بعد انتشار بيع الأسلحة البيضاء المهربة من جنوب افريقيا الي مصر عن طريق احد اشهر تجار السلاح الذي تمكن من ادخال 250 الف مطوة قرن غزال واستطاع بيعها من الباطن لأربع شركات في منطقة حارة اليهود وهي التي قامت بالترويج لها وتسويقها عن طريق تجار الجملة في حارة اليهود، والذين قاموا بدورهم بعرضها علي زبائنهم الدائمين من الباعة الجائلين الذين ينتشرون علي الأرصفة في المناطق الشعبية وخاصة في منطقة العتبة والموسكي. واستكمالا لاستغلال حالة الفوضي والفراغ الأمني التي تسود البلاد استطاع صاحب أشهر محلات السلاح في مصر، ادخال 250 الف قطعة «اليكترك ستيك» في أكبر شحنة من الصواعق الكهربائية القادمة من الصين بنفس الطريقة السابقة وباستخدام استراتيجية توزيع السلاح الابيض السابقة والتي قام فيها تجار حارة اليهود بلعب دور الوسيط بين الباعة الجائلين والشركات المستوردة التي تعتبر الوجهة الظاهرة للمستورد. ولقت هذه الصواعق الكهربائية رواجا كبيراً بين المواطنين خاصة الفتيات التي أقبلن عليها في ظل غياب الشرطة كنوع من الحماية لهن، رغم حظر تداولها في سوق السلاح الشرعي في مصر، هو ما دفع العديد من المكاتب والمراكز التجارية في حارة اليهود وأبرزها «م. ص» و «ح ف» الي استيراد هذه الصواعق عن طريق بعض شركات الاستيراد والتصدير التي وجدت مصر منفذاً تجارياً لترويج هذه السلع التي تدخل مصر عن طريق ميناء السويس باعتبارها أجهزة كهربائية أو قطع غيار سيارة واجهزة الكترونية، وهناك كميات اخري كبيرة دخلت مصر تهريباً عن طريق الحدود الليبية، وتمكنت قوات الأمن المصري من الكشف عن بعضها، ويوضح «أيمن رمضان» احد العاملين في شركات التصدير أن عملية سقوط شحنات الصواعق او غيرها في المواني، غالباً ما يكون سببها وشاية من أحد المنافسين الذي قد يصل إليه عمل بها او من احد العاملين بالمطار الذي يبلغ عنها بهدف الضرر بزميله، مؤكداً أنه قبل الاتفاق علي الشحنة يكون قد تم ترتيب كيفية دخولها الي مصر من ضمن هذه الترتيبات التنسيق مع أحد العاملين الذي يقوم باستقبال الشحنة في الميناء. وتتنوع وتختلف هذه الصواعق في أشكالها وأسعارها وتتفق في منشأة الصنع الصينية، فيمكن أن تجدها في شكل تليفون محمول او كشاف وتتنوع أحجامها والأسعار تبدأ من 150 جنيها للصاعق الذي تبلغ قوته 250 فولت وبينما الصاعق الذي تبلغ قوته 2000 يصل سعره الي 700 جنيه ويستخدم عن بعد. ووصل الأمر الي تسويق هذه المنتجات الممنوعة علي الانترنت وتحديداً شبكات التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» عن طريق عرض صور لهذه الصواعق واسعارها وأرقام تليفون البائع. كشفت جولة ميدانية ل «الوفد الأسبوعي» في وسط البلد انتشار هذه الصواعق بصورة كبيرة علي الأرصفة في شارع 26 يوليو وطلعت حرب وميدان العتبة والموسكي وشارع الأزهر حتي أصبح المشهد معتاداً بين المارة رغم الصوت المزعج الذي يصدره البائع أثناء تشغيل الصاعق في محاولة منه لجذب انتباه المارة، والغريب أنها تباع دون أي اعتراض من الشرطة.