصور) تفوق ما يمكن أن يحتمله القلب. ففي تلك المونودراما التي يؤديها الفنان الفلسطيني الكبير علي أبو ياسين (...)
سأكتب رسالة إلى فانيا، لا بد من ذلك.
سأقول لها إنني ما زلت أتنفس، وإن من حولي ما زالوا كذلك أيضاً. فلعلها اعتقدت بأنني قد قضيت مع صاروخ غادرٍ صفع المخيم أو الحي الذي نقطنه، وبأننا الآن تحت الركام. سأضحك، وسأقول لها بأن أجسادنا تكلست وأصابتها مناعة (...)
ما أن تجلس إلى نفسك، فتفكر ملياً فيما تريد أن تكتبه للقراء حول أي ظاهرة أو قضية ثقافية، حتى تكتشف ذلك الفراغ الهائل في المنطقة، بما يعمل على تعطيل العقل. حيث صار الانشغال بالعمل الثقافي محض ترف ليس إلا. وإن كتابة هذا المقال محض جنون. فلماذا يفكر (...)
أذهلني ما تكتب، حيث شعرت بأنني أمام حالة فريدة من الإبداع، فروعة وبلاغة الأسلوب وقوة وتماسك بنية النصوص تؤكد أنها كاتبة متميزة.
وذات مرة قرأت نصاً قصيراً لها عبر صفحتها الفيس بوكية، فراودتني نفسي بأنني قد قرأته من قبل، فقررتُ التأكد من ملكيتها لتلك (...)
يسرى الغول
علي متن الخطوط الأمريكية (يونايتد إيرلينز)، وفي رحلة استغرقت تسع ساعات ما بين واشنطن وفرانكفورت في المانيا، جلست بجوار شاب أمريكي يتصفح رواية (Line of control) للكاتب الأمريكي جيف روفين، وقمت بإخراج الرواية التي لم أنته من قراءتها بعد، (...)
دعيت مؤخراً للمشاركة بمؤتمر حوار الحضارات والثقافات في أذربيجان كأحد أعضاء فريق الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بمنطقة الشرق الأوسط، وبصحبة عدد كبير من المثقفين وصناع القرار في العالم، حيث التقينا هناك وزراء وسفراء ومثقفين لهم لمساتهم علي صعيد (...)
في نوفمبر 1997، قامت وزارة الثقافة والتعليم العالي اللبنانية وبالتعاون مع اليونسكو بإطلاق مشروع كتاب في جريدة، ومثّل ذلك الكتاب ذو الشكل الجرائدي انطلاقةً رائدة في عالم الثقافة والأدب، فقد أراد القائمون علي المشروع في حينه أن يبلغوا بهذا العمل ترسيخ (...)
يعتبر الفيلسوف اليوناني ديوجين لانرسي أشهر من حمل فانوساً، حيث أنه حمل فانوسه ذات مرة في وضح النهار، وصار يمشي في الطرقات بغير هدي والناس تنظر إليه باستخفاف، إلي أن سأله البعض: لماذا تحمل فانوسك في وضح النهار؟ فأجاب بحكمته المعروفة: إنني أبحث عن (...)
تتشابه الأصوات الشعرية الشابة في فلسطين، حتي لا يكاد القارئ يميز ملامحها الموسيقية. لكنها علي أي حال تبقي دائماً مواهب صاعدة في عالم الشعر والأدب، منها ما صُقل ونضج شاقاً طريقه، ومنها ما تكاسل وكان مجرد محاولات بائسة موءودة منذ ولادتها فانسحب من (...)
ألح في دعوتنا، وعاتبنا عن تأخرنا كل ذلك الوقت، فهو في انتظارنا مذ وصلنا كوالالمبور. فقمت وبعض زملائي بالتوجه لمطعمه مساءً، وجلسنا في حضرته. تناولنا طعام العشاء وازدردنا الأحاديث حول غزة وآرائنا بماليزيا مع كل لقمة دخلت أفواهنا، إلي أن بدأ يتحدث عن (...)
يسرى الغول
منذ مطلع الخمسينيات، برز في الأدب اللاتيني والألماني ما أطلِق عليه الواقعية السحريةتأوتالعجائبية والذي يُعرّف بأنهستتقنية تقوم علي أساس مزج عناصر متقابلة في سباق العمل الأدبي, فتختلط الأوهام والمحاولات والتصورات الغريبة بسياق السرد الذي (...)
قررت التوجه لمكتبة بلدية غزة مبكراً في انتظار موعد الأمسية الشعرية (قصيد علي شفة الأرض) والمزمع عقدها في ذات المكان. حيث جلست بين أصدقائي أتأملهم مجدداً، كأني نسيتهم فأبحث فيهم عن ضالة تحلق بي في فضاء أصحابها، والأصدقاء يكثرون كل يوم هناك. أرفف (...)
منذ مطلع الخمسينيات، برز في الأدب اللاتيني والألماني ما أطلِق عليه الواقعية السحرية أو العجائبية والذي يُعرّف بأنه «تقنية تقوم علي أساس مزج عناصر متقابلة في سباق العمل الأدبي, فتختلط الأوهام والمحاولات والتصورات الغريبة بسياق السرد الذي يظل محتفظا (...)
إلي صديقي اللدود علي الجانب الآخر من الجبهة،،
هل فكرت يوماً يا صديقي أن تخوض عملية انتحارية، فدائية، وطنية؟ (لك أن تسميها ما شئت).
هذا بالضبط ما فعلته قبل ساعات من الآن، وأنا بكامل وعيي ودون تأثير من أحد. ولا يخالجك شعور بأنني أحدثك من البرزخ أو أي (...)
البرق والرعد والريح والمطر، عزف علي كمان المدينة البعيدة.
... وكعادتي كل مساء، أجلس في أحد المقاهي المطلة علي الراين، أحتسي قدحاً من القهوة، أتأمل المارة، أفكر بمهام عمل اليوم التالي، ثم أمضي.
هذه المرة بقيت، طويلاً بانتظار اللاشيء، سارحاً فيمن (...)
كادا أن يفقدا بعضهما الآخر ويفترقا إلي الأبد، فيخرج هو إلي المجهول، وتعود هي إلي شبق الحياة، لأنهما باختصار، لم يعودا يطيقان حالة الهذيان المتلبسة جسديهما تحت قسوة وتعذيب الحياة. ... وفي آخر شجار لهما، أقسم بالطلاق ثلاثاً ألا يعود إلي منزله المشؤوم، (...)
الإصحاح الأول
حاصرنا الحصار، ونزلت دموع السماء من أحداق الجنون، ففتحنا أفواهنا نلتمس شيئاً من بركاتها، وجاءت النسوة واحدة تلو الأخري تعجن أبناءها بدم المباركين، وانتظرنا حتي تنفرج السماء فتخرج لنا من الأرض ينبوعاً وجنة من نخيل، لكننا بقينا طويلاً (...)