.أحمل علي كتفَيّ من الذنب ما يكفي لإطعام الطير لسبعٍ قادمات،سبعٍ عجاف كأيامٍ أقترفها في حق قلبٍ أحبني فهجرته يمتد الذنب من قلبي ويلتف حول رقبتي حبلاً أغزل عقدته بإحكام وصبر يومي ،أمرر طرفه عبر الخطاف الحديدي في السقف وأتاكد من متانته كي يصبح .الأمر سهلاً وسريعًا حين أقررذات صباح مثالي ملئ بزقزقات العصافير أن أشده فجأة باب شقة وحيد مهجور لا أفتحه أبدا ،كي لايزعج صرير المفصلات الصدئة قلباً آخر...باب وحيد مهجور اتخذت منه العنكبوت مسكناً وغزلت عليه من ردائها الهش ماظنت انه قد يواري سؤة الهجر ،واتخذت العصافير الصغيرةإلي جواره .عشًا “لاتحزن إن الله معنا” ...والعصافيروالعناكب و الشجر العجوز وكلاب الشارع معنا العصافيرالصغيرةالمتطفلة قررت أن تتّخذالقلب موطنا،عشرات العصافيرتسكن صدري كي تفضح كل ما فيه،العصافيرلاتكف عن الزقزقةوالحكي،تحمل أصواتهم جميعا “كل الأصوات التي طالما كرهتها وكرهتك تخرج الآن من هنا من صدرك أنت كي تفضح خوفك اليومي لكل عابر”،مكانها داخل صدري يسمح لها برؤية كل شئ ، خوفي من السيارات الساعية ،الضوء الذي لا يكف عن السطوع في عينيّ ليصيب القلب بالعمي، الكلاب السوداء التي تملأ شوارع المعادي المظلمة ولا تكف عن النباح ، الأشجار العجوز التي تآمرت مع عصافيرها فأرسلتها من الأغصان إلي القلب مباشرة..كلما اطمأن ظهري لجذع حنون واستندتُ إليه تحرك مبتعدا ...كأشجار أرض اليمامة أشجار أرضي ، لكني لست (زرقاء) لأعترف أن الأشجار هنا أيضا تقترف فعل الحركة صوت العصافير يعلو أكثر كلما تسلل أحدهم إلي الشقة.. أسمع صوت تمزق خيط العنكبوت فأعطي الباب ظهري و أقبض علي الكوب الأزرق الساخن وأرفع صوت التلفاز كي لا أسمع صوت الخطوات المنتظمة المتسللة خلف كتفي،يعلو صوت العصافير فأضحك كي أخيفها لكن... أخاف ،يسقط الكوب الازرق من يدي المرتعشة، ترتعب العصافير و يعلو صوتها فأرفع صوت التلفاز واضحك بصوت أعلي .أري ظل خطوته المرتابة يقترب من ظلي علي الحائط فأضحك و أستمر في تجاهله،يتراجع أخيرًا إلي المطبخ يثير ضجيجًاخافتا لا يصدر سوي عن فأر، وأخيرًا يخرج –أقوم الي المطبخ ،لقد سرق كوبي الأزرق الذي يعلم كم احبه .لا بأس فقد سرق أكوابي كلها،أخذ السكاكين القديمة كلها و ترك سكينا واحدا لامعا لا أعرفه،صوت العصافير يعلو و يمزقني،العصافير تفضح أمري دائما ،سيأتي غداً لينتقم،أقرر أن أنتهي منها هنا،اغمص عيني وبضربة واحدة سريعة اغرس سكينا لامعا لا اعرفه في صدري كي أفتحه وأحررهم جميعا ... الأسود ينتشر وأنا أخاف الأسود ..والخطوات المنتظمة..و صوت العصافير