الرعب هو المسيطر على أهالي محافظة أسوان كلما أصيب أحدهم بمرض تكون نتيجته الذهاب إلى مستشفى كوم أمبو المركزي سيئة السمعة والتي تعد أحد أكبر المستشفيات بالمحافظة، حيث تخدم أكثر من 50 ألف مواطن. تقول زينب حجاج -مهندسة- عند ذهاب أي مريض لمستشفى كوم أمبو، يشعر المريض أنه ذاهب بلا عودة، فتشاهد عيناك افتراش الطرقات، والجلوس على البلاط أو الحصيرة بديلا للكراسي وذلك شيء عادي داخل طرقات وعنابر مستشفى كوم أمبو المركزي " . ويقول حربي حمدان -من الأهالي- أن الداخل إلى مستشفى كوم أمبو مفقود، ومن يخرج منها مولود"، وهذا لسان حال العامة في محافظة أسوان بعدما شاهدوا الإهمال في مستشفى كوم أمبو المركزي. وقالت لبني رياض صيدلانية- إن الحالات المريضة تصاب بأمراض أكثر أخرى وخطيرة نتيحة تلوث الأجهزة المستخدمة في الكشف عليهم، وعدم تعقيمها بالشكل الجيد، فضلا عن صرف أدوية أخرى بخلاف التي قررها الطبيب المسئول عن الحالة. وقالت سمية خلف -محامية-: إن ما يحدث مع المرضى في مستشفى كوم أمبو المركزي شيء من الخيال، فمع وجود أجهزة غير صالحة تسبب العديد من الأمراض المعدية، ومع امتلاء المستشفى بأدوية منتهية الصلاحية، نجد أن الرقابة منعدمة تماما، وهو الأمر الذي يفسح الطريق لعدم محاسبة المخطئين وتنازلا عن حقوق ضحايا الإهمال الطبي. ويقول هدر أيوب -نجار- أن مستشفى كوم أمبو هي العنوان الرئيسي للإهمال والفوضى، خاصة حين تشاهد الأطفال والنساء ينامون على الأرض ويفترشون الحصائر، وهو ما يسبب لهم معاناة كبيرة. ويشير رضوان عبد الله -تاجر- إلى أنه فور دخولك مستشفى كوم أمبو تزرف عيناك دمعا، وأنت تشاهد البشر الذين يفترشون الطرقات وينامون عليها انتظارا للفرج، فالأدوية غير متاحة والأجهزة الطبية متهالكة والروتين متفش والأهمال وصل للقمة، فالمريض يدخل مصابا بمرض معين فيخرج وهو يحمل مرضا آخر.