ولئن مضت سفنُ الزّمان بنا فغدًا ستعرفُ أنَّ في كلماتي معنىً وفِكَر فأبعد الشّكوك عنّي ولا تهدني قلادة المشانق ولا تُسقني كؤوسَ الغدر ولا ترمني بالحجر والصّخر فهلّا عرفتٓ معنى الألم ! قبل أن تصلبني ودون أن تشعرَ بالنّدم ! أنا يا سيّدي حروفي كلّها ساكنة إذا ما تحركتْ ستدمي القلمْ والجارُ و المجرور فيَّ طوفانٌ يغرقني من رأسي و حتى القدمْ فلا ترمني بالجمر ولا تسكب عليّ بقايا خمر فأنا يا سيّدي من لحمٍ ودم في عشقك ثارت ثائرةُ بركاني فلا تخذلني بماضي الجراح ودعها في سباتٍ كي تنمْ فلا تُعد حروفي للسّكونْ بعد أن اخضرت وتحررت وأخرجتها من غياهبِ السّجونْ ولُغتي في الحبّ فلا تدفنها الحُفَر بعد أن أحييتها من العدم وفي أخاديد نار الجفاء فلا تسكبْ عليها زيتَ الضّرمْ خذلتني أقداري وأنفسٌ لم تزل وشبحُ الموتِ يلاحقني وأكفانُ الرّدى تنتظرني صبحًا ..مساءً وربّما في السّحر ولعلّها عندما تهدأ العيونْ فقد ينتشلني عنكَ القدر فكم أخافُ مفأجأته وأخافُ سكاكين نوبات الألمْ وفي غموضِ نفقِ الإلتياع وحسرة الاشتياق وشبح حَبّ ٍ أماتهُ الضّياع يدّقُ عندها ناقوسُ الخطرْ وأجراسُ كنائسِ الحصونْ مدويةً تعلنُ انتهاء نزول المطر وتسيطرُ عليها كوابيس العتمْ وخفايا ما وراء الظُّلم وفي أحلكِ الليالي وعند غياب الأقمار تُعلنُ الأحضانُ ساعة الإحتضار فلا تسقنى كأسَ المرُّ الأمر ولاتُطعمني بعد الوفاء كأسَ الإنهيار فمنك أعلنتُ الحذر فلا تحل ابتساماتي لون النّياح ولا تطحني في طاحونة القدر فأنا ياسيّد العاتيات مثلك بشر **قصيدةُ نثر