أكد الدكتورعباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن الزلزال العنيف الذي وقع قبل فجر يوم الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2025 في أقصى شرق روسيا، يُعد من أقوى الزلازل على سطح الأرض خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت قوته 8.7 درجة على مقياس ريختر، وهو من الزلازل الكبرى المصنفة ب "Great Earthquakes"، ووقع على عمق ضحل بلغ 18 كم فقط، وهو ما ساهم في شعور السكان به على نطاق واسع. وأضاف شراقي أن الزلزال، الذي حدث الساعة 2:24 صباحًا بتوقيت القاهرة، تبعته سلسلة من الزلازل القوية، شملت زلازل بدرجات 7.0 و6.9 و6.3 و6.0، إلى جانب نحو 30 تابعًا زلزاليًا آخر تجاوزت قوتها 5 درجات. وقد نتج عن هذا النشاط الزلزالي موجات تسونامي بلغ ارتفاعها نحو 4 أمتار ضربت سواحل أقصى شرق روسيا، وامتدت عبر المحيط الهادئ لتصل إلى مناطق بعيدة مثل سواحل الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد نحو 6 ساعات. زلزال اليبان المدمر وأشار إلى أن هذا الزلزال يُعد الأقوى عالميًا منذ زلزال اليابان المدمر في 11 مارس 2011، والذي بلغت قوته 9.0 درجات، وأدى إلى تسونامي تجاوز ارتفاع أمواجه 40 مترًا وأسفر عن وفاة نحو 20 ألف شخص. كما يُصنف زلزال روسيا ضمن أقوى ستة زلازل على مستوى العالم خلال أكثر من قرن، وتعادل طاقته الانفجارية ما يقارب مليار طن من المتفجرات أو ما يعادل 17 ألف قنبلة هيروشيما.
وبين شراقي أن مركز الزلزال يقع عند التقاء ثلاث صفائح تكتونية رئيسية هي صفيحة المحيط الهادئ، والصفيحة الأوروأوراسية، والصفيحة الفلبينية، وهي منطقة تُعرف بكونها جزءًا من "دائرة النار" التي تُعد أكثر مناطق العالم نشاطًا من حيث الزلازل والبراكين.
وأوضح أن الخسائر البشرية والمادية كانت محدودة نسبيًا رغم شدة الزلزال، وذلك بفضل عوامل عدة، أبرزها وقوع الحدث في منطقة منخفضة الكثافة السكانية، وضعف موجات التسونامي مقارنة بزلازل مماثلة، بالإضافة إلى الاستعدادات الجيدة التي اتخذتها روسياواليابان، من حيث البنية التحتية، ووعي السكان، واستخدام التكنولوجيا الدقيقة في التنبؤ والتحذير المبكر، وإخلاء المناطق الساحلية بسرعة. وأضاف أن النشاط الزلزالي لا يزال مستمرًا، حيث تم رصد عشرات التوابع، بينها 9 هزات تزيد قوتها عن 6 درجات، مشيرًا إلى أن هذه التوابع قد تستمر لعدة أشهر قبل أن تتراجع تدريجيًا بنسبة تصل إلى 90% كما حدث في توابع زلزال اليابان 2011. حدوث موجات تسونامي بقوة تتجاوز 7.5 درجة وحول خطر تسونامي جديد، طمأن شراقي أن الوضع حاليًا لا يدعو للقلق، موضحًا أنه لا يوجد تهديد فعلي بحدوث موجات تسونامي جديدة ما لم يقع زلزال آخر بقوة تتجاوز 7.5 درجة، ولكن قد تستمر بعض الاضطرابات في مستويات سطح البحر، مما يُشكل خطرًا نسبيًا على أنشطة الصيد والموانئ والسباحة في المحيط الهادئ. وفيما يخص البحر المتوسط ومصر، أكد شراقي أن خطر حدوث تسونامي ضئيل للغاية، نظرًا لضعف النشاط الزلزالي العنيف في المنطقة، مستشهدًا بحدث نادر وقع عام 365 ميلادية، عندما تسبب زلزال جنوب غرب جزيرة كريت بقوة تتجاوز 8 درجات في تسونامي هائل دمّر شرق المتوسط، خاصة مدينة الإسكندرية، وكان من الأسباب التي أنهت الوجود الروماني في المنطقة.