الامر الثالث في مشاكل التعليم بعد الإقرار بسوء العملية التعليمية والارادة الحقيقية في الإصلاح هو الدروس الخصوصية والتي تفشت بشكل مخيف بكل مراحل التعليم المختلفة من ابتدائي وحتى الجامعة 0 وقدرت مراكز اقتصادية ما يتكبده أولياء الأمور لهذه الدروس الخصوصية حوالي ثلاثين مليار جنيه، وقد تسبب ذلك الي تحويل دور المعلم في المجتمع ،وبدلا من ان يكون رسولا تحول معظمهم الي محترفي دروس خصوصية ،وباتت تمثل دخله الرئيسى0 وتحولت المدارس والفصول الدراسية الي مضيعة للوقت للتلميذ والمدرس0 الامر الرابع هو المركزية المطلقة في التعليم المصري ، حتي ان وزارة التربية والتعليم تدير المدارس وتشرف علي الملايين من التلاميذ والمعلمين بميزانية ضعيفة وكل هذا من ديوان الوزارة بالقاهرة 0 ولهذا توجد علاقة سلبية بين المدرسة ومستوي الجودة التعليمية 0 ونتج عن ذلك وجود تناقض بين دور الوزارة في إدارة المدارس ودورها في تأكيد الجودة 0 وهذا يطرح السؤال المهم وما الحل؟! 0 وكيف يمكن الخروج من الأزمة؟! 0 وهذا يطرح محاور للنقاش أولها هو اعادة تقييم شعار التعليم مجانا في كل مراحله ،في حين ان التكلفة التي يتكبدها أولياء الأمور تقطع بما لايدع مجالا للشك فيما ينفقونه من أموال ان التعليم لم يعد مجانيا. وهناك عقبة دستورية حيث ان الدستور ينادي بالتعليم المجاني ، وبالتالي بتنا أمام مشكلة عويصة هل الهدف هو الحصول علي شهادة او مؤهل ودمتم دون الحاجة لهذا المؤهل؟! وعدم ربطه بسوق العمل وكثرة الخريجين الذين يحتاجون الي اعادة تأهيل من جديد. لقد تحولت مشكلات التعليم الي أزمات اقتصادية تتمثل في نوعية العمالة ، وسياسية في المواطن الواعي ، واجتماعية في البطالة وآثارها السيئة. وهناك أزمة اخري تتطلب اعادة النظر في أولويات التعليم، حيث هناك تسابق مجنون علي المدارس الثانوية ونها الي الجامعة ولم يتم النظر في بدائل التعليم الآخري والمتمثلة في التعليم الفني وانتقدنا بالتالي السباك المؤهل والميكانيكي الجيد والنجار المحترف كمساعد الممرض والسكرتير المؤهل 0 ورغم ان البلاد في حاجة شديدة الي مثل هذه التخصصات الا أنه لا يوجد اهتمام بها علي الإطلاق 0 ويجب تغيير الفكر السائد في هذا الشأن ، بل يجب اعادة تخصيص بنود الميزانية لتحسين التعليم الفني والحد من التوسع في التعليم العام 0 بعد سنوات من التحول سيعرف الجميع ان البديل للثانوية العامة هو عمل حقيقي ويدر دخلا اكبر من مرتب خريجي الجامعات ، وساعتها تتوفر فرص العمل من حرف المجتمع في حاجة اليها 0 ولا يعني هذا الإقلال من شأن الثانوي العام ، وليكن مقصورا علي الطلاب المتفوقين فقط ويفسح لهم المجال لاستكمال دراستهم الجامعية وتخريج مؤهلين يحتاجهم المجتمع بدلا من هذه الفوضى المنتشرة حاليا. وللحديث بقية سكرتير عام حزب الوفد