لأن أم كلثوم لم تكن فنانة عادية، فإن الاهتمام بها أيضاً كان غير تقليدى، فهي الصوت الأهم في عالمنا العربي كما امتد الاهتمام بها خارج حدود هذا الوطن. في هذه السطور نرصد أهم ما قيل عنها من كلمات تعبر عن فنها الذي استقر في وجدان هؤلاء الناس ساسة ومبدعين كانت لهم آراء فى تلك السيدة، نرصدها في هذا التقرير في رسالة لهذا الجيل. عما فعلته هذه السيدة عبر مشوارها. قال الحبيب بورقيبة (رئيس تونس السابق) عنها: «عرفتها وأكبرت فيها المقدرة الفنية وقوة الشخصية، والعديد من الخصال جعلت منها سيدة بارزة في مقدمة سيدات العالم المرموقات». وقال الجنرال ديجول (رئيس فرنسا السابق): «لقد لمست بصوتك العظيم قلبي وقلوب الفرنسيين جميعاً». وقال ملك المغرب السابق الحسن الثانى: «إن وجود أم كلثوم في المغرب بيننا شرف نعتز به». قال عنها الأديب الكبير يوسف السباعى: «إنها فنانة الشعب التي أعطت فأجزلت العطاء، وقدمت فبذلت بسخاء، ومن خلال صوتها أذابت روحها، ووهبتها لخير وطنها، عاشت عدة أعمار فنية، كانت فيها همزة الوصل بين أجيال وأجيال، إنها نسيج نادر لا يجود به الدهر إلا بعد أجيال وأجيال وسيبقي فن أم كلثوم تراثاً خالداً تتغنى به الدنيا وسيظل مشعلاً هادياً يضىء طريق الفن العربى». قال مصطفى أمين: «رغم أن أم كلثوم كانت أشهر امرأة في العالم، فإنها كانت زاهدة في الشهرة وكانت إلي السنوات قريبة تخاف من الصحفيين، ولم تهاجم فنانة في مصر كما هوجمت أم كلثوم، نشرت عنها القصص والأكاذيب.. ألف عنها الأكاذيب.. أطلقت الشائعات، ولكن كل الطوب والأحجار التي ألقيت عليها لم تهدم الهرم بل زادته ضخامة». وقال أيضاً: «أم كلثوم عدة شخصيات في امرأة واحدة، فهي مثلاً علي المسرح تظهر طويلة بالنسبة للناس مع أنها في حقيقة الأمر قصيرة.. وللناس تبدو بخيلة وهي كريمة ولأهل السنبلاوين تبدو فلاحة وهي سيدة صالون من الطراز الأول، ولأساتذة الجامعة سيدة لها فكر راق، وبالتحديد هي لم تدخل مدرسة، ومع ذلك أكبر النساء المثقفات فى مصر». قال الموسيقار محمد عبدالوهاب: «الألحان الكلثومية وجدت للحنجرة الكلثومية، إن لون أم كلثوم يعتمد على القفلات «قفلات الطرب»، وأم كلثوم أقدر الجميع علي أداء القفلة التي تعبر أصعب امتحان للصوت، والتي تحتاج إلى شجاعة وإحساس عميق، وصوت سليم مدرب وقوى وهذه المزايا من الصعب أن تتجمع في حنجرة واحدة بعد أم كلثوم». وقال أيضاً: «أم كلثوم المغنية الوحيدة التي جمعت بين القوة والعاطفة والحساسية في صوتها إنها الصوت الوحيد الذي تمرد علي ذلك الميكروفون». قال توفيق الحكيم: «أم كلثوم تؤدى كل قصيدة وكل أغنية وكل لحن الأداء الكامل إنها صفة الفنان الأصيل». قال د. طه حسين -عميد الأدب العربى: «إن أم كلثوم بصوتها النادر في امتيازه سواء في الجمال أو فى سلامة نطق اللغة العربية ساهمت عندما غنت القصيدة فى إثبات جمال اللغة وطواعية موسيقاها حتي في أصعب الكلمات لموسيقي الغناء، وكان لصوتها فضل في انتشار الشعر العربى علي ألسنة العامة والخاصة». قال الأديب عباس محمود العقاد: «إن مزية أم كلثوم بعد كل ما سمعته من أغانيها هي أنها المطربة الموهوبة التي أثبتت أن الغناء هو فن عقول وقلوب، وليس فن حناجر وأفواه فحسب، فهي تفهم ما تغنيه، وتشعر بما تؤديه وتعطى نصيبها وافياً إلي جانب نصيب المؤلف والملحن فيقول السامع بحق.. آه». قال د. مصطفى محمود: «أم كلثوم في الغناء مثل طه حسين في الأدب.. تمثل العربية في الفصحى.. في الأداء.. والإعراب السليم في الحروف الغنائية.. والجزالة في الصوت والنغم.. وصوتها يشبه في نقائه وشرقيته سلالة الخيول الأصيلة، وهو يتختر في اختيال مثل الخيول في رقصها في أبهة وجلالة وفخامة». قال د. إبراهيم ناجي، شاعر الأطلال: «أم كلثوم تمتلك جوهرة يسجد لها عرش الدولار ولا تقدر بمال في خزائن الأرض، وليست ثروة أم كلثوم بما تملك من مال فحسب، ولكن ثروتها الكبرى هي ما تمتلك من ملايين القلوب التي تعبد عظمة الله في صوتها الحنون وهى بهؤلاء العباد أغنى من قارون كما هي مطربة الجنة يجلس علي كل وتر من أوتار صوتها إله». قال محمد الموجى: «علمت أم كلثوم هذا الجيل من المطربات والمطربين كيف يغنون، ويخرجون الألفاظ سليمة، إنها مدرسة - إن صوت أم كلثوم يكفل الحياة لأى لحن، إنها معجزة لن تتكرر ولا كل ألف سنة، لأننا لسنا في زمن المعجزات». وقال فكرى أباظة: «إن أم كلثوم تحفة العصر ومعجزة الدهر، قد تمر قرون أجيال.. فلا تلد القرون والأجيال مثل هذا الكمال، ولا مثل هذا السحر الحلال. وكلام أم كلثوم عندي لا يقل عن غنائها روعة ولا تأثيراً، وهي تتكلم في كل شأن من الشئون فتبلغ القمة تحليلاً وتعبيراً إنها هبة الله ونعمة الرحمن». وقال عنها العندليب الراحل عبدالحليم حافظ: «أم كلثوم معجزة لن تتكرر ولن يستطيع أحد ملء الفراغ الذى تركته» وذلك بعد عام من رحيلها.