الإهمال الذي يعانيه مستشفي كوم إمبو بأسوان أصبح لغزاً وأمراً محيراً، فالمستشفي رغم ما به من أطباء أكفاء، ولكن ما يحدث في المستشفي لا علاقة له بالطب ولا الإنسانية ولا الآدمية.. داخل المستشفي لا نجد سوي مرضي يتعذبون ويفترشون الأرض وأطباء أغلبهم جعل من الطب تجارة. المواطن حمدي محمد سعيد، تقدم بشكوي ويعاني من ألم في الأسنان، فتوجه وسدد قيمة تذكرة الكشف وراح ينتظر دوره فإذ بالطبيب المختص بالأسنان في المستشفي يتحدث مع المرضي بشكل غير لائق ويحدثهم بطريقة غير لائقة، قائلاً: أنتم حضرتم المستشفي علشان هتدفعوا جنيه ثمن التذكرة، وكأن المستشفي ملك لأبيه وليست ملكاً للدولة، أنا هكشف لثلاث حالات فقط، والأدهي من ذلك أن الذي يكتب روشتة العلاج الموظف المعاون له. ويقول حمدي محمد: تقدمت بشكوي لإدارة خدمة المواطنين بالوحدة المحلية بكوم إمبو التي بدورها قامت بإرسالها مع خطاب مكتوب لمدير المستشفي لفحصها والتحقيق فيها بالكتاب رقم 1630 بتاريخ 12 مارس 2014 ولم يتم الرد علي الشكوي حتي الآن! وكشف شاذلي السني، باحث شكاوي مكتب خدمة المواطنين بالوحدة المحلية، أنه تم إرسال استعجال بالرد علي الشكوي من الوحدة المحلية بتاريخ 25 مارس وتم إرسال استعجال ثالث، وأخيراً جاء الرد يقول بأنهم أخطروا الشئون القانونية بالمحافظة. الإهمال في مستشفي كوم إمبو بلغ جميع جوانبه ليشمل الصيدليات أيضاً، حيث تم منذ شهور تحويل صيدلانية وصيدلاني بالمستشفي للتحقيقات والسبب الإهمال بقسم العلاج علي نفقة الدولة ووجود نقص في كميات الأدوية ومخالفات المستشفي، ومازالت التحقيقات جارية في قضية نقص الأدوية بصيدلية نفقة الدولة. قصة ألبان الأطفال المتعارف عليه في الرعاية الصحية أنها تصرف الألبان علي دفعات، والأمر يحكمه في كل الأحوال الضمير قبل القوانين، والضمير للأسف غاب عن كثيرين في مجال الصحة بالمحافظة تارة تجد دفعات تضيع علي أصحابها بحجة أنهم لم يأتوا في ميعادهم لاستلامها وتارة تتم المماطلة والتلاعب والمجاملة علي حساب المواطن البسيط الذي يعاني الأمرين. يشكو المواطن رجب محمد علي - من عزبة حجاجي - من عدم حصول طفليه التوأم علي حصتهما من الألبان الصناعية المدعمة حسبما هو مثبت بالجدول والكارت المرفق دون مبرر حقيقي لما حدث، فأرسل شكواه للوحدة المحلية التي أحالت الأمر إلي الإدارة الصحية بكوم إمبو بخطاب مفاده أنه لا توجد حصة الألبان عن أكتوبر في الشركة المتعاقدة للألبان وأن ما تم صرفه في أكتوبر كان متبقياً من شهر سبتمبر حسبما أوردت الشئون القانونية في ردها، والكمية 232 علبة! وتم توزيعها للبعض والبقية لم تحصل علي شيء.. إذن هناك بواقي.. وهذه المشكلة تكررت مع أكثر من مواطن لدينا أسماؤهم ومنهم من تم تحديد موعد للصرف له ويفاجأ المواطن بأن التاريخ الذي كتبه له يوم عطلة، فجاء ليصرفه في اليوم التالي فأخبره أنه ليس من حقه الصرف إلا في اليوم المدون بالكارت، وأعلمه بأنه كان إجازة فيكون الرد: «مش مشكلتنا»! وعليه تضيع حصته من الألبان ليعيد معاناة كل شهر ليبحث عن علبة لبن لتنقذ حياة رضيعه ليجد من يعطيه ومن يمنعه، فصيدلي يستغل قلة الألبان ويتاجر بآلام الناس وقلة، مازالت ضمائرهم حية. شكا كثيرون من استغلال طبيب في كوم إمبو يتاجر في الألبان نظراً لاحتكاره توكيلها ويقوم بتوزيعها علي صيدليات معينة، هذا الطبيب الذي تصل روشتته إلي 150 جنيهاً، أكدت مصادر ل «الوفد» أن ذات الطبيب يقوم بمنع بعض الأمهات عن الرضاعة الطبيعية كي تضطر الأمهات الحائرات للبحث عن اللبن الصناعي بالصيدليات التي يملك توكيلها، علاوة علي امتلاكه معملاً وصيدلية لتشغيلهما جميعاً من دم المواطن الذي لا يجد قوت يومه ويقوم بعمل أدوية تركيب بطريقة معينة بحيث لا تصرف إلا من صيدليته أسفل عيادته. تجارة الولادة القيصرية من جهة أخري أصبحت الولادة القيصرية هي التجارة الرخيصة الرابحة، أمست أمراً طبيعياً بعد أن كانت الاستثناء حتي عهد قريب وكثير من أطباء النساء والتوليد بكوم إمبو - وهم معروفون بالاسم - أصبحوا تجاراً بارعين في التغرير بالحوامل تحت دعوي متابعتهن، فتجد المرأة الحامل في ذلك أكثر اطمئناناً لها وعلي وليدها الذي تنتظره بفارغ الصبر وتتحمل ما تتحمله من المشاق حتي إن اضطرت لأن تستلف ثمن الكشوفات الدورية التي لا تنتهي حتي بعد وضع المولود، حيث تجد الطبيب منهم يُصر علي أن يتابعها حرصاً علي سلامتها والجنين، فقد تفننوا في بيع الوهم قبل وبعد الولادة، فتارة يوهمون الأمهات بأن المولود ولد لمن تتمني الولد، وبنتاً لمن تتمني البنت.. وهذا الأمر انتشر وأصبح مشيناً بعد أن خلت المستشفيات من حالات الولادة بسبب تدني الخدمة بالمستشفي وهروب الأطباء إلي عياداتهم الخاصة لتجد حالة أو حالتي ولادة بالقسم، إن وجد.