سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحمد السيد «تاجر روبابيكيا».. ذهب يطمئن على أخويه فى سوق السمك فتلقى رصاصتين في الرأس والصدر ابنه: «أستاهل أتضرب بالجزمة إنى انتخبت أكرم الشاعر اللى محدش شافه»
ذهب أحمد، للاطمئنان على أخويه، مكانهما خلف حلقة السمك، حيث يفتحان محلاً للروبابيكيا، تجاوز الخمسين من عمره، سلم على أهل بيته يوم السبت، أخبرهم بأنه قد يتأخر قليلاً فى العودة للمنزل، لكنه تأخر كثيراً، ولم يعد إلى منزله، حيث قنص برصاصتين، إحداهما فى الرأس والأخرى فى الصدر، من قوات الأمن فى سجن بورسعيد العمومى، حيث أردى قتيلاً على الفور، يحكى أبناؤه عن أبيهم، قائلين إنه لم يكن يهتم بسياسة أو رياضة، لا كان قرار المحكمة يشغله، أو أى اعتراض سياسى ضمن أولويات حياته، حظه العاثر قاده أن يذهب للأخوين، ساعة أن كان الرصاص ينهمر دون تحديد. محمد ابنه الكبير، كان مجنداً ضمن القوات المسلحة فى دمياط، يستنكر أن يكون التعامل الأمنى بهذا الشكل، يطالب الداخلية بأنها طالما تقول إن الذين يقتلون الناس بلطجية يأتون بهم، لكنه يعود بإلقاء اللوم عليهم، وعلى إلقائهم قنابل الغاز والرصاص العشوائى على المارة دون أن يكون لهم ذنب، حيث يؤكد أن ضرب الغاز لا يمكن أن يجىء إلا من محترف. حين علمت الابنة الكبرى، المنتقبة، بأن أباها قد قتل، هرعت إلى المستشفى، لم تراع كونها حاملاً، ويتبقى على ولادتها أيام معدودات، رؤية وجه أبيها للمرة الأخيرة كان كل ما يدور بخلدها، دخلت لمستشفى آل سليمان، لكنهم فجأة هوجموا بمصفحات ومدرعات الداخلية، انبطحت السيدة على بطنها التى تحمل الجنين، نام من فوقها أخواها حماية لها من بطش قد يلحقها، «وفى الآخر بيستخفوا بينا فى الداخلية وبيقولوا أنهم مضربوش نار». يقول الابن محمد إنه لا يعرف كيف يصدق مثل هذه التصريحات، التى تعود به إلى حقبة مبارك بحذافيرها، رغم أن مبارك لم يكن يقلل من شأن مواطن، لكن مرسى استهان بالشعب المصرى كله، على حد وصفه، يصف مشهد الجنازة، حيث كانت تسير مهيبة، العدد كبير، والكل يمشى فى وجوم وحزن على الضحايا، وأطلق عليهم النيران والغاز المسيل للدموع، للحد الذى دفعهم لأن يتركوا النعوش على الأرض هاربين من الموت الذى يحدق بهم من كل جانب. الأسرة كلها، بمن فيها الأب الفقيد، أقدمت فى الانتخابات على كل ما يحمل الصبغة الإسلامية، انتخبوا مرسى، عندما ارتأوا أنه قد ظُلم يوماً فلن يذيق الشعب ما تجرعه، وانتخبوا فى مجلس الشعب أكرم الشاعر؛ لأنهم وجدوه يدافع عن حق ابنه المصاب فى الثورة، يقولون إنهم ندموا أشد الندم، وأصبحوا يكرهون كل ما يتدثر فى عباءة الدين، حيث حذفوا كل القنوات الدينية من التلفاز، واستغربوا موقف أكرم الشاعر، نائب بورسعيد عن المجلس المنحل، الذى توارى تماماً من المشهد، ولم يساندهم أو يقف جوارهم، يقول ابنه: «أتضرب بالجزمة إنى انتخبت أكرم الشاعر، ولو حصلت انتخابات دى مش حنروح أساساً»، مقاطعة السياسة هو الحل الذى خلصوا إليه، بعد أن سقط والدهم ضحية ألاعيبها. الرد الرئاسى كان ضعيفاً من وجهة نظر أهالى الحاج أحمد السيد، يرون أنهم صدروا كون الضحايا من البلطجية، يشهدون بأن والدهم لم يكن ذا سابقة، أو صاحب خصام مع أحد، بل يشتهر بأنه شخص فى حاله، لا يحب افتعال المشكلات. عن استهداف مدن القناة، يقولون إن الأمر سياسى بحت، حيث يرغب مرسى، على حد رؤيتهم، فى كسر شوكة مدن القناة من خلال فرض حظر التجول أو إعادة قانون الطوارئ، حتى يهرع البورسعيدية للاعتراض بشكل غير قانونى فى قناة السويس، ويظهرون بالشكل غير اللائق التى تريد من خلاله الرئاسة به تبرير الدماء التى راحت بإلقاء اللوم على البلطجية، «عمرنا ما حنعمل كده، دا أكل عيشنا، ومن ساعة اللى حصل وحالنا واقف». لا يهابون الموت، مقتل والدهم لم يفت فى عضدهم، زادهم إصراراً، وجعل على عاتقهم مهمة ألا يضيع حق الذين ماتوا بلا ذنب، أعلنوا أنهم سيستمرون فى الاحتجاج، سيخرقون حظر التجول، سيقفون أمام قسم الشرطة يطلبون حق أبيهم الشهيد، لن يتركوا مرسى إلا عندما يقدم لهم الضباط الذين قتلوا أباهم، يسألون كيف يسلط الضابط سلاحه على رأس وقلب المارين فى الشوارع، حتى لو كان يطلق بعشوائية، فلم لا يصوبه ناحية القدم، القتل كانت رغبتهم، وضاع فى ذلك أبرياء قطفت أرواحهم فى غفلة، يقول محمد، ابن قتيل سوق السمك، كما يُطلق عليه: «مبارك قسم الشعب إلى صعيدى وفلاح وبورسعيدى، ومرسى قسمهم إلى إخوان وسلف وإحنا فى النص تايهين، وبنموت». أخبار متعلقة: الجريمة: المشى في الشارع.. العقاب: رصاصة قاتلة الضظوى «لاعب كرة».. ذهب لحضور التمرين فلقى وجه ربه أحمد سامى «طالب ثانوى».. لا يشجع «المصرى» وتبرع بالدم ل«ألتراس أهلاوى» هانى «بائع».. خرج لشراء مستلزمات بيته فلم يتبق منه سوى بقايا ملابس فى كيس أسود