قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن الإخوان المسلمين لديهم استعداد للتحالف مع الشيطان لتحقيق هدفهم، وبعد ذلك سيقلبون الأمور رأساً على عقب. ورأت أن رئيس مصر المنتخب "محمد مرسي" ينتظره محيط عميق من المشاكل في أرض النيل، زاعمة أن حل مرسي لمشاكل الفقر مرهون بمساعدات الغرب والولاياتالمتحدة التي تتوقف بالضرورة على اعتدال الرئيس ومرونته. وقال الكاتب الإسرائيلي "رؤوفين بركان" إن الرئيس الجديد لمصر، د. محمد مرسي، رجل الإخوان المسلمين تسلم في يده محيطا عميقا من المشاكل، بدءاً بالملايين من أنصاره الذين يعيشون في أكشاك من الكرتون والصفيح في المقابر، ومروراً بإشكالية تشكيل الحكومة وتسوية أموره مع الجيش وشباب الثورة، وانتهاء بالسعي لتطبيق أيديولوجية الإخوان المسلمين. وأضاف بركان أن الرئيس مرسي يحتاج مساعدة الغرب، مشيراً إلى أن هذه المساعدات مشروطة باعتداله لأن الإيرادات من السياحة ضرورية، علماً بأن السائح الغربي يبتعد عن الدول الأصولية، كما أن مساعدة الولاياتالمتحدة مرهونة بالحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل. وتابع الكاتب أن الرئيس مرسي في خضم كل هذا يتعين عليه تشكيل حكومة وتسوية أموره مع الجيش المتشدد والشباب المتحمسين، مشيراً إلى أنه في المرحلة الحالية يمكن اتهام النظام السابق بكل المشاكل، لكن بمرور الوقت ستوجه أصابع الاتهام إلى النظام الجديد. وقال الكاتب: منذ تأسيس الدولة الإسلامية في مصر بواسطة عمرو بن العاص لم تحكم أرض النيل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، إلا أن الانتخابات الأخيرة أعادت مصر لأيدي الإسلام "الإخوان المسلمين والسلفيين". وأضاف الكاتب أن مرسي فتح مصر مرة ثانية، مدججاً بتراث "أمكر العرب" عمرو بن العاص، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر لمرسي الآن هو إنقاذ مصر وهي المهمة التي لا يمكن فعلها إلا بمساعدة أعداء أيديولوجية الإخوان المسلمين "دول الغرب". وزعم الكاتب الإسرائيلي أن كراهية اليهود تعد بالنسبة للإخوان المسلمين مُبَرِراً لإخفاقات الإسلام ومادة مشتعلة دائمة لتأجيج خواطر العامة في الشوارع، مشيراً إلى أن الحركة توزع منذ سنوات طويلة الكتاب المعادي لليهود "بروتوكولات حكماء صهيون" الذي يرجع نجاح اليهود إلى مؤامرة عالمية. وأضاف الكاتب أن الإخوان المسلمين مثل حركة حماس الفلسطينية يرفضون الديمقراطية الغربية في الانتخابات، لكنهم رغم ذلك استخدموا الانتخابات الديمقراطية في مصر كسلم للصعود إلى سدة الحكم، زاعماً أن الإخوان سيحرقون هذا السلم بعد صعودهم. وتابع الكاتب أن مرسي سينشغل الآن بالعديد من المهام الجسيمة وعلى رأسها إعادة بناء الاقتصاد، وإعادة الاستثمارات الأجنبية، والنهوض بالسياحة، وزيادة الدخل من قناة السويس، والاهتمام بالنساء والأقباط وحل المشكلات الخارجية والأمنية، مشيراً إلى أن حل كل هذه المشاكل سيدفع الإخوان المسلمين للتحالف مع الغرب والولاياتالمتحدة. وتساءل الكاتب: هل ستغير حركة الإخوان المسلمين جلدها وأفكارها؟ هل ستؤدي الظروف الاضطرارية إلى طفرة جوهرية في الإسلام الراديكالي بمدرسة الإخوان المسلمين؟ كيف سيواجه الإخوان المسلمين حقيقة أن الحفاظ على السلام مع إسرائيل هي اعتراف إسلامي أيديولوجي غير مسبوق بالكيان الصهيوني؟ إلى أي مدى ستحاول الولاياتالمتحدة والغرب استغلال نفوذهم على الإخوان المسلمين لتحسين مواقفهم حيال إسرائيل؟ وأجاب الكاتب الإسرائيلي أن معظم هذه الأسئلة ستظل مطروحة والزمن فقط هو الذي سيجيب عنها، لكنه في الوقت ذاته زعم بأن معظم الإجابات موجودة في التراث الإسلامي، متوقعاً عدم حدوث أي تغيير في فكر الإخوان المسلمين، وأن الحركة ستحاول انتهاج توجه براجماتي فيما يتعلق بالعلاقة مع "الكفار" حتى تتحقق المصلحة القومية، مشيراً إلى أنه بعد تحقيق المصلحة والهدف ستأتي مرحلة انتهاك الاتفاقيات بشكل أحادي الجانب وتوجيه ضربة حاسمة ومفاجئة للعدو من أجل الإجهاز عليه. وزعم الكاتب أن الإخوان سيفعلون أي شئ من أجل النصر، بما في ذلك التحالف مع الشيطان، وعندما يستشعرون قوتهم سيقلبون الطاولة رأساً على عقب.