علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى افتتاحيتها على فوز حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى الانتخابات العامة، بما يمنحها ولاية ثالثة وإن كان حزبها الديمقراطى المسيحى لم يحقق أغلبية مطلقة. وقالت الصحيفة تحت عنوان "عصر ميركل" إن الرسالة التى بعث بها الناخبون الألمان كانت توصية لمستشارته التى تصنع لها صورة بأنها أم للبلاد بالإبقاء على السيطرة المشددة، وذلك بعدما نجحت فى تحقيق انتصار شخصى مذهل فى الانتخابات التى عززت زعمها الذى لا يمكن تحديه بأنها الزعيمة السياسية المهيمنة فى أوروبا التى مزقتها الازمة الاقتصادية الحديثة. فمنذ أن ضربت الأزمة المالية الاقتصاد العالمى عام 2008، أطاح الناخبون الأوروبيون بحكومة تلو الأخرى سواء كانت من اليسار أو اليمين أو الوسط. إلا أن ميركل وحزبها المنتمى ليمين الوسط قد خالفوا الاتجاه ليس مرة واحدة بل مرتين. فقد تم انتخابها لأول مرة عام 2005، وشكلت ائتلافا أطاح بيسار الوسط. وفى عام 2009، تشبثت بالسلطة حتى بالرغم من تراجع التصويت، وشكلت ائتلافا مع حزب ليبرالى. والآن وبعد أربعة أعوام، لم تتشبث كثيرا بالسلطة مثلما حدث فى عام 2009، كما زادت قبضتها عليها بشكل هائل. وأيا كانت الحصة النهائية من الأصوات والمقاعد، فإن الانتخابات كانت بمثابة تأييد هائل لميركل. ورأت الصحيفة أن الألمان قد منحوا ميركل تفويضا قويا لحكم بلادهم، إلا ان الطريق التى تستخدم بها قوتها الجديدة ستؤثر ليس فقط على ألمانيا رغم أهمية ذلك، لكنها ستؤثر على أوروبا كلها، وهذا هو عصر ميركل.