أضحت مزلقانات القطارت أحد أسرع الطرق إلى الموت، فكثير من الحوادث وقعت بسببها، أودت بحياة الكثيرين، وعلى الرغم من اهتمام الحكومة في الفترة الأخيرة بتطوير المزلقانات إلا أن الإهمال ما زال يحيط بها. كانت آخر ضحايا المزلقانات سيدة في محافظة القليوبية، حيث شرعت في عبور المزلقان دون أن تنتبه لمرور القطار، وبرغم تسريعها لحركتها، إلا أنها لفظت آخر أنفاسها بعد أن دهسها القطار. رصدت «الوفد» حال المزلقان وما وصل إليه من إهمال، لا أحد يعلم إلى متى سيستمر. ومزلقان غمرة، أصبح مزدحمًا بالقمامة التي تجذب الحشرات والحيوانات، فتحولت إلى «اسطبل» حيوانات، يضم الحمير، والأحصنة، وعربات كارو. أما مزلقان قرية نوى، فيكتظ بالتكاتك وسائقيها ويعاني من وجود قمامة كثيرة حوله يحرقها أهالي القرية باستمرار. وعن مزلقان مدينة شبين القناطر، فيشهد كوارث بكل ما تحمله الكلمة من معنى بسبب انتشار الباعة الجائلين وإقامتهم سوق كبيرة فوق قضبانه، وعند مجيء قطار يهدئ السائق من سرعته تلقائيا، حتى يقوموا من أماكنهم ويمر القطار فيعودون لما كانوا عليه. ولم يقتصر الإهمال ف هذا السياق على المزلقانات فقط بل تغلغل داخل عربات القطارات نفسها ليشمل كل ما تحويه من مقاعد غير مريحة، وأرضيات مكسرة، وشبابيك مستهدفة من قِبل أطفال يلعبون بالحجارة وركاب يستأصلونها من جذورها فور إحساسهم بسخونة ف الجو، ودورات مياه غير صالحة للاستخدام الآدمي.