الحشيش هو أكثر مادة مخدرة، تستخدم في التعاطي في جميع دول العالم حسب تقارير منظمة الصحة العالمية والهيئات العالمية التابعة للأمم المتحدة الخاصة بمكافحة المخدرات، حيث تتم زراعته في العديد من الدول، خاصة المناطق الدافئة وذلك لأنه يحتاج إلي تربة حارة نسبياً. ويستخرج الحشيش من نبات القنب، حيث يتم حصر التقاوي من القنب ويكون لونها أخضر قاتم أو بني فاتح، حيث يتم نقله إلي مكان يسمي بالمضرب والذي تكون جدرانه مغطاة بقماش أبيض اللون ويقوم العمال بوضعه في الغرابيل ذات عيون ضيقة، حيث يظل الحشيش الجيد أعلي الغربال بينما ينزل الحشيش الأقل جودة، ثم يتم كبس الحشيش بمكابس خاصة علي شكل الطربة المعروفة في مصر أو ما يسميها تجار المخدرات ب«الفرش» والتي تزن في بعض الأحيان كيلو جراماً تقريباً. أما ما يتم عصره من بذور الحشيش الطازج يسمي «زيت الحشيش» وهو أغلي أنواع الحشيش، وهناك أنواع أخري من الحشيش والتي يطلق عليها بذور الحشيش. أما عن التأثيرات التي يتوهم متعاطو الحشيش فهي تختلف طبقاً لأسماء الحشيش الذي يتم تداوله في مصر، فهناك أسماء كثيرة اتخذها الحشيش، حيث هناك ما يسمي بحشيش «أوباما» والذي يتوهم المتعاطي أنه يمنح إحساساً بالقدرة علي التحدث والجرأة والشجاعة، أما حشيش ال«s.d.k» فهو الذي يمنح شعوراً بالخمول والهبوط ويسمي أحياناً بالحشيش «الرخم»، كما أطلق بعض التجار علي الحشيش الذي يتميز بجودة أعلي أسماء بعض الفنانين كحشيش «نانسي» و«هيفاء» و«صدام» وهناك حشيش يسمي «إف 16» وحشيش «صرخة أنثي»، أما الحشيش الأقل جودة أو المغشوش فيطلق عليه «الحشيش الفستك». ويتوهم المتعاطون في مصر أن تعاطي مادة الحشيش يمنح تأثيرات بالنشوة والارتقاء ويتغير الإحساس بالوقت والقدرة علي التجاوب مع الآخرين، ويزداد الطلب علي المواد المخدرة خصوصاً الحشيش في المناسبات مثل احتفالات رأس السنة والأفراح الشعبية والأعياد، حيث يتجمع عدد كبير من الأصدقاء الذين يتناولون المخدرات ويقومون بعمل حفلات لتعاطي الحشيش، الغريب في الأمر أن كثيراً ممن يدخنون الحشيش لا يقومون بتدخين السجائر العادية، فيقول «محمد. أ.ش طالب جامعي» إنه لم يدخن سيجارة واحدة طوال حياته، وبالرغم من ذلك يتناول مخدر الحشيش عن طريق الخابور، وهو وضع الحشيش المحترق داخل كوب صغير واستنشاق الدخان الخارج من الكوب، ويضيف قائلاً: إنه يشعر بالسعادة عندما يدخن الحشيش ولا يجد أي فائدة من تدخين السيجارة العادية. ورغم التناقض الشديد في كلام محمد فإنه مقتنع أشد اقتناع بأن مخدر الحشيش ليست له أي أضرار علي صحته بالرغم من إثبات من الأطباء عكس ذلك إذ أكدوا أن تدخين سيجارة واحدة من الحشيش قد تصيب الشخص بأضرار وأخطار جسدية كبيرة ولاشك وأن الأضرار الناجمة عن تعاطيه تتركز في الأضرار الاجتماعية والجسدية والاقتصادية. ومن أهم أضرار الحشيش الجسدية أنه يؤدي إلي تليف في الكبد والتهاب في المخ والقلب وتآكل ملايين الخلايا العصبية وفقدان كرات الدم الحمراء والبيضاء، حيث كثيراً ما يصاب متعاطي المخدرات بعد فترة بفقد النطق أو البصر أو السمع والتركيز. وتتعدد مصادر الحشيش في مصر، فمنه ما تتم زراعته في مصر بجنوب وشمال سيناء والذي يقوم التجار بزراعته ثم حصده وعجنه وبيعه علي هيئة الأشكال الموجودة عند تجار التجزئة، كما أن هناك مصادر أخري لدخول الحشيش إلي مصر عبر الحدود، حيث يتم دخول الحشيش المستورد من الدول الأخري عبر معبر رفح بين الحدود المصرية الإسرائيلية، وكذلك عبر طريق السلوم بين الحدود المصرية الليبية، وعبر طريق حلايب وشلاتين بين الحدود المصرية السودانية. حيث يقوم المهربون وتجار السلاح باستغلال المدقات والطرق التي يعرفونها في إدخال كميات كبيرة من المخدرات والتي تصل إلي عشرات الأطنان ثم تجزئتها ونقلها في سيارات صغيرة لتجد طريقها بعد ذلك إلي تجار التجزئة والموزعين. وبرغم المجهودات التي كانت تقوم بها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في ضبط أطنان المخدرات وحرق المزارع المخدرة، فإن انتشاره في مصر أصبح بشكل مخيف ومنتشر انتشاراً واسعاً وذلك لأن معظم المضبوطات كانت صغيرة، كما أن الإدارة كانت تركز كثيراً علي صغار التجار والموزعين، فإنها خلال ال6 أشهر الماضية استطاعت تطوير مناهجها في محاصرة المخدرات داخل مصر من خلال ضبط الكميات الكبري التي يتم تهريبها، ومن ذلك تم ضبط سيارة نقل محملة بالمواد المخدرة والتي عثر بها علي 83 صندوقاً تحتوي علي مخدر الحشيش الذي وزن نحو 2 طن وذلك بمنطقة برج العرب بالإسكندرية، وأيضاً تم ضبط 4000 طربة حشيش قبل ترويجها بمحافظة القاهرة، والتي وزنت نحو طن ونصف الطن من الحشيش. كما قامت الإدارة العامة بالتركيز علي كبار التجار، حيث تم ضبط عدد كبير من أباطرة العالم السفلي للمواد المخدرة، وذلك بمحافظات الدقهلية والإسماعيلية والقاهرة والإسكندرية، وحرق العديد من زراعات المخدرات بمحافظتي شمال وجنوب سيناء، الأمر الذي أدي إلي اختفاء الحشيش من الأسواق وسبب فزعاً لدي التجار والمتعاطين معاً ودفع الكثير من تجار التجزئة إلي استغلال الموقف في تخزين الحشيش الموجود لديهم وبيعه بأسعار باهظة أو خلطه ببعض المواد الأخري والمواد الكيميائية التي تعطي نفس شعور الحشيش وهو ما ترتب عليه اتجاه المتعاطين إلي الخمور ومخدر البانجو والأقراص المخدرة والتي ارتفعت أيضاً أسعارها. وتتركز تجارة الحشيش في مصر في بعض المناطق الشعبية، وينتشر بين طبقات الشعب المختلفة، الغريب أن الموزعين في تلك المناطق الشعبية هم أشخاص معروفون لجميع المتعاطين، بل إنهم يقومون بتوزيع أرقام هواتفهم المحمولة علي زبائنهم. وينقسم تجار المخدرات إلي عدة أقسام، فمنهم من يسمي ب«الديلر» وهو بائع تجزئة صغير ويقدر عدد من يقوم ببيع الحشيش إليهم 1000 شخص، أما «الدولاب» فهو بائع الجملة الذي يسيطر علي منطقة بأكملها، أما الإمبراطور فهو التاجر الذي يقوم ببيع المواد المخدرة إلي الدوالايب ليقوموا بعد ذلك ببيعها إلي الديلر. وقد اشتهرت عدة مناطق في القاهرة بتجارة المخدرات مثل حي الباطنية الذي احتل مكانة كبيرة في وسائل الإعلام قديماً، أما حديثاً فهناك مناطق كثيرة مثل دار السلام والزاوية الحمراء والطالبية والشرابية والمعتمدية وغيرها.