«النواب الأمريكي» يوافق على فرض عقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية    الأهلي ينهي الأزمة.. عقوبة 500 ألف على أفشة واللاعب يعود للتدريبات اليوم    البابا تواضروس: حادث كنيسة القديسين سبب أزمة في قلب الوطن    مصطفي الفقي: هذا مطلبي من الحكومة الجديدة    رسميا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024 (تحديث الآن)    عيار 21 الآن بالمصنعية بعد الانخفاض.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024 بالصاغة    محافظ المنوفية: تفعيل خدمة المنظومة الإلكترونية للتصالح بشما وسنتريس    أفريكسيم بنك يدعو مصر للمساهمة في بنك الطاقة الأفريقي لتمويل النفط والغاز    البابا تواضروس يكشف كواليس الاعتداء على الكاتدرائية في عهد الإخوان ومبررات مرسي    عراك وفوضى في البرلمان التركي بين نواب حزب أردوغان وموالين للأكراد (فيديو)    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    دونجا: جمهور الزمالك بيفهم كورة.. ودا سبب عدم انضمامي لمنتخب مصر    "شوف مصلحتك وتدخل تركي آل الشيخ".. عبدالله السعيد يكشف كواليس رحيله عن الأهلي    في غياب رونالدو، منتخب البرتغال يضرب فنلندا برباعية استعدادا ليورو 2024    منتخب مصر يواصل تدريباته قبل مواجهة بوركينا فاسو الخميس في تصفيات كأس العالم    الخطيب: هناك شيء واحد أتمنى تحقيقه أن أرى الأهلي يلعب في الاستاد الخاص به    متى تنتهي الموجة الحارة ؟ الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الأربعاء 5 يونيو 2024    سم ليس له ترياق.. "الصحة": هذه السمكة تسبب الوفاة في 6 ساعات    نواب ل قصواء الخلالي: الحكومة المستقيلة مهدت الأرض للجديدة ووزارة النقل مثال جيد    تفاصيل احتفالية مئوية الراحل عبدالمنعم ابراهيم في مهرجان جمعية الفيلم (صور)    البابا تواضروس ل"الشاهد": بعض الأقباط طلبوا الهجرة أيام حكم مرسي    علماء الأزهر: صكوك الأضاحي لها قيمة كبيرة في تعظيم ثوابها والحفاظ على البيئة    منتخب إيطاليا يتعادل سلبيا ضد تركيا فى أولى الوديات قبل يورو 2024    البابا تواضروس يكشف تفاصيل الاعتداء على الكاتدرائية في عهد الإخوان    «التموين» تكشف احتياطي مصر من الذهب: هناك أكثر من 100 موقع مثل منجم السكري (فيديو)    متى تنتهي خطة تخفيف الأحمال؟ الحكومة تحسم الجدل    السكك الحديدية تستعرض الورش الخاصة بقطارات التالجو الفاخرة (فيديو)    رابطة السيارات توضح أسباب ارتفاع الأسعار من جديد    البابا تواضروس: التجليس له طقس كبير ومرسي أرسل رئيس وزراءه ذرًا للرماد    الخطيب: سعداء بالتعاون مع كيانات عالمية في مشروع القرن.. وجمهور الأهلي يستحق الكثير    منتخب إيطاليا يتعادل وديا مع تركيا استعدادا ل«يورو 2024»    البابا تواضروس: مصر كانت فى طريقها للمجهول بعد فوز مرسى بالرئاسة    مدرب منتخب تونس يشيد بمدافع الزمالك حمزة المثلوثى ويؤكد: انضمامه مستحق    تفاصيل حريق "عين القُضا" وخسائر 10 أفدنة نخيل ومنزل    إعدام 3 طن سكر مخلوط بملح الطعام فى سوهاج    شديد الحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    عقار ميت غمر المنهار.. ارتفاع أعداد الضحايا إلى 5 حالات وفاة وإصابة 4 آخرين    "تحريض على الفجور وتعاطي مخدرات".. القصة الكاملة لسقوط الراقصة "دوسه" بالجيزة    للحاصلين على الشهادة الإعدادية .. كل ما تريد معرفته عن مدارس التكنولوجيا التطبيقية وألية التقدم    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على وسط وجنوب غزة    جورجيا تعتزم سن تشريع يمنع زواج المثليين    رئيسة برلمان سلوفينيا: سعداء للغاية للاعتراف بدولة فلسطين    حمو بيكا يهدي زوجته سيارة بورش احتفالا بعيد ميلادها (فيديو)    حظك اليوم برج الجدي الأربعاء 5-6-2024 مهنيا وعاطفيا    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 5-6-2024 مهنيا وعاطفيا    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج الثور    "لم يبق حجر أو شجر".. محلل فلسطينى: الحرب على غزة ثمنها كبير    أحمد الجمال يكتب: الهجرة والحاوية    إمام مسجد الحصري: لا تطرد سائلا ينتظر الأضحية عند بابك؟    وزارة الصحة: نصائح هامة يجب اتباعها أثناء أداء مناسك الحج    مع اقتراب عيد الأضحى.. 3 طرق فعالة لإزالة بقع الدم من الملابس    عيد الأضحى 2024 : 3 نصائح لتنظيف المنزل بسهولة    مؤسسة حياة كريمة توقع اتفاقية تعاون مع شركة «استرازينيكا»    افتتاح مشروعات تطويرية بجامعة جنوب الوادي والمستشفيات الجامعية بقنا    وكيل وزارة الصحة بالبحيرة يفتتح ورشة عمل لجراحة المناظير المتقدمة بمستشفى إدكو    موعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 2024    حكم صيام ثالث أيام عيد الأضحى.. محرم لهذا السبب    أول رد من الإفتاء على إعلانات ذبح الأضاحي والعقائق في دول إفريقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد مرور عام على رحيلهم.. شهداء ثورة يناير يكتبون فجرًا جديدًا لمصر والمصريين..محافظات مصر تروى اللحظات الأخيرة من حياة الشهداء

• شقيق الشهيد بهاء الدين الجروانى: بهاء كان يشعر دائمًا بالظلم وثائرًا من أجل حقه وحقوق الآخرين نال الشهادة من أجل أن يحيا الآخرون حياة حرة كريمة.
• الشهيد محمد التميمى استشهد إثر إصابته بطلق خرطوش فى خده الأيمن أوقعت جميع أسنانه وتناثرت بلى الخرطوش أسفل الأذن وفى أنحاء متفرقة من الصدر فأودى بحياته.. ورحل عن الحياة تاركًا أما تلهث وإلى فراشه يوميًا تتحسس وتبحث عنه
• أهالى شهداء الغربية يبحثون عن ثأرهم لدى قتلة أبنائهم ولم تحقق المحاكمات سواء على مستوى رأس النظام أو على مستوى المتهمين بقتل أبنائهم بالغربية ما يصبون إليه
• والد الشهيد محمد فوزى: احتضنت ابنى لأحميه إلا أن الرصاصات اخترقت رأسه وقتلته ومأمور القسم رفض إثبات اتهامى للشرطة بقتله
• والد الشهيد عزام حميدو: ابنى تلقى 11 رصاصة مطاطية فى أنحاء جسده واستشهد وهو يبحث عن أكل عيشه ومش عارف ليه قتلوه هو ذنبه أيه؟!!!!
• والد الشهيد أسامة علام: النيابة العسكرية لا تريد الاعتراف به كشهيد حتى لا يد أن أحد فى واقعة تعذيبه فى السجن الحربي، وتم تعطيل أوراق صرف التعويضات أكثر من مرة، كما تم تعطيل تكفل نقابة المحامين بالمعاش الشهرى، حيث كان الشهيد العائل الوحيد لأسرته..
ظل الشعب المصرى لفترة طويلة من الزمن يتهم بأنه لا يثور على الظلم ولو فعلت به الأفاعيل ولكن الشعب الذى صبر طويلا كان لابد من لحظة يثور فيها على الفساد والاستعباد واحتكار السلطة ونهب ثرواته.
وعندما ثار واجه الموت بصدر عار إلا من إيمان عظيم بالله ورغبة صادقة فى نيل الشهادة لذا لم يكن موكب الشهداء مقصورا على بقعة دون أخرى وهو ما تحاول "المصريون" رصده من خلال هذا الملف وفاء لذكرى الشهداء فى العيد الأول لثورة يناير العظيمة فسوف تظل ذكراهم نورا يضىء لنا المستقبل ويذكرنا بعظم ما فعلوه من أجل هذا الوطن.
بهاء الدين شهيد البحيرة الثائر
مازالت البحيرة بدلتا مصر تذكر شهداء يناير بكل الفخر والاعتزاز وفى ذكرى الثورة ذهبت "المصريون" إلى أسرهم تشاركهم ذكرى الأبطال.
الشهيد بهاء الدين زغلول أمين الجروانى دهسته عربة المطافى بميدان الساعة بدمنهور فى"جمعة الغضب"حاصل على بكالوريوس تربية رياضية" 36 سنة"متزوج قبل الوفاة ب 3 شهور، يعمل فى شركة فارما للأدوية حرم من التعيين بشهادته التى حصل عليها مثله مثل آلاف الشباب المصريين الذين كانوا ضحية لنظام فاسد أهدر حقوقهم ودمر حياتهم لم يتبق لهم سوى الأمل فى الله ،كان يشعر دائما بالظلم وكان ثائرا من أجل حقه وحقوق الآخرين نال الشهادة من أجل أن يحيا الآخرون حياة حرة كريمة.
فى آخر شارع جلال بجوار صيدلية البيطار تقطن أسرته والقصة كما يرويها شقيقه حيث يقول : الشهيد بهاء الدين أصر على النزول رغم إلحاح والدته عليه ألا يذهب ولكنه صمم على النزول الشارع لكى يشارك المتظاهرين ويهتف معهم، واتفقنا على اللقاء حال التفرق فى ميدان الساعة حيث كانت مدينة دمنهور كلها متواجدة فى المظاهرة وكانت مظاهرة سلمية، وفجأة بدأت قوات الأمن المركزى فى ضرب المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع قبل أن يبدأ المواطنون فى الهتافات فجرى الناس وتفرقوا وأصبت برصاصة فى قدمى وحملونى إلى مستشفى دار السلام بميدان الساعة وأثناء ذلك سمعت من الناس المتواجدين بالمستشفى بأن عربة المطافئ دهست شخصا وقتها أحسست بأنه بهاء شقيقى فنزلت من المستشفى وبحث عنه ولكنى لم أجده استمررت فى التظاهر مع المتظاهرين وطلبته على الموبايل ولكن دون جدوى حتى الساعة التاسعة والنصف تلقيت اتصالا من عامل المشرحة وقال بهاء متوفى وتعالوا علشان تستلموه أصبت بغيبوبة ثم انتابتنى حالة هياج كسرت باب المشرحة وعندما أرت أن استلمه رفض عامل المشرحة بحجة أن النيابة غير متواجدة، أتصلت بالمحافظ شعراوى رد على مدير مكتبه قلت له أخى توفى وعايز أستلمه فأعطى تعليمات لعامل المشرحة الذى أرغمنى على التوقيع على تقرير ينص على أن شقيقى توفى فى حادثة مشاجرة عادية وكنت مضطرا للتوقيع حتى أستلم جثة شقيقى المقتول، ثم أخذته فى عربة نقل الموتى وخرجت به من خارج البلد ودفنته فى جبانة دمنهور.
بورسعيد ما زالت تذكر محمد التميمى
لا تدرى أم الشهيد لماذا قامت بتسجيل آخر مكالمة صوتية له – هل حدثها قلبها أن هذه هى المرة الأخيرة التى تسمع فيها صوت ابنها محمد التميمى ، صاحب ال 24 ربيعا – الذى نزل من بيته يوم 28 يناير الساعة الثامنة ونصف مساء – ليشاهد ماذا يحدث واتصلت به الأم للاطمئنان عليه وظل حينها يروى لها مشهد احتراق قسم شرطة العرب ، فطلبت منه الابتعاد والعودة فورا للمنزل وكانت آخر كلماته المسجلة لديها حتى الآن أنا راجع – راجع ثم غلبها النعاس وعندما أفاقت قامت للاطمئنان عليه – و تهيأ لها وجوده فى فراشه تحت البطانية ، فأغلقت عليه الباب بهدوء حتى لا يستيقظ وعاودت النوم – وهى لا تدرى أنه ليس فى فراشه ولكنه فى فراش الموت فى مشرحة الأميرى وحينما استيقظت الأسرة فى الصباح اكتشفت غيابة وبدأ البحث عنه - وقلقت الأم خشية أن يكون قبض عليه ظلما ولكن إلى أين فمعظم الأقسام احترقت – والشرطة اختفت والأرجل تورمت بحثا – وكانت آخر محطة للبحث دخول المشرحة التى ضمت عددا من الجثث ، وبكشف الوجهين الأول والثانى تعرفت على الثالث وهو البطل الشهيد محمد الذى فاضت روحه إثر إصابته بطلق خرطوش فى خده الأيمن أوقعت جميع أسنانه و تناثرت بلى الخرطوش أسفل الأذن وفى أنحاء متفرقة من الصدر فأودى بحياته ، ورحل الفتى عن الحياة – وترك أما تلهث – وإلى فراشه يوميا تتحسس وتبحث عنه – ومازالت تخونها الألفاظ فتنادى " يا محمد " ثم تفيق لتعلم أن محمد ضمن الشهداء فى أعلى رفيق.
الغربية تصر على القصاص للشهداء
بعد مرور عام بالتمام والكمال على ثورة 25يناير ما زال أهالى شهداء الغربية يبحثون عن ثأرهم لدى قتلة أبنائهم ولم تحقق المحاكمات سواء على مستوى رأس النظام أو على مستوى المتهمين بقتل أبنائهم بالغربية ما يصبون إليه فالأمر يتشابه تأجيل هنا وتأجيل هناك وإن كان أهالى الشهداء بالغربية على موعد فى الأسبوع الأول من الشهر القادم المحدد لمحاكمة قتلة الشهداء فما زالت الدماء تنزف والقلوب تدمى والنيران المشتعلة فى الصدور تجمع بين أهالى شهداء المحافظة بأكملها والذين يبلغون 16شهيدا وقصص الشهداء لا تنتهى ومآسى الأهالى تتضاعف. محمد فوزى أصغر شهيد فى الغربية
فى منزل متواضع صغير بالطابق الثانى تقطن أسرة الشهيد الطفل محمد فوزى عاشور البالغ من العمر 13 عاما بالصف الثانى الإعدادى توجهنا إلى المنزل و قابلنا والده المسن وأخبرنا بأن ابنه محمد الوحيد على 5 بنات وفى يوم 29 يناير من العام الماضى كان الأب فى المنزل وابنه محمد فى الدرس كالمعتاد وسمع الأب صوت أعيرة نارية بالقرب من المنزل القريب من قسم ثان طنطا فأصيب بالفزع والقلق على ابنه الذى تأخر عن موعده فخرج الأب للبحث عن ابنه ليجده واقفاً وسط الناس بالقرب من قسم ثان طنطا واصطحبه ليعودا إلى المنزل فى الوقت الذى تم فيه إطلاق أعيرة نارية بمعرفة أحد القناصة من سيارة الشرطة المصفحة وبشكل عشوائى فأمسك بيد ابنه واحتضنه ليحميه من الرصاص إلا أنه وفى لحظة ترك الابن الصغير يد أبيه وبعدها بلحظات صغيرة يجده ساقطاً على الأرض بعد أن اخترقت إحدى الرصاصات رأسه ويحاول إفاقته لكنه دخل فى غيبوبة وتم نقله لمستشفى المنشاوى فى محاولة لإسعافه إلا أنه ظل فاقداً للوعى حتى فارق الحياة ويكمل الأب المكلوم أنه عندما توجه إلى قسم ثان لتحرير محضر بالواقعة رفض مأمور القسم إثبات ما أورده من اتهام للشرطة بالتسبب فى الواقعة وأخبره بأن هذا الاتهام سيتسبب فى عدم تمكنه من دفن ابنه،مما دفعه الى الرضوخ لمطلبه والموافقة على استلام جثة ابنه لدفنها وتم تغيير المحضر من رقم 3 أحوال الى رقم 983 لسنة 2011 إدارى ثان طنطا وبعد عودة الاستقرار مرة أخرى قام بإبلاغ النيابة العامة بالواقعة للتحقيق فيها مؤكدا أنه لن يتنازل عن حق ابنه الوحيد والبرىء الذى لا ذنب له وطالب بالقصاص من وزير الداخلية السابق حبيب العادلى والمخلوع مبارك وقال إن تمثيلية مبارك لن تثنينى عن المطالبة بالقصاص لدماء أبنائنا الذكية الطاهرة .
الشهيد أحمد عوض السيد
أما والد الشهيد أحمد عوض السيد 17 سنة طالب بالصف الثالث الثانوى الزراعى فأشار إلى أن نجله كان موجوداً بالمنزل يوم 29 يناير حتى العصر إلى أن حضر إليه بعض أصدقائه وتوجهوا ناحية قسم ثان طنطا الذى شهد إطلاق نار من جانب الضباط وأثناء ذلك تم إطلاق قنابل مسيلة للدموع وأعقبتها أعيرة نارية وكان نصيبه منها طلقتان ويضيف والده أنه تلقى مكالمة من صديقه يخبره بأن نجله نقل لمستشفى الجامعة للعلاج وتوجه على الفور إلى المستشفى للاطمئنان عليه لكنه ظل فى غرفة العمليات ثم خرج لغرفة العناية المركزة ولفظ أنفاسه الأخيرة ويشير الأب إلى أنه تم عمل محضر بالواقعة دون أن يعرف ما به بهدف استخراج تصريح الدفن لابنه وبعد أن عادت الأمور لطبيعتها تم تقديم بلاغ فى النيابة العامة حمل رقم 1047 لسنة 2011 إدارى ثان طنطا ضد وزير الداخلية الذى أمر بإطلاق الأعيرة النارية وكذلك ضد قوات الأمن وقرر وكيل النيابة الذى تولى التحقيق إبراهيم علام التصريح باستخراج الجثة لتوقيع الكشف الطبى عليها لمعرفة سبب الوفاة ويشير الأب المكلوم الى أن ابنه كان الوحيد على أختين ووالدته منذ الواقعة وهى فى حالة صدمة غير مصدقة ما حدث وأعرب والده عن فرحته لنجاح الثورة مؤكدا أنه لم يحزن لاستشهاد ابنه لأن هذا هو نصيبه لكنه لن يتنازل عن القصاص من القتلة وأولهم المخلوع وحبيب العادلى .
الشهيد أحمد مدحت السيد
وفى منطقة السلخانة بطنطا تقطن أسرة الشهيد أحمد مدحت محمد السيد 21 عاما حيث التقينا والدته التى طالبت بالقصاص من القتلة ورفضت وجود أجهزة الشرطة أمامها إلا بعد أن يتم القصاص من كل من تسبب فى قتل الأبرياء وقالت: يوم 29 يناير كنا جميعاً واقفين بالقرب من قسم ثان طنطا مع الآلاف من المواطنين الذين كانوا يشاهدون المظاهرات ولم نكن نتصور أن الرحمة نزعت من قلوب الضباط بهذه الدرجة التى جعلتهم يطلقون الرصاص الحى والمطاطى على المتظاهرين وفوجئنا بقنابل مسيلة للدموع وافترقنا بعدها ثم وجدنا الضباط يطلقون الأعيرة النارية بشكل عشوائى وأثناء ذلك اختفى ابنى ولم أجده أمامى ووجدنا وعلمت أن ابنى أصيب بطلق نارى وظللنا نبحث عنه طويلا حتى وجدناه بين المصابين فى مستشفى المنشاوى ودخل فى غيبوبة ظلت 11 يوما حتى فارق الحياة وتم استلام جثته ودفنها بعد تحرير محضر حمل رقم 32 جنح ثان طنطا وأضاف زوج والدة الشهيد ويدعى عبد الله إبراهيم أنه ظل معه طوال مدة علاجه بالمستشفى وأنه كان شابا شهما ويحب بلده ، بينما أشار الأسطى سيد عبد المنعم خال والدة الشهيد إلى أنه كغيره يحب بلده وأحزنهم كثيرا ما كان يحدث من قمع تجاه المتظاهرين وأضاف أن المصرى الأصيل دائما لا تظهر وطنيته إلا عند الشدائد وهذا ما حدث بالفعل عندما وجدوا أعمال سلب ونهب وقام هو بنفسه بتسليم سلاح عثر عليه مع أحد البلطجية للجيش وهذه هى طبيعة المصريين الطيبين .
الشهيد أحمد كمال
وفى منزل أسرة الشهيد أحمد كمال التقينا والده ووالدته التى طالبت هى الأخرى بالقصاص وقال والده إن المهندس أحمد (كما كان يحلو له أن نناديه )كان فى الفرقة الثانية بكلية الهندسة ويوم الخميس 27 يناير أنهى امتحاناته ويوم الجمعة بعد صلاة العشاء تلقى مكالمة من صديقه ونزل بعدها وطلبت منه ألا يتأخر نظراً لسوء حالة الوضع بالشوارع وبعد مرور نحو ساعة تلقى والده مكالمه تؤكد أن ابنه أصيب فى المظاهرات أثناء تواجده بالقرب من نقطة شرطة قحافة حيث صوب أحد الضباط رصاصة على ظهره وتم نقله للمستشفى وبعد عناء استطعنا الوصول إليه بمستشفى الجامعة وظل لعدة ساعات حتى فارق الحياة وأضاف الأب أنه لن يهدأ باله حتى تتم محاكمة مبارك وحبيب العادلى وأعوانه وأشار إلى أنه تم بالفعل إبلاغ النيابة للتحقيق فى الواقعة .
بينما أكدت والدته أنها تحتسب ابنها عند الله شهيدا من أجل الوطن لكن أمنيتها الوحيدة هى أن يتم القصاص من القتلة.
الشهيد عزام حميدو
وأكد والد الشهيد عزام حميدو فاروق 15 سنة أن نجله كان هو العائل الوحيد لأسرته نظرا لأنه كبير السن وأنه ترك دراسته من أجل أن يعول أسرته ووالديه حيث التحق بورشة إصلاح سيارات وامتهن مهنة كهربائى سيارات ويوم الحادث يوم 28 يناير كان عائدا من الورشة بسكة المحلة إلى منزله بشارع 25 بالجلاء وتلقى 11 رصاصة مطاطية فى جميع أنحاء جسده وتم نقله إلى المنزل بمعرفة بعض الأهالى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة وتم إحضار طبيب الصحة لتوقيع الكشف الطبى عليه وأكد وفاته وأشار والده الى أن ابنه مش بتاع مظاهرات ولا غيره وهو يبحث عن أكل عيشه ومش عارف ليه قتلوه هو ذنبه إيه مطالبا بالقصاص من القتلة .
الشهيد مرسى إبراهيم سيد أحمد
التقت "المصريون"أشقاء الحاج مرسى 54 سنة احد الشهداء والذى سقط شهيدا عندما توجه للبحث عن ابنه وسط المتظاهرين حيث أكد شقيقه الحاج جمال أن الشهيد مرسى توجه لزيارة شقيقه الأكبر المريض ولم يجد ابنه محمد هناك فنزل للبحث عنه ووجده بالفعل واقفا بالقرب من كوبرى القرشى واصطحبه وشاهد الأعيرة النارية تنطلق من كل اتجاه فحاول حماية ابنه واحتضنه محاولا العودة للمنزل بمنطقة السلخانة إلا أن أحد الضباط صوب عدة اعيرة نارية تجاهه وتلقى ثلاث رصاصات فى ظهره ليسقط على الأرض مغشيا عليه بينما أصيب نجله بصدمه شديدة وظل يصرخ ( الحقونى أبويا مات أبويا مات ) وتم نقله على الفور للمستشفى فى محاولة يائسة لعلاجه لكنه كان قد لفظ انفاسه الأخيرة. وأضاف شقيقه الثانى الحاج طارق متسائلا من يتحمل مسئولية أطفاله الستة الذين تركهم قائلا منهم لله اللى كانوا السبب واللى يتموا هؤلاء الاطفال .
الشهيد أحمد بسيونى غنيم
بلاش تروح المظاهرات النهاردة إنت رحت الأيام الثلاثة اللى فاتت خليك معانا النهاردة الولاد عايزين يلعبوا معاك.هكذا قالت الزوجة الشابة صغيرة السن لزوجها احمد بسيونى غنيم ابن مدينة بسيون بمحافظة الغربية وكأنها كانت تشعر أن هذه هى آخر كلمة بينهما وفى تلك الأثناء تعلق آدم الطفل الصغير بين ساقى والده رافعا رأسه وذراعيه ليحمله ابوه ليقول آدم له ببراءة ( بابا خدنى معاك المظاهرة عايز أعمل زى ما أنت بتعمل ).
وكانت هذه العبارات آخر ما دار بين أحمد بسيونى أحد شهداء جمعة الغضب وزوجته وابنه الصغير قبل أن يودعهما عقب صلاة الجمعة 28 يناير ليخرج من منزله قائلا لنجله ( آدم خذ بالك من ماما وأختك سلمى.. بكره هاتكبر وتعمل أحسن من اللى أنا بعمله ). ولم تكن زوجة أحمد وحدها التى تستشعر الخطر المحدق بزوجها من جراء تظاهره فبعد أن أنهى حديثه معها والتى حثته فيه بضرورة الابتعاد عن الشرطة أثناء قيامه بالتصوير انصرف ذاهبا إلى بيت أبيه ليصافح والده وأمه ويوصيهما على زوجته وأبنائه ليجد أمه تحثه بدورها على عدم الذهاب قائلة ( أحمد خليك قاعد معانا وبلاش تخرج النهاردة ) فيرد عليها قائلا ( لا تخافى يا أمى هاجيلك سليم إن شاء الله المهم ادعى لنا ربنا يوفقنا لو أنا مكتوب لى حاجة هاشوفها وإن شاء الله ربنا مش هايضيع مجهود الشباب اللى بيتظاهروا بشكل محترم علشان بلدنا ترجع زى الأول وتكون أحسن بلد فى الدنيا ) ثم ينتهى الحديث بينهما ويخرج أحمد حاملا الكاميرا الخاصة به متوجها نحو ميدان التحرير يصل هناك الساعة الثانية ظهرا ويرى مالم يكن يتوقعه.. كما هائلا من القنابل المسيلة للدموع تقوم الشرطة بإلقائها على المتظاهرين، ورصاصا مطاطيا هنا وهناك حالة من الكر والفر من الجانبين ويقوم هو بتصوير كل ذلك فى أماكن متميزة جدا بالميدان وشوارع طلعت حرب ومحمد محمود وقصر العينى وعند المجمع ومسجد عمر مكرم وامتداد شارع التحرير المتجه لميدان الفلكى وفى إحدى المرات يجرى أحمد مسرعا نحو أحد المتظاهرين يدفعه على الأرض قبل أن تصيبه نيران الشرطة فيقوم المتظاهر ليحتضن أحمد قائلا له ( ربنا يخليك أنقذت حياتى انت شفت الرصاصة إزاى؟ ).. فيرد أحمد ( زووم الكاميرا كشف لى تصويب الضابط عليك من بعيد ) .
يتكرر الموقف مرات ومرات.. ويتحول أحمد إلى كشاف ومنظار للمتظاهرين عين صائبة وكاميرا دقيقة وتستمر المواجهات على أشدها حتى ساعات الغروب مع قدوم مئات الآلاف من المتظاهرين من الجيزة عبر جسر قصر النيل ومثلهم من مناطق شبرا ووسط البلد وتكثف الشرطة من نيرانها على المتظاهرين يسقط عشرات الشهداء و مئات الجرحى وقبل أن تنسحب الشرطة من الميدان يسقط أحد المتظاهرين قتيلا بجوار أحمد برصاص قناصة الشرطة ويكشف أحمد مكان القناص فيجده رابضا فوق مجمع التحرير فيقوم بتصويره وقبل أن يلتفت يقوم القناص بتصويب رصاصة الغدر على أحمد.. ليسقط على الأرض ويستمر الغدر من الشرطة وتقوم عربة أمن مركزى بالمرور فوق جسده لتدهسه فى منظر أبكى جميع المتظاهرين وقبل أن يفيق الجميع من الصدمة تفر العربة هاربة من قلب الميدان ومعها قوات الشرطة.
وفى هذه اللحظات يدق قلب والدة أحمد بشدة وكذلك زوجته التى بدأت تنظر من شرفة المنزل لعل زوجها يأتى ولكن شيئا ما بداخلها يؤكد لها أن زوجها لن تراه ثانية يبكى جميع من فى البيت ويفشل باسم شقيق أحمد فى العثور عليه بسبب توقف شبكات المحمول بأوامر الداخلية ويقوم الجيش بتطبيق حظر التجول ويسمع الأهل دوى الرصاص هنا وهناك وتكشف الفضائيات عن سقوط عدد من المتظاهرين بين قتلى وجرحى وتمر أطول وأصعب ليلة على أسرة أحمد و يسأل آدم ابنه البالغ من العمر 6 سنوات كل فترة والدته وجده قائلا ( بابا فين هاييجى امتى ) ثم تبحث أخته سلمى التى لم تكمل عامها الأول عن أبيها بين وجوه الحاضرين.
ويأتى الصباح حاملا الخبر الموعود ( البقاء لله يا حاج ابنك استشهد أمس برصاص الشرطة وجثته الآن فى المستشفى ) حينها ينخرط الجميع فى بكاء شديد رجالا ونساء وتسقط الأم والزوجة مغشيا عليهما فأحمد لم يكن شخصا عاديا بحسب وصفهما له فهو يتمتع بكاريزما عالية فنان صاحب ذوق عال بحكم عمله مدرسا بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان خلق إنسانى متحضر مع الجميع بارا بوالديه عاشقا لزوجته وأبنائه.
ويذهب باسم شقيقه ووالده وعادل شقيق زوجته لمستشفى الهلال للبحث عن جثة أحمد ويفشلون فى العثور عليه ثم يذهبون إلى مستشفى قصر العينى لكنهم لم يجدوه هناك أيضا ويظل البحث جاريا لمدة أربعة أيام متواصلة وفى يوم الأربعاء 2 فبراير يتم العثور على جثمان الشهيد فى مستشفى أم المصريين بالجيزة وقاموا باستلامها غير مصدقين ما حدث كما لو كان كابوساً.
شهداء 25 يناير بدمياط ... ماتوا لكى نعيش
كان المشهد الثورى فى ميدان الساعة بدمياط عبارة عن صورة مصغرة لما يحدث فى ميدان التحرير من حيث أنواع المتظاهرين والشعارات المرفوعة ورمزية المواقف ، فقد ضمت الثورة فى دمياط جميع ألوان الطيف السياسى الموجودة فى المحافظة حتى من بعض المنتمين للحزب الوطنى نفسه والذين ضاقوا بممارسته وفساده بعد أن يأسوا من اصلاحه من الداخل فقد فجرت الثورة كبتهم واحتقانهم كما فجرت كبت واحتقان جميع ابناء الوطن .
وفى ثورة يناير ودعت دمياط كوكبة من خيرة أبنائها الذين استشهدوا فى ميدان التحرير واليوم كان لابد من بعث ذكراهم.
ياسر شعيب .. الذى مات لكى نعيش .. ترك دمياط منذ سنوات ليعمل ترزيا بالقاهرة..واستشهد بطلقات الداخلية فى ميدان التحرير
فقد خرج المئات من أهالى مدينة دمياط يوم السبت الموافق الخامس من فبراير لتشييع جنازة ياسر التابعى شعيب الشهير بشهيد الحرية، والذى استشهد خلال مواجهات جمعة الغضب يوم 28 يناير بالقاهرة.
كان الشهيد 28 سنة _ قد غادر دمياط منذ سنوات ليعمل ترزيا بالقاهرة واستشهد أثناء مشاركته بمظاهرات الثورة فى ميدان التحرير.
يقول الحاج التابعى شعيب والد الشهيد ياسر إنه لم يكن له أى نشاط سياسى ، ولم يسبق له الاشتراك فى أية مظاهرات , وأضاف أن ياسر استشهد يوم 28 فى ميدان التحرير بعد إصابته بطلقتين نافذتين فى الصدر والكتف، وبعد ما تم نقله إلى مستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة ظل جثمانه محبوسا فى ثلاجة المستشفى 8 أيام كاملة لأن أحد الموظفين المسئولين عن الثلاجة جمع متعلقاته وقفل عليها ونزل إجازة، ولم نستطع أخذ الجثمان ودفنه إلا بعد عودة الموظف من إجازته".
ويتذكر الحاج التابعى آخر مرة رأى فيها ياسر ويقول بأسى وعيناه تغرغران بالدموع إن آخر زيارة له كانت ليلة رأس السنة. جه قعد يبوس فينا.. وأنا دعيت له وهو ماشى.. ربنا ينور طريقك".
وأكد والد ياسر انه كان بيجهز شقته علشان يتجوز لأن خطوبته استمرت طوال ثلاث سنوات فهو سافر للقاهرة ليعمل فى احد مصانع الملابس الجاهزة ليستطيع الانتهاء من تأثيث منزل الزوجية .. ياسر كان نفسه يتجوز .. هقول إيه.. حسبى الله ونعم الوكيل".
محمد ياسين.. كان يحضر لرسالة ماجستير فى الكيمياء..ولكن رصاصات الغدر اغتالته قبل مناقشتها بثلاثة أشهر
وفى مشهد جنائزى مهيب ودع المئات من أهالى مدينة الزرقا جثمان محمد ياسين ثانى شهداء الثورة فى دمياط. والذى اغتالته رصاصات الشرطة أمام مبنى وزارة الداخلية بالقاهرة.
وقد خيمت حالة من الحزن الشديد على أهالى مدينة الزرقا منذ تلقيهم خبر استشهاد أحد أبنائها فى المظاهرات العارمة التى اجتاحت مصر .
حاولت " المصريون " الوصول إلى أسرة الشهيد لكن ظروف إقامتها فى القاهرة حالت دون ذلك، وفى اتصال هاتفى أكد هانى ياسين شقيق الشهيد أن شقيقه محمد السيد عبد الجواد ياسين 26 سنة حاصل على بكالوريوس العلوم جامعة عين شمس دفعة 2005 وحاصل على دبلومة الكيمياء وكان موعد مناقشة رسالة الماجستير الخاصة به بعد ثلاثة أشهر.
أضاف أنه كان يعمل كطبيب تحاليل بعيادات مجلس الشعب بعقد مؤقت منذ يناير 2006 دون أن يتم تثبيته .. وأنه تزوج قبل عامين ورزقه الله بطفلته" رغد" التى تبلغ من العمر عاما واحدا.
وحول قصة استشهاده قال إنه فى يوم السبت 29 فبراير استيقظ شقيقه مبكرا للمشاركة فى مظاهرات الثورة وتوجه لميدان التحرير مع آلاف الشباب للتعبير عن رغبتهم فى إسقاط النظام السياسى وصناعة مستقبل أفضل لمصر.
وأضاف أن محمد توجه مع حشود المتظاهرين للتظاهر أمام مقر وزارة الداخلية بميدان لاظوغلى وقام أفراد الشرطة بإطلاق الأعيرة النارية من أعلى مقر الوزارة بشكل عشوائى على المتظاهرين لتستقر إحدى الطلقات فى قلبه ويسقط على الأرض غارقا فى دمائه، وتم نقله إلى مستشفى أحمد ماهر ولكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد إصابته بدقائق.
خالد على يوسف
19 سنة يعمل نجار موبيليا ، من مواليد قرية الشعراء ، استشهد يوم السبت 29 يناير 2011 أمام بندر دمياط ، أثناء إطلاق ضباط الشرطة النار على المتظاهرين المتواجدين امام القسم ، وقد أصيب بجروح متعددة ملأت الوجه والرقبة والصدر والبطن ، ادت الى تهتك بجلد الوجه والعينين والأنف مع نزيف دموى حاد ، ناتج عن الاصابة بخرطوش رش .
قابلنا والد الشهيد الحاج على يوسف فقال ان خالد لم يتجه اتجاها سيئا أو يدمن أو يسرق لكى يعول أهله ويبنى حياته , اتجه الى العمل الشريف رغم ضآلة الدخل , وشارك فى ثورة بيضاء نظيفة أنظف ألف مرة من العهد الفاسد الذى تسبب له ولأمثاله فى هذا الفقر , وعانى معاناة شديدة, وعانت أسرته معه ...... وما ذنب هذا الشاب البريء ان يحدث له هذا العذاب المرير قبل الموت ,يؤكد الحاج على ان دم خالد مش هايروح هدر ! وكل نقطة دم نزلت من ابنى مش هسيب حقه ومش تمنه فلوس .. لا .. تمنها غالى جدا مش هسيبه اقسم بالله العظيم مش هاسيبه مهما طال العمر.
أما أم الشهيد فقد انخرطت فى البكاء وهى تقول انا كنت واقفة فى الشبك وبالتحديد مساء السبت 29 يناير ورأيته يستقل موتوسيكلا خلف صديقه وراح باصص لى وكأنه بيودعنى ثم لف بالموتوسيكل حول المنزل ونظر لى مرة اخرى وبعدها انصرف خالد وفى صباح اليوم التالى فور استيقاظى من النوم قلبى اكلنى على خالد فطلبت من شقيقه الصغير أحمد أن يرن عليه ويشوفه صحى من النوم ولا لسه لأنه كان يقيم مع جدته فى نفس المنزل وبالفعل طلبه أحمد عدة مرات لكنه لم يرد ثم فوجئنا ان شخصا آخر يرد على التليفون وقال أنا حماده والتليفون معايا من امبارح لأن خالد كان معانا فى المظاهرات ثم اختفى وكان معى التليفون , فقام ابو خالد بالبحث عنه فى المستشفيات وفى استاد دمياط مقر معسكر الجيش , اتصلت عدة مرات على ابو خالد ولم يرد وفين وفين وجدته بيتصل عليا , فسألته : لقيته ... رد على وقال .. احنا هندفن خالد فين ياأم خالد ... لم ادر بنفسى وفقدت الوعى ولم اكن أعرف انا فين ولا باعمل ايه .. جريت حافية إلى مستشفى حميات دمياط ودخلت المشرحة وجدت خالد مصاب بخرطوشة بحالها وجدت شظايا فى وجهه وفى صدره وفى عينه.
سوهاج تروى القصة الحقيقية لوفاة سالى
ومن أهم الأسماء التى لمعت فى الثورة من سوهاج كانت الطالبة سالى زهران والتى ظهرت فى الكثير من صور شهداء الثورة فقد كانت
سالى طالبة بكلية الآداب قسم اللغة الانجليزية جامعة سوهاج وكانت شديدة
الاجتهاد والتفوق فى حياتها الدراسية بالاضافة الى نشاطات اجتماعية متعددة
لمساعدة الفقراء، وكانت تعمل كمترجمة فى اجازة الصيف باحدى المجلات
بالقاهرة وكانت تسكن بأحد الشوارع المتفرعة من ميدان التحرير وقد غادرت
سوهاج إلى القاهرة يوم‏23‏ يناير وبقيت هناك لتشارك فى مظاهرة يوم‏ 25‏
يناير وعندما اشتعلت الأحداث اتصلت بها والدتها وأجبرتها على العودة فورا
الى سوهاج لتصل الى البيت مساء يوم 25‏ يناير‏.‏وظلت بالمنزل حتى يوم الجمعة 28‏ يناير حيث نزلت للمشاركة فى مظاهرة امام قصرالثقافة بسوهاج وعادت عصر نفس اليوم إلى المنزل فى حالة اجهاد شديد حيث كانت ترتعد ومبللة بالماء ووجها شديد الاصفرار خاصة انها ظلت ليومين ترفض
اى طعام وقالت لوالدتها انها متعبة جدا نتيجة استنشاقها لغازات مسيلة
للدموع وبعدها أسرعت سالى لتغيير ملابسها وطلبت من والدتها النزول مرة اخري للمشاركة فى المظاهرات إلا ان الحالة المخيفة التى كانت عليها سالى نتيجة
التوتر والاجهاد جعلت والدتها ترفض تماما ان تنزل من المنزل ومنعتها
بالقوة الا انها اصرت بشدة على النزول واتجهت للبلكونة وتعلقت على السور
وهددتنا أنها ستنزل من البلكونة ان لم نسمح لها بالنزول ووسط حالة الجدال
اختل توازن سالى وسقطت من الدور التاسع لتموت فى الحال‏.‏وهو عكس ما نشرته
وسائل الإعلام من أنها لقيت مصرعها فى ميدان التحريرإثر تلقيها ضربة على رأسها من أحد البلطجية‏.
كفر الشيخ تقدم أفضل أبنائها
لم تكن كفر الشيخ بعيدة عن موكب الشهداء فقد قدمت العديد من الشهداء حرصت "المصريون "على الالتقاء بذويهم
من ناحيته أشار والد الشهيد محمد عبده ابراهيم ان ابنه مواليد 1990 وكان فى السنه النهائية بمعهد التعاون الزراعى وكان مواظبا على الصلاة ومحبوبا من أهالى قريته مسقط رأسه منشأة سلامة بسبب سماحة خلقه وعفة لسانه وأكد ان ابنه اصيب بطلق نارى فى المعدة ادى الى تهتكها واشار ان مطلبه الوحيد قبل استشهاده ان يرفع الله دينه بعد سقوط الطاغية .
أما والد الشهيد اسماعيل محمد اسماعيل فقد أكد ان ابنه كان فى السنة النهائية لكلية الطب وكان يتمنى ان يرى ابنه طبيبا ولكن الله اختاره ان يكون شهيدا واشارإلى ان ابنه توقع الثورة قبل وقوعها كما توقع رحيل مبارك ولكنه لم يكن يصدقه وكان يتهمه وأصدقاءه بالجنون ولكنهم صدقوا فيما قالوه وقال إن ما يبرد ناره هو محاكمة مبارك ونجليه وإعدامهم ولا بديل غير ذلك .
ويقول والد الشهيد سليمان بسيونى عبد اللطيف : ان ابنى استشهد فى موقعة الجمل وكان يدرس فى كلية الهندسة واشار إلى انه قبل استشهاده اتصل به واخبره بأن يدعوا له ولاصحابه وللثوار حتى ينصرهم الله على مبارك ونظامه المستبد وينصر مصر على الظالمين وأكد ان ما هدأه قليلا هو سقوط مبارك ونظامه وسوف تبرد ناره وتهدأ اكثر عندما يرى مبارك ونجليه على منصة الإعدام.
شهداء الشرقية يملأون التحرير
عبد الكريم أحمد رجب أول شهيد من الشرقية سقط فى ميدان التحرير ولقى حتفه فى موقعة الجمل حيث اصيب برصاصتين احداهما فى الرقبة والاخرى فى الرأس مما ادى الى استشهاده فى الحال عن عمر يناهز 26 عاما وهو من قرية الصنافيين التابعة لمركز منيا القمح . وكان قد توجه بصحبة شقيقه الاكبر الى ميدان التحرير يوم 28 يناير فى جمعة الغضب واستمر حتى لقى حتفه الاربعاء .
كما استشهد ايضا بميدان التحرير الشهيد محمد فريد أنور حمدان 33 عاما متزوجا وله ثلاثة ابناء من قرية منشأة العباسة مركز ابو حماد استشهد يوم موقعة الجمل وكان ضمن اللجان الشعبية التى تحمى الميدان وقد تلقى محمد رصاصة فى القلب وعدة طعنات بجسده من البلطجية وجردوه من ملابسه ونزف اكثر من 3 ساعات حتى تم نقله الى المستشفى وظل مجهول الهوية حتى تعرف عليه احد اصدقائه ودفن يوم 12 فبراير .
أما أحمد يسرى عبد البصير مصطفى 27عاما من مركز فاقوس فقد استشهد يوم 28 يناير ( جمعة الغضب ) وتعرف عليه أهله بعد شهر من بقائه فى مشرحة مستشفى الهلال وقد عرف فى الإعلام بالشهيد المبتسم.
كما استشهد ايضا احد المجندين من قرية الخضرية مركز الإبراهمية يوم 28 يناير وهو صبحى محمد أحمد إبراهيم البحراوى 27 سنة حيث رفض اوامر رئيس مباحث قسم الازبكية باطلاق النيران على المتظاهريين فتم قتله.
أما مدينة منيا القمح فقد شهدت سقوط العديد من الشهداء خاصة يوم السبت 29 يناير منهم محمد محمود منشاوى حجاب 26 عاما بكالوريوس خدمة اجتماعية ويوم استشهاده خرج لعمله فى الثالثة عصرا ثم توجه بعض زملائه الى والدته فاخبروها انهم رأو جثة فى مستشفى منيا القمح المركزى تشبه محمد فاتجه الأب للمستشفى ليجد نجله فى المشرحة مصابا بطلق نارى حى فى رأسه فوق احدى عيناه فاستشهد فى الحال إذ كان مصرا على تسجيل احداث التظاهرات امام القسم بالصورة فتم اطلاق النار عليه واستشهد فى الحال.
الطفل عبد الله محمد محمد على عراقى أحد ابناء مركز منيا القمح استشهد امام مركز شرطة منيا القمح مساء يوم 29 يناير وذلك اثناء محاولة هجوم بعض الافراد على مركز الشرطة اثناء قيام المظاهرات فتم اطلاق الاعيرة النارية من جانب قوات القسم بشكل عشوائى فاصيب عبدالله بطلق نارى فى عينه اليمنى مما ادى الى وفاته وكان ذاهبا لاحضار بضاعة للكشك الخاص بوالدته.
وفى نفس اليوم ( 29 يناير) وامام قسم منيا القمح استشهد طفل آخر يدعى أحمد خليل محمد محمد عبد الرحمن 14 سنة وكان يعمل سائقا على توك توك واصيب برصاصتين واحدة بالبطن والاخرى بالرأس مما ادى الى وفاته فى الحال .
شهيد المنوفية الذى قتل بالسجن الحربى
رغم مرور عام على ثورة 25 يناير فإن أسرة الشهيد "أسامة علام" ما زالت تعانى الكثير والكثير بسبب استبعاد اسم نجلهم من قائمة الشهداء بمحافظة المنوفية.
وكان أسامة علام، المحامى، قد استشهد عقب القبض عليه عند مدخل ميدان عبد المنعم رياض بعد انضمامه إلى الثوار يوم 31 يناير 2011، ضمن مجموعة من محامى المنوفية .
".ويقول الحاج عبد المنعم علام، والد الشهيد: "إنه على الرغم من استشهاد نجله أثناء الثورة وأثناء تصديه للبلطجية لحماية المتحف المصرى فإن الدولة لم تعترف به كشهيد، وإن كل التكريمات التى حصلوا عليها كانت من جمعيات أهلية وكذلك محافظة المنوفية.
وأكد أن النيابة العسكرية ما زالت لا تعترف به كشهيد حتى لا يدان أحد فى واقعة تعذيبه فى السجن الحربى، وتم تعطيل أوراق صرف التعويضات أكثر من مرة ، كما أنه تم تعطيل تكفل نقابة المحامين بالمعاش الشهرى، حيث كان الشهيد العائل الوحيد لأسرته.
وأضاف :"بحثنا فى كل مكان فى محاولة للوصول إليه حيًا أو ميتًا إلى أن ظهر أحد المعتقلين الذى أكد وجود الشهيد أسامة بسجن "3" الحربى وأنه تعرض للتعذيب، وبعدها تقدم طارق شومان، أمين صندوق نقابة المحامين بالمنوفية، ببلاغ للنائب العام بخصوص احتجاز الشهيد بالسجن الحربى".
وأكد أنه تم إخطارهم بوجود الجثة بمشرحة زينهم بالقاهرة، وبمعاينتها وجد بها آثارا للضرب والتعذيب فى جميع أنحاء الجسم.
أسر شهداء قنا تطالب بالتكريم اللائق
قدمت قنا الكثير من أبنائها الشهداء، دفاعا عن حرية مصر والمصريين، والتقت "المصريون" مع بعض أسر الشهداء لعدة ساعات، لتشاركهم حياتهم، بعد مرور عام على الثورة العظيمة.
أسرة الشهيد منصور عبد اللطيف"، من قرية دندره" وهى تقع غرب المحافظة، يقول منتصر شقيق الأصغر(32عاما)"أحمد" كان يبلغ من العمر(45عاما) يعمل عامل بالأجر بالقاهرة، متزوج وله اثنان من الأبناء هما "فاطمة وعمرها 10سنوات، ويوسف عمره 5سنوات، كان يسكن فى شقة بالإيجار قيمة الإيجار (350 جنيها شهريا)، وأضاف "منتصر"(35 عاما) أنا الذى أعول أسرة الشهيد.
وقالت زوجته إنه شارك فى الثورة منذ يومها الأول وتوفى يوم 28 يناير بطلق فى رأسه برصاص قناصة الداخلية، وأكدت زوجته أن الحكومة لم تف حتى الآن بشىء مما وعدت به، لأسر الشهداء، ولم نحصل إلا على 35 ألف جنيه فقط وليس خمسين ألفا، كما قالوا والمحافظة لم تلب طلبنا فى الحصول على شقة، حتى إطلاق اسم الشهيد على الميادين أو الشارع لم يحدث.
كما ذهبنا إلى أسرة الشهيد "معتز محمد على عمره 29 عاما، مواليد قنا، وهناك التقينا بسيد فارس أحمد خال الشهيد الذى قال: "معتز تلقى طعنتين فى رأسه وصدره وذلك فى مظاهرات الدقى وظل فى غيبوبة تامة فى مستشفى الهلال الأحمر بالقاهرة 19يوما حتى توفى ودفن بالمعادى بالقاهرة، وهو حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق، وكان يعمل مدير مطعم فى مدينة نصر بالقاهرة، ولم يتزوج رغم إلحاح والدته بالزواج، وحاولنا لقاء والدته إلا أنها مازالت تعانى من أزمة صحية ونفسية جراء استشهاده.
وعن ما وعدت به الحكومة والمحافظة، قال: تم صرف شيك لأسر الشهداء بمبلغ 10 آلاف جنيه ولم يصرف لنا بحجة إننا تأخرنا ثلاثة شهور وراح علينا، وبخصوص المعاش فقد تم صرف 1500 جنيه شهرياً من أول يوليو الماضى، ولما سألناهم عن الشهور السابقة أخبرونا أنها راحت علينا لتأخرنا فى الإجراءات.
أما الشهيد "أحمد شريف محمد محيى الدين راضى عمره 19 عاما من قرية الإشراف القبلية التابعة دائرة قسم شرطة قنا "طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية " فقد تلقى طعنتين فى صدره من قناصة فى جمعة الغضب 28فبراير توفى بعدها بأربع ساعات متأثرا بها، ويروى أحد أقاربه أنه كان ثورجيا حتى فى البيت يحب السياسة والعمل التطوعى، وكانت علاقته بربه طيبة، وطالبوا المحافظ بقنا بأن يتم أطلاق أسماء الشهداء على الميادين والشوارع، كما طالبوا بسرعة محاكمة رجال الداخلية وفلول والنظام السابق الذين قتلوا الشهداء.
أسرة شهيد ملوى ترفض الاحتفالات
فى مدينة ملوى التقينا أسرة شهيد ملوى حيث رفضت أسرة الشهيد على حسن زهران (شهيد ملوى ) تصريحات المجلس العسكرى و اعضاء مجلس الشعب الخاصة باقامة احتفالات يوم 25 يناير للاحتفال بعيد الثورة , وأكدت أن الثورة مازالت مستمرة حتى يتم القصاص من قتلة الشهداء .
وأكدت والدة الشهيد على حسن زهران أن اسماعيل ابنها ذهب لميدان التحرير لإرجاع حق شقيقه الشهيد على الذى استشهد وترك وراءه عائلة كاملة كان هو عائلها الوحيد مكونة من ابنائه الثلاثة الذين لا يتعدى اكبرهم 5 سنوات وشقيقتيه وشقيقه , واضافت انا شجعت اسماعيل على الذهاب لميدان التحرير ليس لتحقيق اى مطالب فئوية سوى الاخذ بالثأر من الذين قتلوا ابنى , وحرمونى من رؤيته طوال سنوات عمرى الباقية , مشيرة الى انها قبلت دعوتى المحافظ ورئيس الوحدة المحلية بملوى لحضور احتفالات الذكرى الاولى للثورة المصرية ولكنها لا تعتبرها احتفالات وانما تكريما لشهداء الثورة .الذين ضحوا بأغلى ما يملكون فى سبيل رفعة الوطن .
كما طالبت باطلاق اسم الشهيد على حسن زهران على كوبرى ملوى العلوى على النيل لانه تسبب فى عدد من الأضرار لابنها حيث سحبت قطعة ارض كان يملكها من أجود الأراضى الزراعية ضمن القطع التى تم سحبها لانشاء الكوبرى عليها , و توقفت المعدية الخاصة به والتى كانت تدر دخلا على اولاده بسبب بناء الكوبرى , كما طالبت بتخصيص قطعة الارض التى كان الشهيد يضع يده عليها فى قرية تونة الجبل بملوى خاصة انه خسر فيها تحويشة عمره بعد ان قام احد اتباع النظام القديم البائد من المحافظين السابقين بازالة مشروعه الذى استدان ليقيمه عليها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.