بقلم محمد الاسواني خبر من مصدر موثوق به يقول بأن جهاز صنع القرار التابع لنظام مبارك الساقط قد اشاع معلومات تم الترويج لها في الأشهر الماضية بأن الثورة هى فقط في ميدان التحرير ويُفهم من ذلك بأن أى تظاهر خارج الميدان يُعد جريمة ويجب مواجهتها بكل قوة !! والمأساة في هذا الترويج المخابراتى الذى قد تبناه بعض النشطاء من القوى السياسية وهم لا يدرون بأن هذا المشاع قد أصاب الثورة في مقتل والبعض أصبح في قناعاته بأن الثورة كانت في التحرير ويجب أن تبقى في التحرير وأما الحقيقة غير ذلك حيث السر في نجاح الثورة هو إمتداد الثورة إلى جميع شوارع مصر مما ترتب عليه حصار جميع مؤسسات الدولة التى كان يسطر عليها عصابة النظام الساقط مما جعل النظام المجرم يستجيب لمطالب الثوار وفي حينها قد هوى الرئيس المخلوع وعصابته ولكن من بعد أن التقط النظام الفاسد أنفاسه بعد الصدمة الأولى فأصبحوا من القادرين على صناعة البلبلة و أصبحت الحرب معلوماتية لصنع الفوضى بين الثوار ومن ثم بدأ مخطط غايته إفراغ الثورة عن مضمونها الذى يتضمن الإتيان بنظام جديد يكون قادر على محاكمة الفساد والإجرام الذى أحدثه النظام الساقط ولكن بمعاونة بعض رجال المخابرات التابعين لعصابة النهب والسلب و بدعم أمريكى تم الإلتفاف على الثورة المصرية وإدخال شعب مصر في دومات أبعد ما تكون عن الأغراض الرئيسية لثورة الشعب المصرى فبدأوا يسوقون المفاهيم الخاطئة بين الناس التى منها ( بأن المجلس العسكرى هو الجيش والجيش هو المجلس ) وإن الجيش هى المؤسسة الوحيدة الباقية لشعب مصر وفي حقيقة الأمر إنها كانت لعبة قد صدقها عوام الناس وكان المراد من هذه الحيلة هو حماية باقى اللصوص الذين كانوا في أروقة الحكم الفاسد كى يتمكنوا من التستر على الكثير من جرائم النهب وقد ظن البعض بأن المجلس قادر على أن يأمر الجيش لإعتقال شعب مصر فسيستجيب الجيش للأوامر ومن ثم يجب على شعب مصر السمع والطاعة للمجلس العسكرى لأنه هو صاحب السلطة وهذه هى الخديعة الكبرى التى أنست الناس بأن شعب مصر هو صاحب السلطة الوحيدة وهذه السلطة متمثلة في مطالب الثوار والمطالب كانت واضحة ومحددة وإن المتاهات التى أدخلونا فيها بأن الثورة ليس لها رأس أو قيادة تعد من جملة الخديعة كى يسحبون البساط من تحت أقدام الثوار أو في أحسن الظروف يجعلون القوى السياسية تتخبط فيما بينها حول أحقية الزعامة وهكذا أستمر مخطط صناعة المطبات المميتة للثورة وأصحابها من شعب مصر ووجدنا أنفسنا من يأس إلى يأس حيث لا نجد للمسلسل من نهاية فعندما يشعر المواطن بإقتراب الرواية من نهايتها يتضح لنا بأنهم يزيدون علينا في حلقات الحدوته وكلما أراد الشعب أن يتذكر لماذا كانت الثورة ؟! وما هى أسبابها ؟! أو ما هى غاياتنا ؟! نجد هؤلاء المتسلطون وراء الكواليس و من هم في المجلس العسكرى يقومون بإخراج عجلات القطار عن القضبان فهكذا تتعطل مسيرتنا حتى يتمكونوا من صنع الفشل في أعيننا و الإحباط في نفوس الثوار الحقيقين , ، وهل تعلمون السر في نجاح ثورة الفساد ضد شعب مصر ؟! السر يكمن في كونهم يعلمون بأن أصحاب الثورة لا يملكون من الوقود الذى يمكنهم للوصول إلى محطة السلامة لأنهم لم يكونوا في يوم من الأيام ممن تقاسموا النهب والسلب مع من أفسدوا مصر ... وفي نهاية التحذير أقول لشعب مصر بأن نجاح ثورتنا هو يكمن في حصار الفساد في كل مكان فلتكن ثورتنا كما كانت في جميع شوارع مصر وليكن سعينا من نصر إلى نصر بأن نخرس الشائعات المضادة لثورتنا ولنخرس كل من يزور علينا طموح ثورتنا في تحقيق مطالب الناس ( عيش وحرية وعدالة إجتماعية ) ولننتبه بأن الإستكانة في التحرير هو الحصار الذى أرادته عصابة المجرم المخلوع ومن ثم تختنق ثورتنا في سجن إسمه ساحة التحرير !!!!!!