بين الحين والآخر تظهر الشكوي من نقص في البان الاطفال خاصة المدعومة وعدم توافرها في الصيدليات او الوحدات الصحية, ولان هذه السلعة تعد المصدر الوحيد لغذاء الرضع فان القلق ينتاب العائلات التي تعتمد عليها, فالألبان البديلة المستوردة سعرها يقترب من اربعة اضعاف سعر العبوات المدعمة وما بين تأكيد مسئولي وزارة الصحة علي توافر الألبان وان النقص ما هو الا شائعات مستمرة وايضا تأكيد الصيادلة ان النقص حالة دائمة ومستمرة وان الكميات المطروحة في الصيدليات لا تكفي, يقف الاباء والامهات حائرين, فللحصول علي حصة شهرية من اللبن بسعر3 جنيهات فقط للعبوة يجب ان تنطبق علي الام والطفل شروط معينة و للحصول علي اللبن النصف مدعم من الصيدليات لابد من البحث الدءوب في الكثير من الصيدليات فكيف تري وزارة الصحة هذه المعادله؟ الدكتورة ولاء فاروق مديرة ادارة الدعم ونواقص الادوية بوزارة الصحة تؤكد ان اللبن المدعم متوافر بجميع مراكز الامومة و الطفولة الوحدات الصحية بشكل كامل وان المشكلة التي تتردد من حين إلي اخر تكمن في عدم امكان حصول بعض الاسر او الامهات علي اللبن المدعم لعدم انطباق شروط تقديمه عليهن فالبن المدعم يتوافر في ثلاث انواع للأطفال من سن يوم إلي سن6 اشهر ونوع اخر بنفس الاسماء ولكن يضاف بجواره رقم2 يناسب الاطفال من سن6 اشهر و حتي سن سنة ويباع النوع الاول في الصيدليات بسعر17 جنيها و في مراكز رعاية الامومه والطفولة بسعر3 جنيها بينما تقوم وزارة الصحة بشرائه من الشركة المصريه لتجارة الادوية بسعر19 جنيها و يقدم للصيدلي بسعر16,50 جنيه حتي يكون له هامش ربح. وتصرف هذه الالبان وفقا لمجموعه من المعايير والقواعد التي تضعها وزارة الصحة التي تشجع اولا الرضاعه الطبيعية ولا توفر اللبن الصناعي للطفل الا في حالات مثل وفاة الام او ولادة توأمين او اكثر او اصابة الام بحالة مرضية تمنعها من الرضاعة او اصابتها بمرض تتناول بسببه ادوية تفرز في لبنها بما يسبب ضررا للطفل وبعد الولادة تتوجة الام لمكتب الصحة الذي تتبع له ويكشف عليها وعلي الطفل ويتم قياس وزن الطفل ويصرف لها اللبن اذا كانت مستحقة. وعن الكميات التي توفر من هذه الالبان تقول الدكتورة ولاء ان كميات اللبن المدعم من سن يوم إلي سن6 اشهر كافية جدا و ان الوزارة تحرص دائما علي وجود مخزون استراتيجي لمده3 اشهر و المخزون الان يكفي اكثر من ذلك ولكن الصيدليات يكون لها حصة شهرية ثابتة مكونة من12 علبة لبن اما الوحدات فلدي وزارة الصحة حسابات معينة ترتبط بعدد المواليد المقيدين بالوحدة وتدعم الدولة12 مليون علبة في السنة وغالبا ما يتم تقديم طلب للحصول علي دفعة كوامل بنسبة25% عند نهاية السنة المالية فيصبح الدعم نحو15 مليون علبة لبن في السنة وغالبا ما تكون حصة الطفل من عمر يوم إلي شهرين اربع علب لبن في الشهر ومن عمر شهرين إلي اربعة اشهر يحتاج الطفل إلي ست علب في الشهر ومن عمر اربع اشهر إلي سن سنة يحتاج الي ثماني علب في الشهر. اما الالبان المخصصة للأطفال من عمر6 اشهر إلي سن سنة فتباع في الصيدليات فقط وسعرها18 جنيا وهي ايضا مدعمه لان سعرها الاصلي19 جنيها ويقدم للصيدلي ب16.50 جنيه ويتم دعم3 ملايين علبة في السنة ويردد البعض ان هذه الكميات المدعومة من اللبن للأطفال من سن6 اشهر إلي سن سنة قليله ولا تكفي بينما كان هناك اتجاه لإلغاء دعمها وتوجيهه للفئه العمرية الاقل ولكن رفض هذا الاقتراح حتي لا تتحمل الاسرة التي كانت تحصل علي اللبن المدعم سواء من الوحدات او نصف المدعم من الصيدليات تكلفة اكبر علي ميزانية هذه الاسر. وتضيف ان هناك العديد من الاجراءات التي تم استحداثها خلال العام الماضي حتي لا يكون هناك اي نقص في البان الاطفال مثل توفير ثلاث انواع عالمية منه وهي النوع الفرنسي و البلجيكي والسويسري بعد ان كانت كل الكمية تأتي بنوع واحد فقط و ذلك تحسبا لاي مشاكل قد تحدث في مصانع هذه الشركات و بالتالي تتوقف الحصص التي نحصل عليها ولكن هذه الاجراء ايضا لم يتقبله الكثيرون بسبب تعودهم علي نوع محدد من اللبان وشكهم في الانواع الاخري الا انه ومع تجربة المنتجات الاخري تم تقبلها. وعن الشكوي الكثيرة التي تتردد حول عدم توافر الالبان توضح مديرة ادارة الدعم ونواقص الادوية بوزارة الصحة ان كل الشكاوي يتم دراستها ولكن الكثير منها دائما ما يرتبط برغبة الاسره في الحصول علي اللبن المدعم من الوحدات بسعر3 جنيهات وغالبا عند دراسة الشكوي نتأكد ان الاسرة لا تستحق الدعم وان شروط تقديم اللبن المدعم للأم لا تنطبق علي هذه الحالة وتري ان سببا من اسباب لجوء الاسر إلي الشكوي في وزارة الصحة ورئاسة الجمهورية يرجع إلي عدم توضيح اسباب رفض الوحدة الصحية ومراكز رعاية الامومه والطفولة لتقديم الالبان لهم وعدم مطابقتهم للشروط بالاضافه إلي ان كثيرا من الافراد مازال يعتقد بإمكانية الحصول علي اللبن المدعم بسعر3 جنيهات من الصيدليات وهو الامر الذي توقف تماما منذ عام2008 بعد ان كان هذا الدعم لا يصل إلي مستحقيه من الاسر والاطفال وكان يستغل من قبل التجار واصحاب المخابز في اغراض تجارية. وعن عدم توافر الألبان ببعض الوحدات الصحية وتأخر حصول هذه الوحدات علي حصتها من اللبن المدعم اوضحت الدكتورة ولاء فاروق ان هذا التأخير غالبا لا يتعدي الايام ويرجع إلي عدم سداد هذه الوحدات لمديونياتها الخاصة بفارق سعر اللبن الذي يقدم لهم بسعر2.70 ويباع بسعر3 جنيهات. وعلي صعيد اخر كان موقف معظم الصيادلة الذين التقتهم تحقيقات الاهرام مؤكدا ان النقص دائم ومستمر في البان الاطفال وان الكوتة المخصصة للصيدليات لا تكفي المواطنين باي حال من الاحوال. واوضح احد الصيادلة بحي المعادي ان الكوتة التي قد تتأخر عن موعدها شهرا او شهرين لا تكفي المواطنين الذين لا يستطيعون ايضا شراء الألبان الاخري التي لا يقل ثمنها عن اربعين جنيها وجميعها مستورده, فلا يوجد تصنيع محلي لألبان الاطفال الان بعد ان توقف المصنع المحلي الذي انشيء منذ فترة ثم اغلق منذ خمس سنوات وكان هو الذي ينتج اللبن المدعم. ويصف الدكتور سمير اسكندر مدير احد الصيدليات بحي شبرا نقص لبن الاطفال بأنه نقص شديد وانه لا يرتبط بالوقت الحالي فقط ولكنها حالة دائمة فحصة الصيدليات الثابتة والتي تقدر ب12 علبة من جميع الانواع لا تكفي سوي ثلاثة اطفال فقط لكل طفل اربع علب في الشهر وهذا اللبن هو غذاء الطفل الوحيد في هذه المرحلة العمرية فهل هذه الكمية تكفي وفي حي به كثافة سكانية كبيرة مثل شبرا ؟ ويضيف: اصبح معظم المصريين الان في حاجه إلي الدعم ويستحقوه فأين هي الاسرة التي تستطيع شراء علبة لبن ب45 جنيها كل اسبوع؟ ويطالب الدكتور سمير بزيادة حصة الصيادله من اللبن المدعم بالاضافه الي زيادة هامش الربح المخصص له والذي لا يتعدي الان5% ويؤكد ما سبق دكتور محمد فتحي مدير صيدلية بجسر السويس مضيفا ان الاقبال علي لبن الاطفال لا ينقص او يزيد ولكن ما ينقص هو توريد هذه الالبان التي لا تكفي حصصها عدد السكان وهذا ينطبق ايضا علي بعض الادوية, فكل صيدليه لها كوته لا تكفي وأحيانا تكون الكمية محجوزة من قبل توريدها لبعض المعارف المحيطين بالصيدلة من بوابين وعاملين لديهم اطفال يحتاجون الي هذا اللبن ويضيف ان البان الاطفال في الايام الماضية كان بها نقص شديد وارتفاع في الاسعار وهذا علي مستوي الالبان غير المدعمة والتي وصل سعرها إلي45 جنيها.