القاهرة وكالات: أثار خبر القبض على رجل الأعمال «صلاح دياب»، مؤسس جريدة المصري اليوم، ونجله «توفيق دياب»، الكثير من الجدل على مواقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» و»تويتر»، ودشن رواد موقع التواصل الاجتماعى» تويتر»، هاشتاغا يحمل اسم «صلاح دياب، الذي أصبح الأعلى تداولا خلال دقائق من تدشينه، كما علق عدد من النشطاء على الموقع، وقال عصام الإسلامبولي، الفقيه الدستوري، إن «تصفية المتهم معنويا ونشر صورته وتوزيعها على وسائل الإعلام قبل أن تثبت إدانته تعد جريمة كبرى، فضلا عن أن نشر صوره في الصحف تعد عقوبة إضافية ذات مردود عكسي وأثر سلبي في التشهير بالمتهم»، حيث إن القانون سكت عنها، لم يقرها أو يمنعها، موضحا أن مثل هذه الصور تعد «سرا من أسرار التحقيق التي لا يجوز الكشف عنها». ولفت الفقيه الدستوري إلى، أنه يحق للمتهم المطالبة بالتعويض في حال ثبوت وقوع الأضرار النفسية والمادية عليه جراء نشر صورته، خاصةً أن هذه الأضرار لا تتعلق بشخصه فقط، بل تمتد لجميع أفراد أسرته. اساب سياسية وأشارت تقارير صحافية إلى ان انزعاج النظام في مصر من جريدة «المصري اليوم» مؤخرا ربما سرع من اتخاذ الاجراءات ضد صلاح دياب، وهو ما يفسر عدم إلقاء القبض على محمود الجمال صهر جمال مبار ك، رغم أنه متهم في القضية نفسها وصدر قرار مشبه بالتحفظ على اموال قبل يومين. و تنبأ الإعلامي توفيق عكاشة، مالك قناة الفراعين، قبل اسبوع بالقبض على صلاح دياب مالك جريدة «المصري اليوم»، في حلقة من برنامجه المذاع على قناته منذ أسبوع، مهاجما «دياب»، قائلا له: «أقسم بالله لو ما شفتلك حل مع الثوريين الاشتراكيين والإخوان اللي عندك هتتعرض لهجوم شرس وكله بالمستندات». وقد توجهت قوة أمنية كبيرة في تمام الساعة الخامسة فجرا أمس الأحد، إلى فيلا رجل الأعمال صلاح دياب في طريق مصر أسيوط الزراعي وألقت القبض عليه هو ونجله توفيق دياب، وذلك لإتهامهما فى عدد من قضايا الفساد المالي، ويواجه دياب تحقيقات مكثفة واستجوابات من أجهزة الأمن، حول إتهامه بالتربح غير المشروع والإخلال بعقود أرض مدينة «نيو جيزة» فى مدينة 6 أكتوبر، وكانت نيابة الأموال العامة العليا أمرت باستعجال تقارير لجنة الفحص المشكلة بقرار من النيابة، والتي تم تشكيلها من خبراء وأساتذة الجامعات لفحص أوراق مخالفات تخصيص أراض لرجل الأعمال صلاح دياب وآخرين فى عام 2007، وكشفت التحقيقات عن حصول رجل الأعمال صلاح دياب ومحمود الجمال و15 آخرين من شركائهم في شركتي «صن ست هيلز» و«نيو جيزة» بالتربح والإضرار بالمال العام، والتي تضمنت ارتكابهم مخالفات قانونية في تخصيص مشروع أرض «نيو جيزة» في طريق الإسكندرية الصحراوي. تربح غير مشروع وأكدت التحقيقات أن نيابة الأموال العامة برئاسة المستشار أحمد البحراوي، المحامي العام الأول، أرسلت طلبا إلى النائب العام للموافقة على إصدار قرار بالتحفظ على أموال عدد من رجال الأعمال، وذلك إثر اتهامهم بالتربح غير المشروع والإخلال بعقود أرض مدينة «نيو جيزة» بمدينة 6 أكتوبر، وشرائهم أرض المشروع بأقل من السعر المقرر لهما واستغلالها في بناء مشروع سكني مخالف للعقود، وهى القضية المقدم بها بلاغات لنيابة الأموال العامة عام2013، وحصل «دياب» على 976 فدانا عن طريق مزاد علنى عام 2007، وحصل على 524 فدانا آخرين بهدف مشروع آخر عام 1996، وكانت الجهات المسؤولة حددت فترة زمنية يتم خلالها تنفيذ المشروع المقرر له حصوله على الأرض، وأن مخالفته للفترة المحددة لإنشاء المشروع والانتهاء منه، وضمها لمشروع آخر مخالفا للقانون، ويعتبر تربحا بطريقة غير مشروعة، وإهدارا لأموال الدولة. وأوضحت أن النيابة استندت في تحقيقاتها للتقارير المقدمة من عدد من الجهات الرقابية، والتي أكدت صحة الإتهامات المذكورة في البلاغ المقدم ضد المتهمين، موضحة أن المحامي العام الأول طالب النائب العام بتشكيل لجنة خبراء فنية من وزارة العدل لتحديد قيمة الأرض وتقييم نسبة المخالفات، وقيمة التربح التي استفاد منها المتهمون خلال المدة الزمنية التي لم تنفذ فيها المشروع، والتي وصلت أكثر من احد عشر عاما، والتأكد من قانونية إجراءات المزاد العلني الذي تم عام 2007. وكانت محكمة جنايات القاهرة الدائرة العاشرة، قد حددت جلسة العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لنظر الطعن المقدم من دياب وزوجته ورجل الأعمال محمود الجمال، والد زوجة جمال مبارك نجل الرئيس المعزول، وأكثر من عشر رجال أعمال آخرين على قرار التحفظ على أموالهم. تأثير اقتصادي وقال أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية في تصريحات صحافية له أمس، «إن قرار إلقاء القبض على رجل الأعمال صلاح دياب ونجله خطير للغاية، وأنه سوف يؤثر على الإقتصاد المصري دون أدنى شك، ربنا يستر». وفي أول تعليق له، كشف «صلاح دياب» عن أسباب قرار النائب العام بالتحفظ على أمواله هو وعدد من شركائه، قائلا: «أصل الموضوع شكوى قدمها أحد الأشخاص في عام 2011 بشأن أرض «نيو جيزة»، التابعة للمنطقة الصناعية في محافظة الجيزة، والتي اشتريتها من وزارة الإسكان والتعمير في مزاد علني بسعر 412 جنيها للمتر الواحد، وطالبت الشكوى برد فرق السعر لأرض المشروع»، وأكد «أنه أمر بنشر الخبر في صدر الصفحة الأولى لجريدته «المصري اليوم» الصادرة بتاريخ اليوم، إيمانًا منه بحق القارئ في معرفة الحقيقة حتى ولو كانت تخص مؤسس الجريدة». من هو صلاح دياب صلاح الدين أحمد توفيق دياب، رجل أعمال مصري، ورئيس مجلس إدارة مجموعة بيكو، ومؤسس صحيفة «المصري اليوم»، وهو من أكبر الشركاء التجاريين لإسرائيل في مصر، وتعود جذور عائلة دياب إلي مركز أبو حمص في محافظة البحيرة. ويتمثل نفوذ صلاح دياب في أن عائلته هي المهيمنة تقريباً والمحتكرة بدرجة70٪ لتوكيلات الشركات الأمريكية في مصر، وحسب دليل الأنشطة التجارية الأمريكية في مصر، والصادر عن السفارة الأمريكية في القاهرة، وتستحوذ عائلة دياب على ثلاثة وأربعين توكيلاً لشركة أمريكية، وهو أكبر عدد من التوكيلات تستحوذ عليه عائلة بيزنس في مصر، من بينها توكيلات لشركات بترول مثل «هاليبرتون»، والتي كان يرأسها في وقت أسبق نائب الرئيس الأمريكي «ديك تشيني»، وتوكيلات أخرى لمعدات البناء ومضخات المياه والصرف الصحي ومعدات أجهزة الغطس وحفر آبار البترول وقطع غيار الطائرات وغيرها. وتعتبر عائلة دياب من أكبر العائلات النشطة في الغرفة التجارية الأمريكية، ويعتبر كامل دياب هو عميد العائلة وهو متخصص في الإقتصاد الزراعي، مما دعاه لتأسيس شركة بيكو، ويدير احتكارات شركة «بيكو» صلاح وعلاء دياب، كما دخلت مجموعة «دياب بيكو» في أنشطة أخري مثل السياحة والإعلام، أما عن الجانب الإعلامي لصلاح دياب، فإنه أحد المؤسسين الرئيسيين عام 2004 لأول جريدة مستقلة يومية صحيفة «المصري اليوم».