الرئيس السابق حسنى مبارك رأى يارون فريدمان الكاتب الإسرائيلي بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن شباب الثورة فى مصر وشباب الإخوان المسلمون لا يعلمون شىء عن المساهمة الضخمة التى قام بها الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك من أجل بلادهم، فهم لا يسامحونه على علاقاته مع إسرائيل، وعلى ثروته الهائلة وسيستمروا فى المطالبة بالانتقام منه. وطرح الكاتب الإسرائيلى فى مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت نشرته على موقعها الالكترونى بالعبرية والذى حمل عنوان " مصر مازالت تبحث عن الانتقام" ، سؤالا هو لماذا ثارت عاصفة فى مصر رغم أنه تم الحكم على مبارك بالسجن المؤبد بتهمة قتل المتظاهرين ؟. وأضاف الكاتب الإسرائيلى أن حالة "الكراهية" لمبارك ليست بظاهرة جديدة فى مصر، كذلك أيضا جميع التهم بالفساد والعمل مع إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية، ولكن عملية تصفيته ماديا دائما كانت سمة التيار الإسلامى ، مشيرا إلى أنه فى عام 1995 تعرض لمحاولة اغتيال بمبادرة من منظمة الجهاد. وأشار إلى أن هنا يجب أن نذكر أيضا أن الرئيس السابق أنور السادات قتل على أيدى منظمة الجهاد فى عام 1981. وأوضح الكاتب الإسرائيلى أن الربيع العربى سمح للإخوان المسلمون الأكثر اعتدالا من جماعة الجهاد فى المطالبة بتصفية مبارك "وفقا للقانون". مشيرا إلى أن هذا المطلب لا يمثل سوى وسيلة لزيادة شعبية الجماعة الإخوانية ، موضحا أنه من المفترض أنه فى حالة انتخاب المرشح الإخوانى للرئاسة المصرية دكتور محمد مرسى، فأنه سيطلب من مساعديه إعادة محاكمة مبارك. وأضاف الكاتب الإسرائيلى أن شباب الثورة وشباب الإخوان المسلمين متأثرين بالأحداث الجارية، ولا يعلمون شيئا عن المساهمة التاريخية التى قام بها مبارك إلى مصر، فهم لم يكن قد جاءوا إلى الحياة عندما قام مبارك بإعادة تجهيز سلاح الجو المصرى بعد حرب النكسة. كما أنهم لا يعرفون أن مبارك كان قائدا لسلاح الجو المصرى فى أكثر الحروب نجاحا فى تاريخ مصر وهى حرب أكتوبر 1973 ، كما أنهم لا يعرفون كيف كان وضع الاقتصاد المصرى وقت اعتلاء مبارك إلى سدة الحكم. واستخدم الكاتب الإسرائيلى مصطلح (الذاكرة التاريخية الاختيارية ) ليوضح به أن شباب الثورة فى مصر لايتذكرون سوى السلبيات التى قام بها مبارك والمتمثلة فى تأييده لاتفاق السلام مع إسرائيل، وإصراره فى المحافظة على هذا الاتفاق رغم جميع الضغوط التى كانت تمارس عليه من قبل العالم العربى، وعلى ذلك لن يسامحه الشعب المصرى، وأيضا الثروة الهائلة لعائلة مبارك مقابل الفقر الذى أصاب معظم المواطنين وأصبح من الصعب القضاء عليه. وأوضح الكاتب الإسرائيلى أن قرار المحكمة اليوم بسجن مبارك بالمؤبد يمثل محورا مركزيا فى الجدل الحالى على مستقبل مصر والمتمثل فى عدة أسئلة وهى هل سيكون لمصر قانون أو ستسير وفقا للشريعة الإسلامية؟ وهل سيسيطر على مصر الإخوان المسلمون أو قادة الجيش؟، أما السؤال الرئيسى - على حد وصف الكاتب الإسرائيلى - هل الثورة المصرية نجحت أم فشلت؟، موضحا أن المستقبل سيظهر الحق. وتساءل الكاتب الإسرائيلى أيضا هل الثورة التى بدأت ككفاح عادل ستؤدى إلى الفوضى والثيوقراطية أم إلى الديمقراطية ؟ وأضاف يارون فريدمان أن المطلب بإعدام مبارك سيستمر وسيتعاظم، لأنه جزء من الزيت الذى أشعل ثورة 25 يناير. وأختتم الكاتب الإسرائيلى مقاله بالقول أن أعمال الشغب التى شهدتها قاعة المحكمة اليوم عقب النطق بالحكم على مبارك يشير إلى أن الشارع المصرى فى حاجة إلى وقف غريزة الانتقام. وأشار إلى أنه لايوجد شك أن الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة المصرية ستدفع بالمرشحين على منصب رئيس مصر استغلال هذا الشعور ولكن بمزيد من الحكمة.