قد يكون فرانز كافكا واحداً من أبرز الروائيين العالميين الذين خبروا العزلة عن كثب وعاشوها وكتبوها، سواء في أعمالهم وعبر شخصياتهم أم من خلال تأملاتهم واليوميات التي دوّنوها على هامش إبداعهم الأدبي. واختبر كافكا هذه العزلة في المفهوم المرضي، هو الذي (...)
لعلها واحدة من الصدف الغريبة، أن يصدر كتاب "إيطاليا الخفية" للكاتبة اللبنانية المقيمة في إيطاليا هدى سويد، غداة انتشار وباء كورونا في أرجاء البلاد وإحداثه كارثة مأساوية نادراً ما شهد تاريخها ما يماثلها في فظاعتها ورهبتها. ولئن صدر الكتاب بعد شيوع (...)
لا تزال باريس العربية، تجذب أقلام البحاثة والكتّاب، وما برحت معالمها العربية، التراثية والحضارية أو الثقافية، تشكل مرجعًا لقراءة العلاقة العميقة، التي كانت قائمة بين العرب والعاصمة الفرنسية. وليس من المبالغة القول، إن تاريخ الجالية العربية في باريس (...)
لا يصدّق، من زار إيطاليا قبل انتشار وباء كورونا، ما يشاهده الآن على الشاشات من مآس يومية تحل على الشعب الإيطالي، بل من خراب متوالٍ يطاول المدن وناسها، الشوراع والساحات التي كانت دومًا تعج بحياة فريدة، إيطالية صرفة. هذه ليست روما، هذه ليست نابولي، (...)
تحتل الأوبئة والأمراض المستشرية أو "المعدية" واجهة من واجهات التاريخ البشري، وقد توقف عندها المؤرخون بصفتها حروبًا مستترة أو غير معلنة، استطاعت أن تقضي على أعداد هائلة من البشر على مر العصور. وليس وباء الكورونا الخطير الذي يرعب العالم اليوم ويجتاح (...)
كم بدا مفاجئاً حقاً الاحتفال الذي خصه "غوغل" العالمي والعربي، بالذكرى التسعمئة والحادية والسبعين (971) لميلاد الشاعر الفارسي والعالم عمر الخيام، في اليوم الذي ولد فيه 18 مايو (أيار) 1048.
وعمد "غوغل" إلى نشر لوحة له في إحدى جلساته التي عرف بها، هو (...)
قد يكون ممتعاً فعلاً لقاء روائية مصرية مجهولة عربياً تكتب بالإنكليزية، ويزيد متعة اللقاء أن الحوار الذي تضمنه هو أول حوار لها مع صحيفة عربية.
هناء فيلدنج الروائية المعروفة في بريطانيا والحائزة جوائز عدة والمترجمة إلى لغات عدة، لا تزال مجهولة في (...)
بعد كتابه «الرواية العربية: البنية وتحولات السرد» وبعد «معجم مصطلحات نقد الرواية» الذي يعد واحداً من أهم المراجع في النقد الروائي، وكتب أخرى في حقول أدب الرحلة والترجمة، يطل الناقد الأكاديمي لطيف زيتوني في كتاب جديد هو «الرواية والقيم» (دار الفارابي (...)
الأعوام العشرة التي مضت على رحيل محمود درويش زادته حضوراً.
هذا الشاعر تمكن من ترويض فكرة الموت وتجاوز سلطته الرهيبة. قد تكون القضية الفلسطينية رافداً من روافد هذا الحضور المشرق، لكنّها لم تكن إلا بمثابة الساقية التي تصب في نهر هادر.
وكم كان صاحب (...)
لم تترجم الكاتبة الإيطالية إلسا مورانتي (1912– 1985) إلى العربية ولم يعرف القراء العرب أدبها جيداً ولا أعمالها الروائية، على خلاف زوجها الكاتب الشهير ألبرتو مورافيا (1907- 1990) الذي ترجمت له روايات عدة إلى العربية، خصوصاً في الستينات والستعينات، (...)
تغلق «المجلة الأدبية» الفرنسية المعروفة عالمياً باسم «ماغازين ليتيرير» صفحاتها بعد أكثر من نصف قرن من حضور مشرق وساحر كانت خلاله واحدة من أهم المجلات الأدبية في فرنسا والعالم. لم يتبدل اسمها تماماً في الصيغة الجديدة التي شاءتها الأسرة المالكة وبعضها (...)
ثلاث خسائر مُني بها العرب دفعة واحدة في معركة اليونسكو الأخيرة. الأولى لبنانية وقد تمثلت في عدم ترشيح لبنان المفكر غسان سلامة إلى منصب الامانة العامة واختياره مرشحة شبه مجهولة تدعى فيرا خوري لاكويه، نصفها لبناني ونصفها الآخر فرنسي. وكانت صحيفة (...)
عندما صدر ديوان الشاعر محمد الفيتوري «ابتسمي حتى تمر الخيل» عام 1974 وهو من أجمل دواوين تلك المرحلة، حمل غلافه الأخير كلمة نقدية كتبتها طالبة كانت تخرجت للحين في كلية التربية– فرع الأدب العربي تدعى أمينة غصن. ولم تمض أسابيع حتى شاع أن هذه الطالبة هي (...)
لعلّ العقبة الأولى التي تواجه قارئ أدب خليل رامز سركيس، تتمثل في صعوبة «تجنيس» هذا الأدب الذي لا يمكن إدراجه بسهولة في خانة النوع الأدبي. وقد يحار القراء، وبخاصة القراء الجدد الذي ينتمون إلى الأجيال التي أعقبت جيل كاتبنا، كيف يقرأون هذا الأدب الذي (...)
في غمرة الأزمات المتفاقمة التي تثقل كاهل لبنان اقتصادياً وسياسياً ومعيشياً، يسعى قطاع النشر إلى مواجهة حال التراجع التي يشهدها منذ بضع سنوات. هذه الحال ليست كارثية كما في البلدان التي دمّرت الحرب جزءاً مهمّاً من اقتصادها مثل سورية والعراق وليبيا، (...)
قد لا يحتاج هذا الحوار مع الشاعر الإماراتي عبدالعزيز جاسم إلى تقديم، فما دار خلاله من نقاش كاف لتقديم الشاعر في تجربته الفريدة ومساره الذي استهله بدءاً من الثمانينات. وقد تكون مناسبة هذا الحوار وهي إصدار الشاعر الجزء الأول من أعماله الشعرية عن دار (...)
إذا كان من الثابت تاريخياً أن المستشرق الفرنسي أنطوان غالان هو أول من حمل إلى الغرب في القرن الثامن عشر، كتاب «ألف ليلة وليلة» في ترجمته الفرنسية، فمعروف أيضاً أن ترجمته هذه كانت حافزاً إلى سعي مستشرقين آخرين في القرن التاسع عشر على إعادة ترجمة (...)
يسترجع طالب الرفاعي في روايته الجديدة «النجدي» (منشورات ذات السلاسل – الكويت 2017) شخصية بحار كويتي يدعى علي ناصر النجدي، كان من أشهر البحارة وأشدهم جرأة وصلابة ومعرفة بأسرار البحر والغوص والعواصف، وكان قدره أن يقضي في البحر خلال رحلة صيد في السبعين (...)
اختار الكاتب محسن الموسوي عنواناً متعدد الدلالات لروايته الجديدة «سلاف بغداد» (المركز الثقافي العربي 2017) جامعاً بين ما تحمل كلمة «سلاف» من مترادفات وأبعاد تاريخية مرتبطة بالحانة نفسها التي عرفت اوج ازدهارها في الخمسينات العراقية وكانت ملتقى (...)
هل يمكن تصور لبنان بلا صحافة ثقافية؟ بلا ملاحق ولا مجلات نقدية وربما بلا صفحات ترافق الحراك الأدبي والفني والثقافي عموماً؟ كان العام 2016 هو الأقسى على الصحافة اللبنانية السياسية. ولا حاجة لاستعادة المأزق الذي تتخبط فيه هذه الصحافة بعدما حل بها ما (...)
احتل معرض «جماليات الخط العربي» الصالة الأولى من مقر اليونسكو في باريس طوال ثلاثة أيام، وهي أيام الاحتفال ب «اليوم العالمي للغة العربية» الذي أحيته المندوبية الدائمة للسعودية لدى اليونسكو، والذي يصادف الثامن عشر من الشهر الجاري كل عام. وبدت مهمة (...)
لم يكن متوقعاً أن يلقى نشر الروائية غادة السمان رسائل الشاعر أنسي الحاج إليها، ما لقي من ردود فعل متضاربة تخطى بعضها حدود السجال الأدبي واستحال ضرباً من من التحامل الشخصي والهجاء. لا تُحصى ردود الفعل التي غزت ال "فايسبوك" جاعلة منه فسحة مفتوحة أمام (...)
كشفت الروائية السورية غادة السمان رسائل حب كان قد كتبها لها الشاعر أنسي الحاج في العام 1963 وجمعتها في كتاب شاءته هدية إلى رواد معرض بيروت للكتاب عنوانه «رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان» (دار الطليعة). وإن بدا هذا الكتاب بمثابة مفاجأة كبيرة حملتها (...)
الصداقة العميقة التي جمعت بين غابرييل غارثيا ماركيز والزعيم فيديل كاسترو منذ مطلع الستينات من القرن المنصرم ما برحت سراً وربما لغزاً انطوى أخيراً مع رحيل بطل الثورة الكوبية. وعندما توفي ماركيز عام 2014 قيل حينذاك إنه حمل معه هذا السر الذي مهما سعى (...)
قد يمثل عرض حنان الحاج علي المونودرامي «جوغينغ» خلاصة تجربتها المسرحية، كممثلة أولاً ثم كمؤلفة اختبرت فن التأليف الجماعي في «مسرح الحكواتي» في الثمانينات مع المخرج روجيه عساف وأعضاء آخرين، ثم كامرأة مسرح، مثقفة وملتزمة فنياً وصاحبة مبادرات. غير أنها (...)