الزرقة المندلقة عالياً و حزمة ضوءٍ عمودي كثيف يربك الهدوء صوت نداء لوطنٍ يصرّ أن يضع أصابعه العريضة في عمق آذنيه كيما يصحو من طويل سباته رغم ألا أطفال في هذا الحي المهجور إلا أن رائحة عذوبةٍ تفوح في كلِّ شبرٍ فيه على مقربة من كلِّ هذا بكاء خجول بالكاد تسمع هشهشاته والبيوت الجرداء لم تسلم من قُبلات الضوء مقتحمة الثقوب و رقص أجنحة العصافير و أغنياتها يلون رمادي الجدران كما لو كانت جنة على الأرض في زخم هذا الجمال و سيارة مركونة بجانب الرصيف القريب عينا نافدة تسترق النظر بالداخل جسد يخفق قلبه موسيقى ملقٍ على مخملِ الكرسي برأسٍ محني بإتجاه دفء المكان خائر القوى مستسلم أمام ازدحام الجمال ...