ما إن تصل إلى مقهى «سمارة»، وتسأل عنه، حتى يرشدك أى من الجالسين أو حتى المارة إليه، كأنه «معلم» المقهى، أو رائدها المستديم. على مقعد متهالك، فى المقهى «عالى السقف»، يجلس محمد مهران، تزين رأسه «عوينات» سوداء سميكة، ويرتدى «بدلة قديمة» تزدان بنيشان (...)
نشأ متجرعاً طعم اليتم، حيث ماتت والدته، ولم يكن «أحمد» قد بلغ عامه الرابع بعد، من مواليد عام 1995، تربى فى كنف جدته، أحاطته بضروب العناية، لكنه ترعرع مفتقداً لوالدته كل حين، فى الصف الثانى الثانوى، فتى بعد، لم يكمل دورة الشباب، منذ اندلاع الثورة منذ (...)
ذهب أحمد، للاطمئنان على أخويه، مكانهما خلف حلقة السمك، حيث يفتحان محلاً للروبابيكيا، تجاوز الخمسين من عمره، سلم على أهل بيته يوم السبت، أخبرهم بأنه قد يتأخر قليلاً فى العودة للمنزل، لكنه تأخر كثيراً، ولم يعد إلى منزله، حيث قنص برصاصتين، إحداهما فى (...)
وقف يقلب ما تبقى من أخيه بين قميص تشرّب بالدماء و«بنطلون» عليه بقايا مخه، يكاد عقله يفارقه، يطلق العديد من التساؤلات دون أن ينتظر رداً أو جواباً عليها، لأنها موجهة إلى رئيس جمهورية، اكتفى بمتابعة المشهد من بعيد، وعندما خرج رفع سبابته فى وجه شعبه، (...)
«7 أيام فقط» كانت تنقصه ليدون عاماً جديداً فى حياته، يودع عامه الثالث والعشرين ويصبح الشاب صاحب ال24 ربيعاً، لكن رصاصة انطلقت من سلاح نارى «ميرى» من سجن بورسعيد العمومى كانت كفيلة بحصد روحه ليتحول اسمه من محمود الضظوى لاعب كرة قدم بنادى المريخ إلى (...)
أخ زار أخاه فقُتل.. ولاعب ذهب للتمرين فلم يعُد
لا يفرق الرصاص بين برىء ومذنب، شهداء هم، سقطوا غدراً، قُنصوا حين غرة، صبى وعجوز ولاعب كرة، لم ينشغلوا بسياسة، أو يهتموا بوضع اشتعل عقب قرار المحكمة بإحالة أوراق متهمى «مجزرة بورسعيد» لمفتى الجمهورية، لم (...)
على بُعد خطوات قليلة من مستشفى آل سليمان، الذى استقبل شهداء ومصابى بورسعيد، احتشد آلاف البورسعيدية لأداء صلاة الجمعة، حيث دعا الخطيب من على المنبر النظام لأن يتقى الله فى شعب بورسعيد «الباسل» واحترام حرمة الدماء. وأدى المتظاهرون صلاة الجنازة على (...)
أعلن البدرى فرغلى، رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات وعضو مجلس الشعب السابق، أنه بصدد تشيكل جبهة وطنية للدفاع عن قناة السويس، وأن أهالى القناة لن يسمحوا أن يحكم قناتهم أمير، فى إشارة إلى قطر، وأن القناة سوف يحكمها رئيسها أى يتولى مسئوليتها رئيس (...)
قبل أن تدق الساعة التاسعة مساءً، إيذانا ببداية حظر التجول على مدينة بورسعيد، أسرع الشاب الثلاثينى (محمد على حسن) لارتداء ملابس شتوية ثقيلة، وطبع قبلة على جبين زوجته وطفلته الصغيرة (هنا)، بنت الثلاث سنوات، وتركهما فى رعاية نجله الذى لم يتعد عمره 5 (...)