لأن أم كلثوم لم تكن فنانة عادية، فإن الاهتمام بها أيضا كان غير تقليدي، فهي الصوت الأهم في عالمنا العربي كما امتد الاهتمام بها خارج حدود هذا الوطن. في هذه السطور نرصد أهم ما قيل عنها من كلمات تعبر عن فنها الذي استقر في وجدان هؤلاء الناس ساسة ومبدعين كانت لهم آراء في تلك السيدة، نرصدها في هذا التقرير في رسالة لهذا الجيل. عما فعلته هذه السيدة عبر مشوارها. قال الحبيب بورقيبة (رئيس تونس السابق) عنها: «عرفتها وأكبرت فيها مع المقدرة الفنية وقوة الشخصية، والعديد من الخصال جعلت منها سيدة بارزة في مقدمة سيدات العالم المرموقات». وقال الجنرال ديجول (رئيس فرنسا السابق): «لقد لمست بصوتك العظيم قلبي وقلوب الفرنسيين جميعاً». ملك المغرب السابق الحسن الثاني: «إن وجود أم كلثوم في المغرب بيننا شرف نعتز به». الزعيم اللبناني رشيد كرامي: «إن السيدة أم كلثوم أعجوبة العصر، لما وهبها الله من صوت رخيم وحنجرة ندر وجودها، غنت وأطربت وكانت ملكة المسرح، إذ إنها بشخصيتها وأغانيها سيطرت علي الجماهير، فكانت موضع اعجابهم ومحبتهم، وهى الى جانب ذلك مثقفة عالية ذات مجلس يأنس به الخلان والأصدقاء، بما اشتهر عنها عن خفة الروح والنكتة الحضرة، ولذلك فانها اذا رفعت من مستوى الغناء العربي، استحقت الخلود من هذه الدنيا». الرئيس عبدالله اليافعي «رئيس حكومة لبنان في فترة الستينيات»: «إن أم كلثوم ملك لكل البلدان العربية.. فهى فضلاً عن كونها قيثارة العرب، فإنها تتحلى بشخصية فذة نادرة وقد لا ينجب التاريخ مثلها، لقد عرفتها عن كثب فعرفت فيها السيدة العظيمة والانسانة الكريمة والاديبة التقية الورعة.. كما عرفت فيها ميزة إلقاء الشعر من أعلى طراز ومتحدثة لبقة يحب مجلسها كل من يتعرف اليها». قال عنها الأديب الكبير يوسف السباعي: «إنها فنانة الشعب التي أعطت فاجزلت العطاء، وقدمت فبذلت بسخاء، ومن خلال صوتها أذابت روحها، ووهبتها لخير وطنها، عاشت عدة أعمار فنية، كانت فيها همزة الوصل بين أجيال وأجيال انها نسيج نادر لا يجود به الدهر إلا بعد اجيال واجيال وسيبقى فن أم كلثوم تراثاً خالداً تتغني به الدنيا وسيظل مشعلاً هادياً يضئ طريق الفن العربي». قال مصطفى أمين: «رغم أن أم كلثوم كانت أشهر امرأة في العالم، الا أنها كانت زاهدة في الشهرة وكانت الى السنوات قريبة تخاف من الصحفيين، ولم تهاجم فنانة في مصر كما هوجمت أم كلثوم، نشرت عنها القصص والأكاذيب.. ألف عنها الأكاذيب.. أطلقت الشائعات، ولكن كل الطوب والأحجار التي ألقيت عليها لم تهدم الهرم بل زادته ضخامة». وقال أيضاً: «أم كلثوم عدة شخصيات في امرأة واحدة، فهى مثلاً على المسرح تظهر طويلة بالنسبة للناس مع أنها في حقيقة الأمر قصيرة.. وللناس تبدو بخيلة وهى كريمة ولأهل السنبلاوين تبدو فلاحة وهى سيدة صالون من الطراز الأول، ولأساتذة الجامعة سيدة لها فكر راق، وبالتحديد هى لم تدخل مدرسة، ومع ذلك أكبر النساء المثقفات في مصر». قال الموسيقار محمد عبد الوهاب: «الألحان الكلثومية وجدت للحنجرة الكلثومية، إن لون أم كلثوم يعتمد على القفلات «قفلات الطرب»، وأم كلثوم أقدر الجميع على أداء القفلة التي تعتبر أصعب امتحان للصوت، والتي تحتاج الى شجاعة واحساس عميق، وصوت سليم مدرب وقوي وهذه المزايا من الصعب أن تتجمع في حنجرة واحدة بعد أم كلثوم». وقال أيضاً: «أم كلثوم المغنية الوحيدة التي جمعت بين القوة والعاطفة والحساسية في صوتها إنها الصوت الوحيد الذي تمرد على ذلك الميكروفون». قال توفيق الحكيم: «أم كلثوم تؤدي كل قصيدة وكل أغنية وكل لحن الأداء الكامل إنها صفة الفنان الأصيل». قال د. طه حسين- عميد الأدب العربي: «إن أم كلثوم بصوتها النادر في امتيازه سواء في الجمال أو في سلامة نطق اللغة العربية ساهمت عندما غنت القصيدة في إثبات جمال اللغة وطواعية موسيقاها حتي في أصعب الكلمات لموسيقي الغناء، وكان لصوتها فضل في انتشار الشعر العربي علي ألسنة العامة والخاصة». قال الأديب عباس محمود العقاد: «إن مزية أم كلثوم بعد كل ما سمعته من أغانيها هي أنها المطربة الموهوبة التي أثبتت ان الغناء هو فن عقول وقلوب، وليس فن حناجر وأفواه فحسب. فهي تفهم ما تغنيه، وتشعر بما تؤديه وتعطي من عندها نصيبا وافيا إلي جانب نصيب المؤلف والملحن فيقول السامع بحق.. آه». قال د. مصطفي محمود: «أم كلثوم في الغناء مثل طه حسين في الأدب.. تمثل العربية في الفصحي.. في الأداء.. والإعراب السليم في الحروف الغنائية.. والجزالة في الصوت والنغم.. وصوتها يشبه في نقائه وشرقيته سلالة الخيول العربية الأصيلة، وهو يتختر في اختيال مثل الخيول في رقصها في أبهة وجلالة وفخامة». قال د. إبراهيم ناجي شاعر الإطلال: «أم كلثوم تمتلك جوهرة يسجد لها عرش الدولار ولا تقدر بمال في خزائن الأرض، وليست ثروة أم كلثوم بما تملك من مال فحسب، ولكن ثروتها الكبري هي ما تمتلك من ملايين القلوب التي تعبد عظمة الله في صوتها الحنون وهي بهؤلاء العباد أغني من قارون كما هي مطربة الجنة يجلس علي كل وتر من أوتار صوتها إلة». قال محمد الموجي: «علمت أم كلثوم هذا الجيل من المطربات والمطربين كيف يغنون، ويخرجون الألفاظ سليمة. إنها مدرسة - ان صوت أم كلثوم يكفل الحياة لأي لحن. إنها معجزة لن تتكرر ولا كل ألف سنة. لاننا لسنا في زمن المعجزات». وقال فكري أباظة: «ان أم كلثوم تحفة العصر ومعجزة الدهر، قد تمر قرون أجيال.. فلا تلد القرون والأجيال مثل هذا الكمال، ولا مثل هذا السحر الحلال. وكلام أم كلثوم عندي لا يقل عن غنائها روعة ولا تأثير، وهي تتكلم في كل شأن من الشئون فتبلغ القمة تحليلا وتعبيرا إنها هبة الله ونعمة الرحمن». وقال عنها العندليب الراحل عبدالحليم حافظ أم كلثوم معجزة لن تتكرر ولن يستطع أحد ملء الفراغ الذي تركته وذلك بعد عام من رحيلها.