فجّرت إذاعة لقاء رئيس الجمهورية محمد مرسى مع عدد من رؤساء الأحزاب والقيادات الدينية لبحث ازمة سد النهضة الأثيوبى على الهواء مباشرة، أمس الأول، حالة من الاضطراب فى اوساط دبلوماسية وسيادية، فيما تصيّدت الصحف الصادرة فى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، أمس، هذه التصريحات لكيل الاتهامات للجانب المصرى. وفى الوقت الذى قالت فيه مصادر دبلوماسية افريقية فى القاهرة إن اللقاء يعد «تعبيرا مؤسفا عن نظرة مصر لافريقيا»، ويعبر عن «الاحتقار المصرى الكامن لدول القارة»، قالت الصحف الإثيوبية إن «المصريين يسعون لإثارة الذعر، ونشر الفوضى، ودعم الخيار العسكرى لإلهائنا عن بناء سد النهضة». وأصيب مشاركون فى الاجتماع الذى استضافه رئيس الجمهورية، أمس الأول، بصدمة من بث آرائهم على الهواء مباشرة، دون لفت انتباههم، وهو الشعور الذى لم يبدده الاعتذار الذى تقدمت به مساعد رئيس الجمهورية للشئون السياسية، الدكتورة باكينام الشرقاوى، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك) مساء أمس الأول، حيث كتبت: «أعتذر عن أى حرج غير مقصود لأى من القيادات السياسية التى شاركت فى الحوار الوطنى، لعدم إبلاغهم بأن الاجتماع يبث على الهواء مباشرة». وأوضحت الشرقاوى: «كان مرتبا أن يذاع الاجتماع الوطنى مسجلا.. لكن تقرر لأهمية الموضوع إذاعته على الهواء.. غاب عنى إبلاغ الحضور بهذا التعديل». وفيما أبدى أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، انزعاجه من عدم إبلاغه ببث الحوار على الهواء مباشرة مطالبا ب«محاسبة المسئول»؛ وصف نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور الأمر بأنه «إهمال جسيم». إلى ذلك قال دبلوماسيون مصريون فى الخرطوموأديس أبابا ل«الشروق» ان هذا الاجتماع «كارثة» و«مصيبة كبرى»، مشيرين إلى أن سفارتى مصر فى البلدين «تسعيان لنقل رسالة طمأنة بعد دعوة بعض المشاركين فى الحوار إلى إثارة قلاقل داخلية واستعداء الدول الافريقية بعضها على بعض، وتقديم رشاوى لقيادات سياسية وقبلية، بل واتهام دول افريقية بالعمالة». وأكدت مصادر سيادية أنه «تم ابلاع الرئاسة بحجم الكارثة، وندرس سبل التعامل معها واقعيا، بعيدا عن أى بيانات رسمية لن ترضى احدا». لكن مصادر فى الرئاسة قللت من أهمية القضية وأبدت اندهاشها من ردود الافعال ووصفتها بانها «مبالغ فيها». فى موازاة ذلك ابدت مصادر دبلوماسية اجنبية فى القاهرة اندهاشها من الموقف، مشددة على أن «الامور فى مصر اصبحت تدار بطريقة يصعب تفسيرها، وتبعث على القلق».