أكدت شبكة أطباء السودان ارتكاب ميليشيا الدعم السريع لمجزرة بشعة، فى مدينة الفاشر، وإقدامها على قتل مواطنين عُزّل على أساسٍ إثنى فى جريمة تطهيرٍ عرقىٍّ. وقال منى أركو مناوى، حاكم إقليم دارفور، إن سقوط الفاشر لا يعنى التفريط بمستقبل الإقليم لصالح جماعات العنف أو مصالح الفساد والعمالة. من جهتها، شددت الأممالمتحدة على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى الفاشر وبقية أنحاء السودان، مؤكدة قلقها إزاء تقارير سقوط ضحايا مدنيين ونزوح قسرى فى ظل تصاعد القتال فى عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث اجتاح القصف المكثف والهجمات البرية المدينة. ودعا مسؤول الشؤون الإنسانية فى الأممالمتحدة، توم فليتشر، إلى وقف فورى لإطلاق النار فى الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، وسط تقارير عن سقوط أعداد كبيرة من المدنيين واستهداف المستشفيات، وسيطرة قوات الدعم السريع على المدينة. من جانبه، أجرى الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، أمس، اتصالات مع نظرائه الفرنسى جان نويل بارو، واليونانى جورجيوس جيرابيتريتيس، والسعودى الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، والأردنى أيمن الصفدى، فى إطار التحركات الدبلوماسية المكثفة التى تقوم بها مصر لتعزيز التنسيق الإقليمى والدولى تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها الأوضاع الخطيرة فى السودان، حيث تم التأكيد على ضرورة دعم الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار وتحقيق تسوية سياسية شاملة، فى إطار نتائج اجتماع رباعية السودان الأخير فى واشنطن، وأهمية البناء عليها لتنسيق المواقف ومضاعفة الجهود الإنسانية فى المناطق المتضررة. إلى ذلك، أوضح اللواء أمين إسماعيل مجذوب، الخبير الاستراتيجى والقائد الأسبق للفرقة السادسة مشاة بالجيش السودانى، أن ما حدث فى الفاشر هو قتال من مواقع تبادلية بعد محاولة 266 محاولة هجوم فشلت جميعها، والآن ميليشيا الدعم السريع وصلت إلى مبانى الفرقة، وهناك فرق كبير بين مبانى الفرقة وبين الفرقة بكاملها. وأضاف ل«المصرى اليوم» أن الدعم السريع فقد 80٪ من قوته البشرية، وبالتالى يعتمد على فرض الحصار على منطقة معينة لفترة طويلة بهدف إضعافها ومن ثم الدخول إليها، وهذه الحكومة التى تأسست قبل شهور فى نيالا لن تجد تأييدا محليا أو إقليميا بل الرفض من الجميع. وأكدت الدكتورة أمانى الطويل، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبيرة فى الشؤون الإفريقية، أن ما تشهده مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور من تطورات كان متوقعا فى ضوء المعطيات الميدانية وحصار قوات الدعم السريع للمدينة من كافة المحاور، وفى ظل إصرار دولى على عدم دعم قدرات الجيش السودانى. وقالت ل«المصرى اليوم» إن ما حدث تحول فى المشهد السودانى، مشيرة إلى أن إمكانية سيطرة الجيش السودانى على دارفور مرة أخرى مرهونة بحصوله على دعم غير محدود من الولاياتالمتحدة أو عبر آخرين.