أعلنت قوات الدعم السريع، الأحد، سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، آخر مدينة كبيرة كانت بين أيدي الجيش، وذلك بعد حصار استمرّ أكثر من عام. القاهرة الإخبارية: بعض السودانيين اضطروا لأكل علف الحيوانات وجلودها ولم يصدر أي تأكيد رسمي عن الجيش بشأن التطورات في الفاشر. ولا يمكن لوكالة فرانس برس أن تتحقّق بشكل مستقل مما حصل على الأرض. وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان "بسط سيطرتها على مدينة الفاشر، وذلك بعد معارك تخللتها عمليات نوعية وحصار أنهكت العدو ومزّقت خطوط دفاعه وأوصلته إلى الانهيار التام". بحسب بيانهم. وجاء البيان بعد ساعات من إعلان الدعم السريع السيطرة على المقر الرئيسي للجيش في المدينة. وكانت "المقاومة الشعبية" وهي مجموعة مسلحة متحالفة مع الجيش أعلنت في وقت سابق استمرار المعارك في الفاشر، مؤكدة أنه "لم يبقَ لأهل الفاشر حصن وملاذ أخير.. سوى السلاح والمقاومة في مواجهة الميليشيات الإرهابية"، نافية أن يعني السيطرة على مقرّ الجيش سقوط الفاشر بأكملها. كذلك، أفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، بأنّ المعارك تتواصل، مشيرة إلى أنّ قوات الدعم السريع سيطرت على "الفرقة التي غادرها الجيش منذ سنة ونصف إلى أماكن أكثر تحصينا". وأضافت أن السيطرة تمّت على "مجرّد مباني خالية ليس لها أهمية". ويصعب بسبب المعارك وانقطاع الاتصالات التحقّق من مجريات الأحداث في الفاشر. ولم يردّ الجيش السوداني على طلب فرانس برس التعليق. وفي حال سقوط الفاشر، سيعني ذلك سيطرة الدعم السريع على كل ولايات إقليم دارفور الخمس، وتقسيم البلاد بين شرق يسيطر عليه الجيش وغرب تحت سيطرة الدعم السريع. وأظهرت مقاطع مصوّرة نشرتها قوات الدعم السريع مقاتليها يحتفلون إلى جانب لافتة كُتب عليها "مقر الفرقة السادسة"، فيما أظهرت مقاطع أخرى مركبات للجيش تغادر المقرّ. كذلك، أظهرت مقاطع أخرى احتفالات يتوسطها مقاتلو الدعم السريع في نيالا، عاصمة جنوب دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وقال كاميرون هادسون الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنّ "قوات الدعم السريع تسعى للسيطرة على منطقة من أجل تعزيز مطالبها كحكومة". وأضاف الخبير الموجود في واشنطن أنّ "السيطرة الكاملة على دارفور تخدم هذا الطموح" ومن هذا المنطلق فإنّ السيطرة مدينة الفاشر "يحمل أهمية سياسية عميقة". وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ أيار/مايو 2024 في محاولة لانتزاع السيطرة على المدينة، لتحكم سيطرتها على غرب السودان بعدما أخرج الجيش مقاتليها من شمال البلاد وشرقها. وكثّفت هذه القوات هجماتها على الفاشر ومخيمات اللاجئين المحيطة بها منذ آب/أغسطس الماضي، وأودى القصف المدفعي والطائرات المسيّرة بالمئات. واستضافت واشنطن الأسبوع الماضي اجتماعا للمجموعة الرباعية بشأن السودان التي تضمّ مصر والسعودية والإمارات إلى جانب الولاياتالمتحدة، من أجل الدفع في اتجاه السلام وهدنة إنسانية، وفق بيان أمريكي. ولم تسفر المفاوضات حتى الآن عن التوصل الى اتفاق بين الجانبين المتحاربين رغم المطالبات الأممية والدولية بهدنة إنسانية لا سيما في الفاشر التي تعاني المجاعة وتفشّي الأوبئة. وبحسب الأممالمتحدة، يحاصر الدعم السريع نحو 260 ألف مدني داخل الفاشر، يعانون استشراء الجوع وانعدام الرعاية الصحية وانقطاع الاتصالات. ودعا المبعوث الأميركي لإفريقيا مسعد بولس الأحد، قوات الدعم السريع إلى فتح "ممرات إنسانية" للسماح بإجلاء المدنيين. وفي وقت سابق، كانت قوات الدعم السريع تعهدت في بيان توفير "ممرات آمنة" لكل الراغبين في الانتقال إلى أماكن أخرى بالإضافة إلى توفير الحماية اللازمة لكل الموجودين في المدينة.