يُعدّ دعاء المساء من أعظم الأذكار التي يواظب عليها المسلم؛ لما يحمله من معانٍ عميقة في التقرب إلى الله، وتجديد العهد معه، وشكر نعمه، والاحتماء بجلاله مع دخول الليل وما يحمله من سكون وطمأنينة. وهو من السنن النبوية التي حثّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون للمؤمن حصنًا من كل سوء، وسندًا روحيًا يبث في القلب نورًا، وفي النفس سلامًا. فضل دعاء المساء يحمل دعاء المساء أفضالًا كثيرة، منها: حفظ الله ورعايته لعبدِه طوال ليله. طمأنينة القلب وزيادة السكينة والراحة النفسية. تكفير الذنوب ورفعة الدرجة عند الله. الاعتماد على الله والتوكل عليه في كل أمر. حماية المسلم من الشرور والوساوس والأذى. فالأذكار عمومًا باب من أبواب الطاعة، ودعاء المساء خاصةً يفتح للمؤمن بابًا من صفاء القلب والنور الإيماني. أجمل أدعية المساء من السنة النبوية 1— "أمسينا وأمسى الملك لله" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: «أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير...» ويكمل الذكر المعروف، وهو من أعظم أدعية التحصين في المساء. 2— سيد الاستغفار قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك...» وهو دعاء جامع يُقال صباحًا ومساءً لمن أراد المغفرة والرحمة. 3— الدعاء بالحفظ من أهم أدعية الحفظ في المساء: «باسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السميع العليم» ويقال ثلاث مرات، وقد ثبت في الحديث أنه من قاله لم يضرّه شيء. 4— "رضيت بالله ربًا" قال صلى الله عليه وسلم: «رضيتُ بالله ربًا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًا» فمن قاله حقق الله له الرضا التام، وكان في ذمة الله حتى يمسي. 5— الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل ما يختم به المسلم مساءه: «اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد» فهي نور للقلب وكفاية للهموم. أدعية مسائية لراحة القلب يمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من الدعاء الطيب، مثل: "اللهم إني أسألك خير هذه الليلة، فتحها ونصرها وبركتها وهداها، وأعوذ بك من شر ما فيها وشر ما بعدها." "اللهم إني وكلتك أمري فأصلحه، اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، وبارك لي في أهلي ومالي وعمري." "اللهم إني فوضت أمري إليك، فدبّر لي فإني لا أحسن التدبير." يبقى ذكر الله هو راحة الأرواح ودواء القلوب، ودعاء المساء على وجه الخصوص بابٌ واسع لطلب الحفظ والطمأنينة والسكينة. فمن حافظ عليه وجد أثره في حياته، وشعر بقرب الله في كل خطوة يخطوها. فالليل ليس فقط وقتًا للراحة الجسدية، بل فرصة ذهبية لراحة الروح عبر الأذكار والدعاء.