أكدت الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميدة إعلام الأهرام الكندية، ضرورة تغيير الرسالة الإعلامية الموجهة للنشء، ومراعاة تفكيرهم، والعمل على تقديم برامج تخاطبهم.. وأشارت «عبدالمجيد» خلال مؤتمر «التربية الإعلامية فى مواجهة غزو العقول فى العصر الرقمى» إلي أن وسائل الإعلام الحديثة فتحت الفرصة للجميع للاطلاع على ما يدور حولنا، وجعلت الإنسان يصنع إعلامه، فنشاهد كثيراً من القنوات الشخصية تبث عبر النت، وكذلك الإذاعات وصفحات التواصل الاجتماعى. ومن الممكن أن توظف التكنولوجيا الحديثة لصالح الوطن والتربية والحفاظ على هويتنا العربية التى بدأت فى الاندثار بسبب الاهتمام بكل ما هو أجنبى، وعدم تعظيم اللغة العربية التى هى لغتنا الجميلة، ومحاربة الإرهاب والفكر المتطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وتصحيح صورة مصر عالمياً، وقدمت «عبدالمجيد» تجربة أشرفت عليها على مدار سبع سنوات، وهى تعليم طلبة المدارس على إعداد برامج وصحف لمناقشة مشاكلهم والتوصل إلى حلول لها والسعى إلى مشاركتهم فى المجتمع، ونجحت التجربة بشكل كبير، وتوقفت بسبب ما حدث فى مصر، ونأمل أن تعود التجربة مرة أخرى وتعمم فى جميع المدارس فى إطار التربية الإعلامية سواء من خلال الإعلام الرقمى أو التقليدى، وطالبت بالحفاظ على أنماط الملكية والممارسات الأخلاقية والإعلامية لتحقيق تربية إعلامية صحيحة. وأكدت السفيرة «هيفاء أبوغزالة» الأمين العام المساعد لشئون الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية ضرورة نشر ثقافة التربية الإعلامية فى المناهج الدراسية، وتوحيد الجهود لإفراز جيل جديد يعى أهمية الإعلام فى بناء الأوطان وترسيخ مبدأ العادات والتقاليد العربية. وشددت على ضرورة توافر شفافية وحرية الوصول للمعلومة وتدريب كوادر متخصصة فى الإعلام للنهوض بالدول العربية اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً، وتوفير المعلومة الصحيحة وإيجاد المزيد من التشريعات التى تدعم العملية الإعلامية فى خدمة التنمية.. مؤكدة أن العالم العربي يواجه تحديات في عصر المعلومات أو ما نسميه ب «الفجوة الرقمية» بين من يملكون وسائل الاتصال الرقمية الحديثة وبين من لا يملكون.. لافتة إلى أهمية وضع استراتيجية يجمع عليها العالم العربى، ولهذا يعقد الشهر القادم اجتماع لوزراء الإعلام العرب، والوقوف معاً للتوصل إلى حوار، يهدف إلى توحيد الخطاب الإعلامى فى الوطن العربى. وأكد الدكتور على غيث فريز، مدير مكتب اليونسكو - الثقافة الإعلامية - إطلاق مؤتمر الفرع العربى للتحالف الدولي للثقافة الإعلامية والمعلوماتية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مصر، الذى يضم خبراء مجال المعلومات الإعلامية بالوطن العربى، ويسعى لمحو الأمية المعلوماتية بالتعليم، وتوفير أسس وقوانين الإعلام ليتعرف عليها الطلبة ليكون قادرا على اختيار الوسيلة الإعلامية التى يريدها، ويكون لديه حس نقدى ووعى بما يقدم له عبر الشبكات الإعلامية. وقال: إن اليونسكو تفتح أبوابها لتدريب المعلمين على الإعلام الحديث، حتى يتسنى لهم توصيل المعلومة الصحيحة للطلبة، مع توحيد جميع الإمكانيات المتاحة لتحقيق هذا. وقدمت الدكتورة كارولين ويلسون رئيس التحالف الدولى للثقافة الإعلامية والمعلوماتية، نموذجاً عن تطبيق التربية الإعلامية بالمناهج والمدارس بكندا، وقالت: إن كندا تسعى لتكون الثقافة الإعلامية متوفرة للطلبة، وتقوم بتدريب التلاميذ على المهارات النقدية، وتنمية قدراتهم على إنتاج المواد الإعلامية، ويحظى تدريب المعلمين فى مجال التربية الإعلامية بالاهتمام، مما جعلهم يستخدمونها فى شرح المنهج الدراسى، وأصبحت الإدارات التعليمية تصر على ضرورة اهتمام المعلمين بتدريب الطلبة على إنتاج برامج ومواد إعلامية مكتوبة ومسموعة ومرئية وعبر الإنترنت، وأدخلت فى المواد التعليمية خاصة اللغة الإنجليزية والتاريخ والجغرافيا والدراسات العائلية والعلوم والتكنولوجيا والفنون المرئية والموسيقى والتربية الرياضية والصحية، وتحاول كندا الاستفادة من التكنولوجيا فى وسائل الاتصال الحديثة لإيجاد وسيلة لإدخال منهج خاص بالدراسات الإعلامية فى كليات التربية بالجامعات، وهى الكليات التى تتولى إعداد المعلمين.