الدكتور أكرم الشاعر، عضو مجلس الشعب أبكى مصر كلها لإصابة نجله – شفاه الله – إبان ثورة 25 يناير، وذلك بعباراته المؤثرة جدًا التى مست القلوب، وأدمعت العيون، وهزت مشاعر كل صاحب قلب، وكل أب وأم. لكن للأسف الشديد الدكتور الشاعر يتخذ الآن موقفًا مغايرًا وبعض نواب بورسعيد وذلك بالوقوف ضد اللوائح المنظمة فى لعبة كرة القدم، وبتحدى مشاعر الآباء والأمهات الذين ذهب ابناؤهم إلى ملعب كرة القدم وهم يحملون أعلام ناديهم لتشجيع اللاعبين فإذا بهم يعودون ملفوفين فى هذه الأعلام، وبدلاً من أن يعودوا إلى بيوتهم، تسلم الأهل والأحباب جثثهم من المشرحة! ولا أعرف .. هل الدكتور أكرم الشاعر الذى ينتمى لحزب الحرية والعدالة، الذى نال الأغلبية فى البرلمان يدرك ما يتخذه من قرارات وأقوال وأفعال، وعما إذا كان هذا يرضى الخالق، أم أنه يبحث عن رضاء جماهير الكرة فى المدينة الباسلة، التى نحترم تاريخها ونقدره، بل ونقدر أسر شهدائها الذين ضحوا بابنائهم فى سبيل تحرر مصر وحمايتها من أى عدوان خارجى، وخاصة العدوان الثلاثى فى 1956 . أعتقد أن الدكتور الشاعر، يبحث عن أصوات الناخبين ورضاء المتشنجين والمتعصبين فى ملاعب كرة القدم، وتناسى دموعه التى أبكتنا وهو يتحدث عن شهداء ثورة 25 يناير، وبات الآن يبحث عن رضاء " الجرين إيجلز " وليس عن رضاء الحق والعدل الذى حرم قتل النفس إلا بالحق. وتناسى سيادته أن ما حدث كاد يؤدى إلى فتنة وفساد فى الأرض لولا بعض العقلاء وفى مقدمتهم أسر الشهداء ومسئولى الأهلى وأصدقاء الأرواح البريئة التى أزهقت بلا أى ذنب سوى إنها تبحث عن المتعة الحلال، عن الفرحة فى ملاعب كرة القدم، لكنها عادت فى نعوش طائرة من بورسعيد . وتناسى من ينتمى إلى التيار الإسلامى الذى نحترم تاريخه الجهادى من أجل أن يتم تحكيم الإسلام فيهم وليس الحكم بالإسلام، أن عقاب المفسدين فى الأرض أن يقتلوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ويستعجل سيادته وبعض نواب بورسعيد الإفراج عن الأبرياء، وكأنهم يملكون دليلا على براءة هذا الشخص أو ذاك، وكأن "موضة" التدخل فى شئون القضاء انتقلت من أمريكا إلى نواب بورسعيد. وحزنت جدًا حين تابعت الجمعية العمومية للنادى البورسعيدى وبعضهم يهدد رئيس الأهلى بفتح ملفات الفساد فى الأهرام ما لم يتوقف عن الضغط لمعاقبة المصرى، وكأن محاربة الفساد أو فتح ملف ما يتم المقايضة عليه، وتلك كارثة أصابتنى بالإحباط الشديد والأسف على أن فتح الملفات يكون بمقابل السهو أو تناسى ملف قتلى أبرياء !! ولا أذيع سرًا حين أقول إن مسئول الإعلام فى حزب الحرية والعدالة، طلب منى قبل أسابيع إرسال كاميرا من "مودرن سبورت" لتغطية زيارات الوفود التى تطالب برفع الحظر عن بورسعيد، فأكدت له أن هذا الأمر لم يأت أوانه، وأن الجميع سوف يسارع بتبنى تلك الدعوة فور الإعلان عن إحالة المتهمين بقتل الأبرياء إلى محكمة الجنايات، ولذا فأننى أربأ بالدكتور الشاعر، والتيار الإسلامى فى بورسعيد، ومصر كلها أن تقع فى فخ الوقوف ضد العدل والقصاص، وأرفض أن يتبنى الدكتور أكرم الشاعر الذى لازالت دموعه ذكرى فى كل بيت على "إصابة ابنه" وليس "موته" أن يراعى مشاعر الأسر المكلومة والزوجات الأرامل والأباء والأمهات الذين عاشوا من أجل الفرحة بأبنائهم فإذا بهم يودعونهم إلى قبورهم. عيب يا دكتور أكرم أن تبحث عن رضاء أصحاب الأصوات الانتخابية ولا تبحث عن رضاء الله، وأن تذرف الدموع على ابنك المصاب .. وتتناسى دموع أسر الضحايا، عيب أن نتحدث عن منع المصرى من العقاب .. وأن تهدد حسن حمدى، بفتح ملفات الفساد لأنه يضغط لعقاب النادى الذى وقعت على ملاعبه تلك الجريمة البشعة . كنت أتمنى أن تكون ونواب بورسعيد، ضد الفساد والمفسدين بلا أى مقايضة لأننا نأمل خيرا فى التيار الإسلامى، وكن صادقا مع نفسك .. حتى لا نشكك فى دموعك على شاشات التليفزيون فى البرلمان .. لأننى لا أعرف لماذا أتذكر الآن "دموع التماسيح " .