أذهلني ما تكتب، حيث شعرت بأنني أمام حالة فريدة من الإبداع، فروعة وبلاغة الأسلوب وقوة وتماسك بنية النصوص تؤكد أنها كاتبة متميزة. وذات مرة قرأت نصاً قصيراً لها عبر صفحتها الفيس بوكية، فراودتني نفسي بأنني قد قرأته من قبل، فقررتُ التأكد من ملكيتها لتلك النصوص التي تضعها في صفحتها دون ذكر المصدر، وبعد بحث مكثف اكتشفت ذللأسف- بأنها خدعتني كما غيري، فقد كانت تسرق تلك المقطوعات الأدبية من كتاب رقمي لفتاةٍ سوريةٍ مغمورة، ثم تقوم بإلصاقه في صفحتها دون خجل، مدعيةً ملكيتها لتلك النصوص خلال تعليقاتها، رافضة البوح بمصدرها، لذلك قمت بالرد عليها بأن ذلك النص الجميل هو للكاتبة المغمورة (..)، لأكتشف فيما بعد أنها قامت بحذف تعليقي ثم حذفي من قائمة الأصدقاء لديها كي لا يتم اكتشاف أمرها ولرغبتها في مواصلة دورها في انتهاك حقوق الغير دون أدني حياء ! مثل تلك الحالة وغيرها الكثير موجودةٌ بشكل كبيرٍ عبر أروقة المواقع الالكترونية والمنتديات، وقد دفعت المواقع الالكترونية، كالفيس بوك وتويتر وغيرها إلي تسهيل تلك السرقات مما يدفع بنا نحو التساؤل المشروع: إلي أين؟ وهل من تشكيل قوانين خاصة بحقوق الملكية الفكرية للمؤلف !؟ وليس ذلك فقط، بل قد ينتقل اختلاس النصوص والمواد واللوحات الفنية من المحيط المحلي إلي المحيط القطري والدولي.. إلخ، فقد فوجئت عام 2010، بعرض مسلسل خليجي بعنوان (علي موتها أغني) علي قناة الMBC، وذهلت حينها لأن العنوان هو ذاته عنوان مجموعتي القصصية التي صدرت عن مركز أوغاريت للنشر والترجمة برم الله عام 2007 وقد شارك كتابي في العديد من معارض الكتب العربية والدولية، وحين تواصلت مع دار النشر حول اقتباس ذلك العنوان الذي أنا صاحبه، قال لي رئيس الدار بأننا لا نمتلك حقوق الملكية الفكرية في فلسطين، لكن بإمكاني التواصل بشكل شخصي مع القناة، وفعلت دون أن أحظي بإجابة تشفي غليلي، لأننا -كما أسلفت- لا نمتلك حتي اللحظة حقوق الملكية الفكرية ! إن السارق لا يدرك بأن وسائل الإعلام الجديد، كما سمحت لكثيرين من انتهاك حرمة الكلمة، قادرة علي إيجاد لصوصها، من خلال خدمات مواقع البحث مثل جوجل، ونظراً لأن انتهاكات حقوق الملكية الفكرية لا تعدّ ولا تحصي في العالم العربي. فقد قرر موقع الكتروني عنوانه الصوص الكلمةست بشنّ حرب علي كلّ من يقومون بسرقة الأعمال أدبية أو الفنية، حيث قام الموقع منذ نشأته عام 2005، بفضح ممارسات قرابة ثلاثين كاتبًا وصحفيًا وفنانًا.. إلخ. هذا الموقع تمكّن أيضاً من إيقاع بعض الصحافيين العاملين في كبري الصحف العربية والذين يقومون للأسف باقتباس تلك الأعمال دون الإشارة لأصحابها أو مراجعها، وهو بالضرورة يؤكد مدي استمراء هؤلاء علي السرقة، الأمر الذي حذا بصحيفة عربية ذات مرة بالاستغناء عن خدمات اثنين من صحافييها تم اكتشاف سرقتهم لبعض الأعمال الصحفية لآخرين غيرهم. والضحايا ليسوا من الصحافيين فقط. بل إنّ هناك مَن قاموا بسرقة العديد من المقتطفات وإلصاقها ضمن نصوصهم وهو ما عمل علي تدمير مستقبل كثيرٍ من الروائيين الذين قاموا بسرقة مقتطفاتٍ صغيرة ولكنها كانت القاتلة. فإلي متي؟