(حين تطرُق الجارية باب الحُب فتجد حُريتها.. وتقع الحُرة في قبضة الحُب فتصبُح جارية فى بلاط رجل أحبته.. حين يتحول الحُب إلى قيد.. ويضحى الحُلم سراب.. فتعود النساء إلى عصور الجوارى.. حين يتحول الرجل إلى سجان يسجن أفكار حبيبته وجلاد يجلدها بسوط الاستحواذ ويسجن طموحها خلف القضبان.. تذبل المرأة.. ويموت قلبها.. فحين تخبو إرادة النساء، يُصبحن.. .. .. .. .. . جوارى العشق) إنها رواية أربعة أجيال من النساء فى أربعة أزمنة مختلفة، تحمل كل واحدة جينات من سبقتها.. ولكنها دون شك تحمل حُلما جديدا ومفهوما خاصا للحرية.. بداية من سلاطين المماليك ومرورا بتحولات فترة السبعينيات ووصولا إلى تغيرات المجتمع المصرى فى مطلع 2011.. إنها رواية تضع تاريخا ناعما لحرية المرأة.. وفى الوقت نفسه تحرر تاريخها من صورة نمطية سرعان ما تتحول إلى كرباج لجلد الذات.. اسمها (قمر).. كان قدرها أن تلتقي به.. قدرا بحثت عنه وقدرا بحث عنها.. لم يكن الحُب هو أكبر همها ولا كان العشق هو حُلمها الوحيد.. لكنها كانت امرأة تبحث عن الحُرية وسط أنقاض دُنيا لا تعترف بوجود النساء إلا للمُتعة.. فبحثت عن الحُرية فى الكلمة والمعنى والحرف.. من تركستان أتت وفى أحضان الرجال رست سفينتها.. وفى سمرقند تعلمت الكثير... تعلمت الشعر والأدب والرقص، والأهم من هذا وذاك، أتقنت فن مُعاملة الرجال!.. كانوا يرونها مجرد وجه جميل وجسد ممشوق.. وكانت ترى نفسها سُلطانة فوق حروف أشعارها.. آمنت بأنها تمتلك العقل والموهبة لتكسر قيودها.. من قلعة الجبل هبط بحصانه الأبيض.. فارسا يحمل سيف العدالة فى جانبه ويحمل قلباً يبحث عن الحُب.. فى أسواق الفسطاط و بين أروقة القصور وداخل حمام الاستادار تبدأ القصة وتنتهى.. تسقط ورقة وتنبت زهرة.. تعلو أصوات وتخبو أضواء.. وتبقى هي لتروى.. . تروى (قمر) قصتها فى صمت.. إنها رحلة جارية فى البحث عن حُريتها.. .فهل تجدها؟.. كانت تعلم أن السبيل الوحيد إلى الحُرية هى أحضان السُلطان، لكنها أصرت أن تكون إرادتها هى قارب النجاة.. إنها رحلة جارية قررت أن تكتب طموحها وتخفيه فى صندوق بعيدا عن العيون.. . ثم تذهب هى ويبقي الصندوق.. تنتهى الحكاية.. ولكن.. يبقى الحُلم.. وتبقى الوصية.. وصيتها لأجيال تأتى من بعدها.. وتستمر الحكاية.. فمن رحمها ولدت (مهشيد).. . المرأة التى يصل إليها صُندوق الحُلم ويطرق بابها.. فتفتح له وتحتضنه.. امرأة قوية.. حلُمت بأن تُصبح طبيبة.. رأت الألم في عيون من حولها حين نهش المرض أقدارهم.. فتلتحق بكلية الطب وتصنع لنفسها حُلما كبيرا وهدفا واحدا هو النجاح.. إلى أن تلتقيه.. يجمعهما الأدب.. والشعر.. والطموح.. والحُب.. وحين يأخذها بين أحضانه.. تُفلت طموحها وجموحها من بين يديها.. إذا بها تنخرط فى دُنياه وتترك دنياها.. فإذا بها تذوب فى طموحه وتنسى أنه كان لها يوما طموح.. تنسى حريتها حين يربطها بقيود عقائده.. فتدخل بقدميها دُنيا لم تكن تعرف أنها موجودة على وجه الأرض.. دُنيا سلبتها الإرادة وسجنتها مع مجموعة من النساء لا يعرفن سوى السمع والطاعة.. ومن الحُب إلى القهر.. ومن الحُلم يأتى الكابوس.. إنها تطأ أرضا غريبة وتُدمى أشواك الغُربة قدميها.. تدخل عالما مسموما مسحورا يخلق منها إنسانة أخرى.. إنها اليوم فى مكان آخر.. وسط بشر لا تتحدث لغتهم.. ومن قمر إلى مهشيد يخبو صوت الحُرية.. هل تعود؟ أو يبقى السؤال.. هل تستطيع أن تعود؟.. ثم تأتى (أيسل).. بكل حماسها وعنادها وجموحها.. وفى خضم دنياها الصاخبة.. ترفض تجربة من سبقوها.. وتلفظ صندوقا من الأوهام توارثته أجيال قبلها.. تؤمن بأن لكل إنسان صندوقه الخاص متى يُصبح له تجربته الخاصة.. فتبنى لنفسها دُنيا خاصة وحُلم مختلف.. . لم تكن الحرية لأيسل سوى تحد سافر لكل الأعراف، وكما حطم إبراهيم الأصنام بمعوله.. تُحطم أيسل بمعوالها الخاص كل الأفكار البالية.. ففى القرن الحادى والعشرين يجب أن تختفى من القاموس عبارات مثل (العيب) و(الحرام) و(نظرة المجتمع) و(التقاليد).. إنها أعراف بالية قررت أن تتحداها وتخرج علي مألوفها.. فتنزلق فى عالم آخر من تداعيات الحُرية التى لا تحكمها قيود.. الحُرية بمفهوم جيل قرر التحدى وقاده عناده إلى سجن أكبر وقيود أثقل وهاوية بلا قرار.. وأخيرا تظهر (رحيل).. هل جاءت لتبقى؟.. أم ولدت لترحل؟.. .. رواية تطرح ألف سؤال.. وألف وجه للحُرية.. ويكتبها أربع نساء.. الرواية تقع فى 533 صفحة من القطع الصغير.. كتبتها الدكتورة رشا سمير.. صادرة عن مكتبة الدار العربية للكتاب. رشا سمير روائية وكاتبة صحفية.. لها 7 مؤلفات ادبية منها (حواديت عرافة) (معبدالحب) (حب خلف المشربية) (يعنى إيه رجل؟) (دويتو).. . وأخيرا الرواية التى بقيت على قائمة الأكثر مبيعا لمدة ثلاث سنوات، وهى رواية ( بنات فى حكايات) التى وصلت إلى طبعتها السابعة..