زعم محلل الشئون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت "يارون فريدمان" أن الثورات العربية التي بدأت في 2011 حققت أهداف حركة الإخوان المسلمين في إسقاط الأنظمة العلمانية الفاسدة، لكن الحركة لن تقدم على تنفيذ الشق الجهادي على المدى القريب إلا بعد آسلمة المجتمع وخلق الظروف المناسبة للقيام بذلك. وتوقع الكاتب أن يستغرق ذلك فترة زمنية كبيرة قد تصل لمائة عام، زاعماً أن الرئيس مرسي سينصاع للشروط الأمريكية والتي فحواها أن إلغاء اتفاقية السلام وتطبيق الشريعة بدلاً من الديمقراطية سيؤدي إلى "إغلاق الحنفية" وإنهاء المساعدات الاقتصادية التي تحتاج إليها مصر بشدة خلال المرحلة الحالية. وأضاف فريدمان أن الإخوان المسلمين هي حركة نشأت في قرى مصر في أواخر عقد العشرينيات، ومنذ ذلك الحين وهي تسعى لإعادة المجتمع للقيم الإسلامية، مشيراً إلى أن الحركة لن تسعى للجهاد والقضاء على إسرائيل ومحاربة الغرب إلا عندما تصبح الظروف مواتية. وتابع الكاتب الإسرائيلي أن الظروف ليست مواتية الآن للإخوان المسلمين لبدء المرحلة الثانية، وهي الجهاد، معللاً ذلك بأن الوضع في سوريا لا يبشر بنهاية الصراع، كما أن المؤشرات في ليبيا تؤكد أن العلمانيين خرجوا ظافرين بالنصر في الانتخابات، وفي الأردن أعلن الإخوان المسلمين عن مقاطعة الانتخابات، وفي مصر خضع رئيس مصر، الدكتور محمد مرسي، رجل الإخوان المسلمين، لضغوط الجيش والمحكمة الدستورية فيما يتعلق بقرار حل البرلمان. وزعم فريدمان أن الرئيس المنتخب محمد مرسي، ممثل الإخوان المسلمين، مكتوف الأيدي بسبب الصيغة الأمريكية المعروفة، والتي فحواها أن إلغاء اتفاقية السلام وتطبيق الشريعة بدلاً من الديمقراطية سيؤدي إلى "إغلاق الحنفية" وإنهاء المساعدات الاقتصادية التي تحتاج إليها مصر بشدة خلال المرحلة الحالية. وأضاف الكاتب أن اختيار الرئيس مرسي للسعودية كمحطة لزيارته الأولى للخارج يثبت أنه لا يعتزم على المدى القصير خيانة الإخوان المسلمين في سوريا وطلب المساعدة من إيران. وفيما يتعلق بالعلاقات بين الرئيس مرسي وإسرائيل، رأى الكاتب أن الجهاد سيأتي لا محالة لكنه لن يأتي إلا بعد أسلمة المجتمع وخلق الظروف المناسبة، مرجحاً أن هذه المسيرة قد تستغرق عشر سنوات، وربما مائة عام.