الليل القلق
يصفع راحتي
يقلب ما يردم في زخم النهار
أقفل عيناي
أتذكر أكثر
أخاف أكثر
أختنق أكثر
في صدري
تضمر حويصلات رئتاي
يموج مضطرباً نبضي
لو دفئاً يروضه
لو لمحة من وجه أمي
لو تسبيحات جدتي
لو قصة تقرأ لي
فيها أنساني
لكنها
المدفئة تنفث (...)
جبين مساء محموم
أصابعه واهنه
أقدامه يرهقها الوقوف
ببرد مرتعدِ المفاصل
برئتين الخوف أكسجينها
بضباب ينسدل على وضوحه
لا أثر لخطى على الطريق
لا صوت سوى اضطراب أنفاسٍ
طرقٌ على صلب حديد
و صرير وحشة قادم من بعيد
على الرصيف يغفو انتظار
يستيقظ (...)
الزرقة المندلقة عالياً
و حزمة ضوءٍ عمودي كثيف
يربك الهدوء
صوت نداء لوطنٍ
يصرّ أن يضع أصابعه العريضة
في عمق آذنيه
كيما يصحو
من طويل سباته
رغم ألا
أطفال في هذا الحي المهجور
إلا أن رائحة عذوبةٍ
تفوح في كلِّ شبرٍ فيه
على مقربة من كلِّ (...)
الجبين المسند بهالة الضوء
و أنفاس اللهفة المرتدة في فسحة فراغٍ ضئيل
كلُّ الحواس شواهد
أتماسك أقصى ما يمكن
كيما يفلتُ العطر من دمي
لي أن أبقى كما يريد النصل
لا كما يريد دمي
الكلام المتراكم يتلاشى في فمي
الكبرياء الباسق
بلحظةٍ
يذوي (...)